السليمانية: عباس كاريزي (الصباح الجديد) - طالب سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني رئيس الإقليم مسعود بارزاني المنتهية ولايته، بتأجيل الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 من ايلول المقبل، لمدة عامين وتهيئة الارضية المناسبة لانهاء الخلافات السياسية وتوحيد البيت الكردي قبيل اجراء الاستفتاء، محذرا من وقوع الاقليم في فخ المخطط التركي الرامي الى تحويل الاقليم الى قبرص ثانية في المنطقة.
واضاف عادل مراد وهو ايضا احد المؤسسين الاربعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني، في حوار مع صحيفة الصباح الجديد التي زارته في منزله بمحافظة السليمانية، ان كل شيء يؤخذ بالقوة لن يصمد امام التهديدات، وان استغلال ضعف الدولة العراقية لاعلان الاستقلال امر غير لائق، لان الاستفتاء وحق تقرير المصير حق لشعب كردستان وليس منة من احد، لذا على الكرد، المطالبة به عبر اجراء حوار بناء مع بغداد وفقا للسياقات الدستورية، مشيرا الى ان اصرار الحزب الديمقراطي على اجراء الاستفتاء يضع القضية الكردية في موقف منزلق خطير قد ينتج عنه اتخاذ مواقف مضادة من الدول الصديقة.
واشار مراد الى ان الكرد لهم الحق في تقرير مصيرهم مثل بقية شعوب المنطقة، نظرا للمظالم والاجحاف والتهميش الذي يتعرضون له، الا ان ذلك لايجب ان يدفعنا الى اتخاذ مواقف متشنجة مع بغداد.
وقال عادل مراد ان قرار اجراء الاستفتاء كان غير مدروس ولم تتم تهيئة الارضية المناسبة لاجرائه، نظرا لان برلمان كردستان معطل وحكومة الاقليم غير مكتملة، فضلاً عن فقدان رئيس الاقليم الشرعية القانونية لانه يشغل هذا المنصب بنحو غير قانوني خلافا للدستور منذ أربع سنوات، وقال « البرلمان أصبح مع الاسف كدكان يفتحه ويغلقه الحزب الديمقراطي متى ما يشاء».
وتابع ان حكومة الاقليم ليس لديها اي خزين استراتيجي كاجراء احترازي لمواجهة اية اجراءات قد تتخذها دول الجوار بالضد من الاقليم، اذا ما قام باجراء الاستفتاء، وتابع «لقد مضت لحد الان عدة اشهر لم يتسلم فيها الموظفون رواتبهم وباتوا لايعلمون متى يتسلمون مستحقاتهم التي يفترض ان تكون شهرية».
وقال ان قضية الشعب الكردي واستحصال حقوقه اكبر من مشكلة حزب او شخص وان ربط مصير الشعب بالخلافات السياسية والشخصية امر مرفوض ومستهجن، وقال نحن نريد رئيسا للاقليم يحترم الناس ويقاسمهم مشكلاتهم يعطي الرواتب وحقوق المواطنين، وان يكون مرناً بعديا عن التشنج، يعمل بكل تواضع لمعالجة مشكلات الشعب المتراكمة، لا ان يجلس في قصره بعيدا عن هموم ومعانات الناس..
مراد اكد انه لايوجد شخص كردي لايحب قيام دولة كردية، الا ان الناس مضطرون ليقولوا كلا لانهم فقدوا الثقة بالعملية السياسية والقيادة الحالية، وان بروز العديد من التجمعات والحملات الشعبية المناوئة للاستفتاء تستغل فشل القيادة وابتعادها عن هموم الشارع الكردستاني.
وطالب سكرتير المجلس المركزي باعادة حقوق الشعب المسلوبة وتحقيق الشفافية في ملف النفط الذي يشوبه فساد وتربح كبير، وقال منذ اعوام ولا يوجد اية أرقام حقيقية وإحصاءات دقيقة لحجم الصادرات ومبالغ الايرادات التي يستحصلها الاقليم من بيع النفط وكيف توزع.
وتابع ان لديه معلومات عن المباحثات التي اجراها الوفد الكردي الذي يزور بغداد حالياً ، حيث لم يتطرق الوفد في بعض اللقاءات بتاتاً الى قضية الاستفتاء، بل بالعكس طالب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي باعادة المناصب التي كان يمتلكها الكرد سابقا في بغداد.
سكرتير المجلس المركزي قدم كثيرا من الامثلة العالمية عن الحالات التي تمخضت عنها تشكيل دول تمت جلها عبر اجراء حوار بين صاحب القضية وصاحب الشأن، مشيرا الى ان الاقليم لم يتحاور بنحو هادئ مع الحكومة العراقية، التي هي صاحب الشأن الاول في هذا الوضع، وان الدستور الذي وقعنا عليه نحن الكرد لم يتم فيه ذكر مسألة الاستفتاء او الاستقلال، لذا يجب ان نتحاور مع بغداد لاقناعها بوجهة نظرنا والعمل على ادراج ذلك في الدستور، ولم يخفي مراد توجسه من ان يؤدي هذا الشحن الطائفي بين الطرفين الى حصول صدام ومواجهات عسكرية بين الكرد والعرب.
وحذر عادل مراد من ان يؤدي الاصرار على اجراء الاستفتاء من دون الأخذ بعين الاعتبار الرفض والمعارضة الاقليم والدولية، الى ان يخسر الاقليم الدعم الدولي والاقليم الذي يقدم له دعما لقوات البيشمركة التي تقاتل وقدمت التضحيات للقضاء على داعش، مبيناً ان انخفاض مستوى ونوع الدعم العسكري كان نتيجة للفساد المستشري واذا ما استمر الاقليم في سياسة التضاد مع بغداد والعالم سيؤدي الى قطع هذه المساعدات بنحو نهائي.
واكد ان الحوار مع بغداد وتحسين الوضع الداخلي للاقليم يأتي في مقدمة المهام الانية لساسة الاقليم، مطالباً بالكف عن شراء الذمم وترتيب الوضع الداخلي سياسياً واقتصاديا، وترسيخ الحرية والديمقراطية ورفع الحظر الذي يفرضه الديمقراطي على حركة التغيير.
واستغرب مراد عن الاسباب التي تمنع رئيس الاقليم من زيارة السليمانية وحلبجة وكرميان ورابرين وخانقين وكركوك التي لم يقم بزيارتها منذ سنوات، متسائلاً» كيف يمكن اجراء الاستفتاء في كركوك وخانقين بينما لم يتم لحد الان اجراء اية تحضيرات او في اقل تقدير التفاهم مع المكونات والاحزاب الرئيسة هناك، وان تجاهل ذلك ينذر بعواقب لاتحمد عقباها اذا ما تدخلت دول الجوار وحركت بعض الجهات التي تعمل بتوجيه خارجي.
ولم يستبعد مراد وجود مخطط تركي للهيمنة على الاقليم وتاسي دولة كردية ضعيفة وتحويلها الى قبرص جديدة، وتابع ان تركيا لديها مخطط يهدف الى استنزاف موارد الاقليم من نفط وغاز تكون ظهيرا لتركيا وحاجزا بينها وبين قوات حزب العمال الكردستاني المعارضة المتواجدة في جبال قنديل وقطع طريق التواصل بين اكراد تركيا والكرد في سوريا، واضاف انه متخوف من اعادة ذات السيناريو الذي قام به شاه ايران من اجهاض للثورة الكردية عام 1975» قائلا ان الرئيس المصري السابق انور السادات كان قد حذر الكرد في سبعينات القرن الماضي من وجود طبخة ومخطط ضد الكرد انذاك عقب اجتماع عقده رئيس اركان الجيس التركي ونظيره العراقي ورئيس اركان الجيش الشاهنشاهي هناك، الذي يتكرر الان في اعادة للسيناريو نفسه والطبخة نفسها بعد الاجتماع الذي عقد قبل ايام بين رئيس اركان الجيش التركية ونظيره الايراني للقضاء على الحلم الكردي.
وحول الموقف الايراني من مسألة استقلال الاقليم اضاف مراد انه التقى مؤخرًا بوفد رفيع المستوى اعلن صراحة معاداته لاجراء الاستفتاء وتمسكه بوحدة وسلامة اراضي العراق.