أ. د. جبار جمال الدين
قصيدة مهداة الى ضحايا واقعة الفرهود والتي راح ضحيتها المئات من يهود العراق الأصلاء والذين ارتفعت ارواحهم الطاهرة الى بارئها وهي تشكوا ظلم الانسان لأخيه الانسان بعد ان تجرعوا كأس الحمام دون ذنب او جناية على ايدي زمر الغوغاء والجهل والتعصب الشوفيني الأعمى وذلك في الأول من حزيران من عام 1941 رحمهم الله برحمته الواسعه وأسكنهم فسيح جناته والخزي والعار لاعداء الانسانية في كل زمان ومكان .
يا يومَ واقعةِ الفرهودْ أي آسىً رأيته فيكِ يا دهراً من الشجنِ
لأنت صفحةُ تاريخٍ ملوثةٍ بالبؤسِ والعارِ حتى آخر الزمنِ
مزقت وحدةَ هذا الشعبْ وانطفأتْ فيك الشموع وغاب السحرُفي الدُجنِ
وقوم ذي الكفلِ قد ريعوا بلا سببٍ وهم طليعةُ أهلِ العدلِ والسننِ
من حزقيالِ كريمات نفوسِهُم ويحسننون بلا مِن ولا مِننِ
إذا تصفحت آثار الشعوب تجد آثارهم من تخومِ الصين لليمنِ
سيان عندي دمعُ عند نسوتهم ودمعُ نسوتنا الهتان كالمزنِ
لولا الفنون وما صاغوه من ألقِ ما شعَ نور الضحى في الشاطئ الحسنِ
عجبت كيف جموع البغي قد زحفت لسفح ذاك الندى المغروسْ في الوطنِ
أتباع موسى وأنتم رغم محنتكم نفوسكم لم ترعْ يوماً ولم تهنِ
آذاكم من به ذحلُ وموجدةُ تفجرتْ من مرارِ الحقدِ والإحن
ورغم ذاك الأذى للآن شامخة تلك الجباه ولم تأبه ولم تلنِ
إن يحترق دار عزرا في مرابعنا فناره لم تزل في القلبِ تحرقني
وآل حكاك في حزنٍ دموعهمُ ما زلن يلعنَ بالجلادِ والغُبُنِ
ومثلهم آل قزاز وقد فجعوا يشكون لله ما لاقوه من مِحنِِ
ما ضاع حقُ لكم مهما نأى زمنُ ياصفوة الخلقِ من صينِ الى يمنِ
ويا شمؤيل يا رمزَ الوفاءِ ومنْ لولاه لم تك أشعاري ولم تُصَنِ
باقٍ على العهد يا لحناً ارددهُ (والهجرُ فرقَ بين الجفنِ والوسنِ)
هيهات هيهات أن أسلو محبتكم لأنها مثل فرض خُط في السننِ
دار لشاؤل قد ضاعت محاسنها ودار روبين اطلال بل فنن