بغداد: عمر عبد اللطيف (الصباح) - أدان نواب من كتل سياسية مختلفة ما قام به الجيش التركي من قصف لمواقع حزب العمال الكردستاني الموجودة في بعض قرى اقليم كردستان، وفيما اعتبروه انتهاكاً لسيادة العراق، طالبوا باستدعاء السفير التركي لدى العراق لمعرفة تفاصيل الموضوع وتسليمه رسالة احتجاج الى بلده بسبب هذه الانتهاكات.
وقال عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي: ان الجهد الدولي في مواجهة داعش بالنسبة لنا امر وخطوة جيدة وايجابية ولكن في اطار حفظ سيادة العراق واستقلاله وعدم استهداف الاخرين، رافضاً أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات لدول اقليمية. البياتي أوضح، في تصريح خص به "الصباح"، أن " معركتنا مع "داعش" لا تبرر انتهاك سيادة العراق وعلى من أراد محاربة الإرهاب أن ينسق مع الحكومة العراقية"، مبيناً ان "أي عمل لا يستهدف هذا التنظيم الارهابي يثير الكثير من علامات القلق والاستفهام لدينا".
وعزا البياتي اسباب لجوء تركيا لمهاجمة حزب العمال الكردستاني إلى احساسها بخطر "داعش"، مستدركاً أن "لتركيا اجنداتها الخاصة المتعلقة بهمومها الامنية ولكن نحن نميز بين داعش والاجندات السياسية الاخرى التي تتعلق بهذه الدولة او تلك".
ولفت البياتي الى ان "تركيا اعتادت خرق اجواء العراق منذ زمن النظام المقبور الذي سمح لهم في حينها حسب اتفاقية مبرمة بالتوغل او ضرب 40 كم في العمق العراقي"، داعياً إلى "إعادة النظر بهذه الاتفاقية التي تجيز انتهاك أجواء البلاد".
من جانبه قال عضو مجلس النواب عن الاتحاد الوطني الكردستاني بيستون زنكنة: ان هذا العمل يمسّ سيادة العراق، مؤكداً أن الخلافات السياسية بين الكتل هي التي سمحت بهذا الخرق.
زنكنة دعا، في تصريح لـ"الصباح"، "الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ موقف جدي بشأن الموضوع كونها ليست المرة الاولى التي تقوم فيها تركيا بضرب الاراضي العراقية"، مطالباً بـ"استدعاء السفير التركي الى البرلمان او مجلس الوزراء لكشف الملابسات المتعلقة بهذا الموضوع وشرح أسباب القصف الذي طال الابرياء بدعوى وجود حزب العمال الكردستاني".
في حين رفض عضو مجلس النواب عن اتحاد القوى العراقية محمد نوري العبد التدخل في الشؤون الداخلية سواء من العراق او من قبل تركيا، مشيراً الى وجود ارهاب يستهدف البلدين وهما من يحدد ذلك ويتفقان بشأن كيفية التصرف معه.
واوضح زنكنة، في تصريح لـ"الصباح"، ان "تركيا تجاوزت على السيادة العراقية ويفترض ان يكون هناك تنسيق مع الحكومة كما يحصل من قبل التحالف الدولي الذي يقوم بقصف قواعد معينة بالتنسيق مع الحكومة وهناك غرفة عمليات مشتركة بينهما"، داعياً تركيا إلى "الانخراط ضمن التحالف الدولي لتكون طلعاتها الجوية بالتنسيق مع هذا التحالف".
زنكــنة الذي ألمح الى عدم ممانعة العـــراق قيام تركيا بقصف مواقع الإرهـابيين، بشرط أن يكون هذا القصف بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية وألا تنتهك سيادة العراق على أراضيه".