أ/ إِحذر أَن تتجبَّر أَو تتكبَّر أَو تُكابر إِذا ما حذَّركَ أَحدٌ مِن مجموعةٍ ما [حقيقيَّة أَو إِفتراضيَّة] أَو عندما تكتِشف أَنَّها فاسِدة وتافِهة وأَنَّ الإِستمرار فيها مضيَعةٌ للوقتِ، ثُمَّ تتردَّد في تركِها.
يقولُ تعالى {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا}.
فالعَنادُ هُنا لا يخدمكَ، وإِنَّ سعيكَ لإِثباتِ وجودِكَ لا ينفعكَ في شيءٍ، فحِمايةُ العقلِ من التَّفاهة واحترامهُ من التَّسافُلِ لا يتمُّ بالعَنادِ والإِصرارِ.
طبعاً فإِنَّ من الواضحِ فإِنَّ أَبسط الإِختبارات لمثلِ هذهِ الحالاتِ هو تقديم الرَّشوة فإِذا قبِلها فهذا يعني أَنَّهُ مَلكٌ طمَّاعٌ همَّهُ الإِستحواذ والإِكتناز، وإِذا رفضَها فهذا يعني أَنَّهُ نبيُّ صاحبَ رسالةٍ، وهذا ما كانَ {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ* وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}.
ج/ إِنَّ تحدِّي الإِبتزاز الأَليكتروني ومُواجهتهِ والحذرِ منهُ هي مسؤُوليَّة عينيَّة وليسَت كِفائيَّة أَي أَنَّها تخصُّ كُلَّ واحدٍ منَّا وهي لا تسقُط إِذا تصدَّت لها مجمُوعة مهما كانَ حجمَها وعديدَها وأَسلحتَها وأَدواتَها.
بمعنى آخر، إِذا أُصيب بهِ أَحدٌ فلا يعني أَنَّ إِصابتهُ ستحمي الآخرين أَبداً، كما أَنَّ عدمَ الإِصابةِ اليَوم لا يعني أَنَّكَ في مأمنٍ منهُ دائماً، أَبداً، ولذلكَ فمادامَ الخطرُ مُحدِقاً ينبغي الحذرَ منهُ وتحذيرَ الآخرينَ منهُ.