هيفاء الأمين .. ظلموك ولم ينصفوك
حاولت جاهدا أن أجد ما يبررّ هذه الضّجة المفتعلة التي أثيرت حول كلمة النائبة الشيوعية هيفاء الأمين في الندوة الحوارية التي أقيمت في بيروت يوم أمس الخميس الثاني من آيار , وما هي الخطيئة التي اقترفتها النائبة الأمين لتجابه بهذه الضّجة ؟ وهل أساءت فعلا لبلدها حين وصفت لبنان بأنّه بلد متحضر ؟ أو اساءت لأهالي جنوب العراق حين وصفته بأنّه أكثر تخلّفا من بغداد وكردستان ؟ وقبل الرّد على هذه الضّجة اللا مبررة واللا منصفة , أوّجه سؤالي للكاتب حسن العلوي وأقول له هل أن لبنان متحضر بالمايوه أو البّكيني ليستشيط غضبك بهذا الشكل القبيح ؟ أم أنّ لبنان متحضر بأدبه وفّنه ودوره في نشر الثقافة والوعي في الوطن العربي ؟ وحتى في زمن الجواهري والرصافي والوردي هل كان العراق أكثر تحضرا من لبنان ؟ أين طبعت مؤلفات الوردي ودواوين الجواهري والرصافي وكتب العلوي نفسه , في العراق أم في لبنان ؟ ثمّ بعد كل هذا ما هو الخطأ في كلام النائبة هيفاء الأمين حين وصفت الجنوب بأنّه أكثر تخلفا من بغداد وكردستان ؟ أليست هذه هي الحقيقة ؟ أليس العراق بشكل عام والجنوب بشكل خاص من أكثر دول العالم تخلفا ويقع في ذيل قائمة الدول الأكثر تخلفا ؟ وهل هنالك بلد في العالم ماضيه أكثر تطورا من حاضره غير العراق ؟ وهل كانت النائبة الأمين تتحدّث عن تأريخ العراق وأمجاده ليهب عليها العلوي وغيره بهذا الشكل المعيب وغير المنصف ؟ أم أنّها كانت تتحدّث عن واقع بلدها المزري والمؤلم ؟ ..
ربّما يقول البعض أنّ السماوي قد حنّ لماضيه الشيوعي فانتخى مدافعا عن رفيقته الشيوعية , لا يهمني ما يقوله الآخرون عني , بل تهمني الحقيقة والدفاع عن الحق , وأقولها بصوت عال أنّ العراق في الوقت الحاضر بلد متخلف وغارق في الفساد والتخلف والمرض والجهل حد اللعنة , وقد تراجعت فيه القيم والأخلاق والوطنية إلى أدنى درجاتها , وعمّ الجهل والمرض والفساد والمحسوبية والقيم العشائرية البالية , وتراجع القانون والنظام والتعليم والصحة والخدمات بشكل عام , وأصبح الشريف وغير الفاسد عملة نادرة في عالم اليوم .. وفي الجنوب العراقي ساد الفقر والجهل والمرض والأميّة والبطالة وانتشار الجريمة والنزاعات العشائرية المسلّحة , وتراجع الوعي وعمّت الطقوس الغريبة التي لا تنتسب لقيم الدين الحنيف من قريب أو بعيد , وأنّ ما تحدّثت به النائبة هيفاء الأمين صحيح ولا غبار عليه ولا يحمل أي إساءة للعراق أو لأبناء الجنوب , ولا يستدّعي هذه الضّجة المفتعلة والظالمة والتي وصلت حد وصفها بالعاهرة الشيوعية .. في الختام أقول للنائبة هيفاء الأمين إنّك لم تخطيء بحق أحد حتى تعتذري للآخرين .. وما تعرّضت له من هجوم وكلام بذيء ومعيب هو بسبب شيوعيتك التي لا يطيقها البعض وليس لسبب آخر .
أياد السماوي