ما فعلهُ الفريق السعودي (جميعه بلا إستثناء) يوم أمس في مباراتهِ بكرة القدم ضدّ الفريق الاُسترالي ضمن تصفيات بطولة كأس العالَم 2018 في روسيا ,برفضه الرضوخ للإتفاق المُنعقد بين الفريقين قبل المباراة , بالوقوف دقيقة حِداد على ضحايا الإعتداء الإرهابي الأخير على (جسر لندن) ,يمثّل (أظنّ عند كلّ مَن يملك ذرّة إنسانيّة) عمل إرهابي إرتجاعي تكميلي لتلك الفاجعة الرهيبة!
تخيّلوا المَشهد معي من جديد :
مساء السبت الماضي 3 يونيو 2017 بينما كنّا نتابع بشغف مباراة نهائي
الأبطال (الشامپيونز) بين فريقي المفضّل ريال مدريد وخصمه الإيطالي يوفونتوس على ملعب الألفيّة في كارديف عاصمة ويلز!
كانت خشية الغالبيّة قيام عمل إرهابي إسلامي بهذه المناسبة يُفسد الفرحة ويقتل أكبر عدد من الأبرياء كلّما إستطاعوا الى ذلك سبيلا!
(لاحظوا أنّ الوقت رمضان الذي تنشط فيه الروح الإرهابيّة الإسلاميّة)!
الإحتياطات الأمنيّة كانت كافيّة ,لكن المفاجئة جاءت من لندن بريدج!
حادث دهس وطعن مزدوج !
شاحنة خفيفة من نوع فان بيضاء يقودها إرهابي إسلامي (جنبه إثنين آخرين) بسرعة مجنونة تبدأ بدهس الناس السائرين على الرصيف لا على التعيين!
بعد توقف الشاحنة الإجباري ينزل منها ثلاث إرهابيين إسلامين ليبدؤوا مسلسل طعن المارة بالسكاكين ثم يدخلون مطعماً مجاوراً ,ليكملوا عملهم القذر بطريقة عشوائية لا تفرّق بين طفلٍ وسيّدة وكبير!
ليصل عدد ضحاياهم الى العشرات!
بالطبع كلّنا نعلم (ونكتب أحياناً) عن تساهل الأوربيين والغرب عموماً
مع الإرهابيين محاولين تطبيق روح العدالة والمساواة والديمقراطيّة مع الجميع بلا تفريق!
لكننا نعلم أيضاً أنّ تلك الديمقراطيّة الغربيّة لن تقتلع الشرّ من جذوره بسهولة بهذه الميكانيزما !
فكرة محاربة (الفكر بالفكر) لاتنجح في حالة الإسلامي الجهادي الوهابي!
لأنّ هذا يشبه السماح بتجرّع السمّ ثم البحث بهدوء عن ترياق له!
قضايا الحياة والموت ومستقبل أجيالنا على ظهر الكوكب يجب أن لا تخضع لتجارب الأنسنة والتطبيع!
رعوداً وصواعق وإجتثاث يجب أن تكون أفعالنا تجاه الشرّ!
علينا أيضاً إستباق أعمالهم الإجراميّة بفرزهم والإشارة إليهم بالبنان!
كلّ إعلامي إسلامي يدافع عن الإرهابيين وفكرهم هو إرهابي مثلهم يستحق الحرق بالكاز الوسخ (على رأّي أحبتي المصريين)!
تصرّف المنتخب السعودي بالأمس عمل إرهابي يشير الى عقيدة وهابيّة إرهابيّة قذرة!
***
القيّم الإنسانيّة!
المباديء والقيم ليست مجرد كلام أوعناوين وشعارات سياسيّة إجتماعيّة!
إنّها طريقة حياة تقود للمحبّة والسلام و تطوّر ورقيّ المجتمعات البشريّة!
المباديء الواردة في وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في قصر شايو في باريس 10 ديسمبر 1948 تمثّل جوهر تلك القيم!
بعدما عاناه الغرب والعالَم عموماً من أهوال ح ع 2 التي كان دافعها الأساس عنصري نازي فاشي ,إلتجأت تلك الشعوب الحرّة الى السلم العالمي عن طريق تقبّل الآخر المختلف والتعاون بين الجميع!
نتيجة لذلك نرى اليوم ملايين المسلمين يتنعمّون بتقدّم ورفاهيّة الأوربيين بلا أدنى ثمن مقابل يدفعوه . لا بل أنّ بعضهم (يخرى بالماعون)!
فقط لكونهم بشر فهم يستحقون ذلك عند غالبيّة الأوربيين!
كذلك نسمع جميعاً عن المليارات من المساعدات الغربية (الكافرة) للدول الإسلاميّة الفقيرة في آسيا و أفريقيا !
بالمقابل تنتشر روح الكراهيّة والطائفية والنفاق والعداء في بلاد المسلمين!
آخرها الأزمة البدويّة الأخيرة مع قطر داعمة الإرهاب ماليّاً وإعلاميّاً!
على كلٍّ فإنّ الرياضة بأنواعها هي المجال الخصب الرحب لنشر المباديء والقيم الإنسانيّة!
سأضرب لكم مَثلين من الأولمبياد الأخير 2016 في ريودي جانيرو
لتفهموا القصد جيداً وتقارنوا بأنفسكم تأثير الثقافات على أخلاقنا:
المثال الأول :
مُصارع الجودو المصري (إسلام الشهابي) يرفض مصافحة خصمه الإسرائيلي (أوري ساسون) ,الذي فاز عليه 100 مقابل صفر!
كلّ مَن تعاطف مع هذا العمل الغبي هو إرهابي متوّقع يجب الحذر منه!
المثال الثاني :
العدّاءة الأمريكية (داجوستينو) تتوقف في منتصف سباق عدو 5000 متر لمساعدة منافستها النيوزلنديّة (هامبلين) التي تَعثّرت وسقطت أرضاً !
وعندما سألها الصحفيّون :كيف لكِ أن تتخلّي عن حُلمكِ بالميدالية الذهبيّة؟
أجابتهم بهدوء :وما قيمة إنتصاري إذا كان بدون أقوى خصومي؟
فما كان من اللجنة الأولمبيّة الدوليّة إلّا أن دفعت بالعدائتين الى المرحلة التاليّة قائلةً : أنّ الروح الأولمبيّة تجلّت ها هنا !
هل أحتاج مزيد من الأمثلة لتفهموا عمّاذا أتحدّث؟
***
الخلاصة :
الفريق السعودي خسر نتيجة المباراة 3 ــ 2
المصارع المصري كان قد خسر نزاله 100 ــ 0
معناها خسروا كلّ شيء يتعلّق بالنتيجة!
ألم يكن من باب التحضّر والتعقّل ألّا يخسروا إنسانيتهم أيضاً ؟
على كلٍ ,فقد أعلن اليوم الإتحاد السعودي لكرة القدم إعتذاره عمّا بدرَ من فريقه بعدم الوقوف دقيقة صمت على ضحايا لندن!
لكن الأكيد عندي ,أنّ هذا الإعتذار لم يأتِ نتيجة شعور بالندم أو الأسف على هذا التصرّف النذل الجبان ,إنّما نتيجة شجب و رفض وتعليقات وهاشتاگات إنسانية على مواقع التواصل الإجتماعي (حتى من مسلمين عاديين) ,أدانت ذلك الفعل المؤلِم الرهيب!
الدليل على هذا الكلام أنّهم في البداية برّروا فعلهم الدنيء بكونه يتماشى مع الثقافة البدويّة التي ترفض فكرة دقيقة الحداد!
حتى أنّ أحد المعلقين الإستراليين كتبَ قائلاً :
طبعاً دقيقة الحِداد ليست من ثقافتهم ,إلّا لو كان الموقف يلائمهم!
وأنا أكرر مقولتي :
بأنّ الإرهاب الإسلامي نجح فقط في جعل المباريات الكروية تبدأ بدقيقة حداد ,إنّما بالتأكيد فشل في إيقاف عجلة المحبة والحياة!
[جميع أشياء الجمال ... جميعها ضدّ العرب!] نزار قبّاني
***
الروابط
الأوّل / الإتحاد السعودي يعتذر!
http://www.bbc.com/arabic/sports-40210043الثاني / المصارع المصري الشهابي يرفض مصافحة خصمه !
https://www.youtube.com/watch?v=fhd51EAv8mEالثالث / الحادث الإرهابي على جسر لندن من الـ BBC
http://www.bbc.com/arabic/live/40147478رعد الحافظ
9 يونيو 2017