مآخذ التقصير إن وجدت لاتعني التآمر
الأثنين 17 أغسطس / آب 2015 - 21:28
فاضل بولا
تعليقي هذا على مقتطف ما قراته عن اخبار اعلامية فيها ادراج اسم رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي ضمن المتهمين المسؤولين عن سقوط مدينة الموصل بيد منظمة داعش الإرهابية . حيث ورد في تعليق عضوة مجلس النواب عن ائتلاف "دولة القانون"، الذي يقوده المالكي (عواطف نعمة) على التقرير بأن التهمة"مسيسة."
ونحن نقول ليس مسيساً فقط ، لابل إنه تسديدٌ من الحاقدين الذين في قلوبهم مرض ، في الإيقاع بهذا الرجل نقول هذا لأن ليس هناك من له عقل او قليل من الدراية ، يصدق أن يكون رجل مثل المالكي متآمراً وهو المتصدي لزخم مؤامرة اقليمية وداخلية تستهدف بكل ابعادها التدميرية الوضع الجديد في العراق بكل الوسائل المهلكة .. تلحق الدمار بالوطن والشعب ، منذ قيام الحكومة العراقية الجديدة وحتى يومنا هذا .
كانت مدينة الموصل نفسها بؤرة لنشاط هذا العمل الإرهابي ، وهناك تأسست منظمة ارهابية اطلقت على نفسها الدولة الإسلامية ، التي كانت مصدر الإرهاب ، ليس في محافظة نينوى فحسب ، ولكن حتى في بغداد نفسها . واشاعت الفزع في مدينة الموصل وجعلت منها مقبرة للكثير من الناس الأبرياء واتسمت المدينة بفقدان الأمن بصورة مخيفة .
بذل المالكي جهوداً كبيرة في تهدأة الوضع هناك ، وذلك من خلال اجتماعه التاريخي مع وجوه من كافة محافظة نينوى والوجهاء من مدينة الموصل ، ولبى طلبهم في اعادة 300 عسكري الى الخدمة وهم من مختلف الرتب العسكرية في جيش النظام السابق .
وبعدها ، خصص قطعات كبيرة وفعالة من الجيش العراقي ، مجهزة باحدث العُدد العسكرية ، للدفاع عن مدينة الموصل بالذات . وكان حريصاً على امنها ، وهو بنفس الوقت كان يتصدى لعصيان مدني شرس في محافظة الأنبار... الحدث الذي تناغم معه النشاط المعادي في مدينة الموصل نفسها وفي محافظة ديالى وصلاح الدين ، مما مهد السبيل الى احتلال داعش للاراضي العراقية ، باختراقه لمدينة الموصل بشكل سهل محمول على مؤامرة محبوكة ، ثم وانتشر بشكل سريع في المحافظات المذكورة اعلاه التي دانت له بسهولة شارك فيها كل اعداء الوضع السياسي الجديد في البلاد .
فما هو التصور الذي يمكن الإقتناع به ، بأن هذه الرجل الغارق بمشاكل التآمر من كل حدب وصوب وتضنيه ملفات عديد ساخنة ، ينحو منحى المتآمر على بلد يحكمه هو ويتحمل مسئولية العثرات التي ارهقت كل فرقاء العملية السياسية ، وهو قائدها وفي طليعتها .
فكيف يوصف بالمتآمر ذلك الذي حازت قائمته في انتخابات تشريعية ثلاث دورات متتالية ، إذا لم يكن هذا من حقد تستبطنه زمر من نفس العملية السياسية . ومن يستطيع تفسير سبب قيام رئيس الوزراء في التعاون مع داعش ، لإحتلال ثلثين مساحة بلاده والعمل فيه كل هذا الدمار ..؟