بغداد (المسلة) - اعبّرت صحيفة "الشرق الأوسط" التابعة للمملكة الوهابية، عن أسوأ أنواع الانحطاط الصحافي، والانحدار الأخلاقي بتلفيقها خبرا عن زيارة الأربعينية المليونية التي أقضّت مضاجع معتنقي الفكر الوهابي التكفيري.
وجاء في "مانشيت" الصحيفة، في عددها ,الأحد ، 20 تشرين الثاني ، 2016 ان تحذيرات عالمية صدرت بشان احتمال ولادات غير شرعية في خلال الزيارة.
هذا الزعم يؤكد حقيقة الانزعاج الوهابي من زيارة الأربعينية العظيمة، التي تجمع المسلمين من جميع شعوب الأرض بأعداد مليونية، لتضرب رقما قياسيا بين الزيارات الدينية، ويوزع فيها الطعام والشراب وبالمجان وتتوفر فيها الخدمات الصحية والترفيهية، وهو مالم يصدقه عقل، حتى ان العقول الوهابية التكفيرية تتعامى عمدا عن رؤيته بسبب عدم قدرتها على "تحمّل" منظر الملايين المؤمنة وهي تزور قبر الامام الحسين (ع).
وعلى رغم ان الخبر يقترب من كونه هذيانا اكثر من خبرا صحافيا، ونكتة أوقعت الصحيفة في مستنفع الصحافة الصفراء، الا ان عراقيين أبوا إلا ان يردوا عليها، وفي نفس الوقت طالبوا بعدم توزيع الصحف السعودية في العراق وطرد مراسليها الذين "يأكلون" من خيرات العراق، ويشتمونه في الصحف الوهابية، ومنهم الكاتب حمزة مصطفى والصحافية افراح شوقي، حيث يعمل الأول كاتب عمود في صحيفة الصباح، التابعة لشبكة الاعلام العراقي، وأفراح شوقي التي تعمل في وزارة الثقافة العراقية والصحافي معد فياض.
واعتبر الصحافي منتصر ناصر على صفحته في "فيسبوك" ان تقرير صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، كذب محض، فقد فبركت الصحيفة معلومات لا قيمة لها / كما فبركت بيانا غير موجود أصلا في موقع منظمة الصحة العالمية الرقمي، دون الالتفات الى أن مثل هذا الامر ليس من صلب اهتمامها مثلما تهتم بانتقال الامراض والأوبئة.. فاي مسكين يصدق مثل هذا الكلام؟!.
وتساءل الكاتب وليد الطائي "ما هو موقف حمزة مصطفى الذي يعمل مراسلا في هذه الجريدة ويتقاضى راتبا في نفس الوقت من شبكة الاعلام العراقي؟
واعتبر الكاتب خطاب عمر ان من المفترض تحرك الإدعاء العام العراقي على الصحيفة وادعائها بنقل خبر عن.W.H.O واتخاذ اللازم ضد هؤلاء.
واكد الصحافي سعد حسين ان "على رئيس شبكة الاعلام العراقي علي الشلاه التصرف بحزم تجاه الطابور الخامس الصحافي".
وقالت الناشطة ميران الشمري ان الصحيفة أرادت بهذا الخبر التغطية على حالات زنا المحارم و اغتصاب الأطفال في السعودية وهو موثق من وزارة الصحة و الداخلية السعودية.
وكانت "المسلة" قد طالبت في اكثر من معالجة صحافية وإعلامية، بمنع توزيع الصحف السعودية في العراق، وطرد مراسليها من العمل في مؤسسات الدولة العراقية وفي مقدمتهم حمزة مصطفى وأفراح شوقي بعد ان دأبت هذه الصحف على التلفيق ضد العراق، عبر مراسلين وإعلاميين عراقيين يزودونها بالتقارير المضلّلة والأخبار الملفقة.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" نشرت ، 29 شباط ، 2016، افتراءً جديداً على المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، عبر تقرير يزعم إن "احد المطلوبين على قائمة الإرهاب الدولية، والمسجّلين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، والذين ساهموا في استهداف مجمع سكني يقطن فيه عسكريون أميركيون في مجمع سكني في الخبر في 1996، ارسل خطابا صوتيا قام بتخزينه في ذاكرة رقمية إلى المرجع الديني علي السيستاني، يطلب منه الدعم المالي لإنشاء مركز خاص بالطائفة الشيعية في مكة المكرمة، وذلك بعد تزايد عددهم هناك، لغرض نشر ومد المذهب الشيعي".
ولم تحرّك وسائل الاعلام العراقية ساكنا للرد على هذا الزعم، على رغم أن جريدة "الشرق الأوسط" وضعته "مانشيتا" رئيسيا بارزا في موقعها الرقمي.
وفي ظل تزايد الحملة الإعلامية المغرضة التي تقوم بها الصحف السعودية وبمساعدة إعلاميين عراقيين في الداخل، يُطرح السؤال عن عدم تحرك الجهات المعنية للجم هذا الخلل في الخطاب الإعلامي العربي الموجه إلى الداخل لاسيما وان الخطاب الإعلامي السعودي بركز على بث الأباطيل والتلفيقات حول فصائل الحشد الشعبي والطائفة الشيعية في العراق.
وإذ تبرز في استطلاع "المسلة" بين الكتاب والإعلاميين العراقيين، دعوات إيقاف توزيع الصحف السعودية المغرضة، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جاسم الموسوي في حديثه ﻟ "المسلة" أن "صحيفة الشرق الأوسط هي صوت النظام السعودي وقد دأبت على خلق فتنة شيعية شيعية من أجل تفكيك البيت الشيعي، ولكي تحقّق ذلك، فأنها عملت على تسويق الأكاذيب حول موحّد العراقيين، لاسيما الشيعة وهو شخص السيد السيستاني، وانّ استهدافه هو محاولة لجس نبض الشارع من قبل الجهات السعودية".
وتابع "صحيفة الشرق الأوسط لن تكن مهنية ومحايدة وكان الأولى بالحكومات المتعاقبة أن توقف توزيع الصحيفة في العراق منذ وقت مبكر".
وزاد "لقد عملت الصحيفة من خلال كتاباتها التحريضية ضد الشعب العراقي والشيعة على وجه الخصوص، ومن غير المنطق ولا عرفا ولاديمقراطيا أن تُترك هكذا صحيفة، تعبث بالأمن القومي العراقي تحت ذريعة حرية الصحافة والتعبير".
واعتبر الموسوي أنّ "دولا كثيرا سبقتنا بالديمقراطية، وحين يتعرض أمنها للتهديد، لا تقف مكتوفة الأيدي".
وأفاد تقرير ﻟ "المسلة" ذي صلة بالموضوع، إن هناك عدد من الصحافيين العراقيين الذي يعملون في صحف سعودية او ممولة سعوديا مثل "الحياة" و"الشرق الأوسط"، وصحف إماراتية وقطرية، يقوم مراسلون وصحافيون عراقيون بالتغطية لها على وفق سياساتها، فيما هؤلاء الكتاب يطرحون ذات القضية لكن بوجهة نظر مختلفة عن تلك التي تبنوها في تقاريرهم للصحف السعودية والخليجية، وهو نفاق اعلامي وسياسي وحتى اجتماعي يستوجب الوقوف على تداعياته، والعمل على ردعه لما يمثله من دور مشبوه يرقى إلى مستوى الإخلال بالأمن الوطني والتحريض على العراق، بحسب خبراء اعلاميين في احاديثكم ﻟ "المسلة".
والمثير إن صحفا عراقية شبهة رسمية تابعة للدولة، وأخرى تُموّل من المال العراقي، تستكتب هؤلاء الذي يقبضون المال منها، فيما يقبضون على اثمان مواقهم المهادنة، بالمال السعودي والقطري والخليجي.
وفي ذات السياق، كان اعلاميون عراقيون قد دعوا إلى طرد الصحافية أفراح شوقي من نقابة الصحافيين، ومحاسبتها على تقارير تكتبها من داخل العراق، وتحابي فيها الإرهاب والسياسة السعودية تجاه العراق، وتنشرها في صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن.
وكانت الصحافية شوقي، نشرت في الصحيفة، تقريرا اعتبرت فيه إن "لافتات نعي تنتشر في أنحاء العراق تدل على نفوذ المليشيات في العراق". وتضمن التقرير إشارات تبرم من هذه اللافتات التي تنعى شهداء العراق.
لكي يتجاوز مراسلو صحيفة "الشرق الأوسط" غضب الشارع العراقي، فقد بدأوا يكتبون في الصحيفة بأسماء مستعارة، أو يلجؤون الى عدم ذكر أسماءهم في التقارير التي يرسلونها من داخل العراق.