مقالات

حسن حاتم المذكور

السؤال الأخير

03/08/2021 07:08
1 ــ ولأنه الأخير, سأحترم من أوجه اليه السؤال, لا أوجهه مثلاً لفاسدي وارهابيي المنطقة الخضراء, كما لا أفتحه أمام, من يحاصرون انفسهم في قفص العداء لأمريكا, ويفتحون لأيران ابواب الولاء او العكس, ولم اضعه على طاولة, الكتاب المحللين والباحثين عن ديمقراطية, سقطت في مستنقع فساد وارهاب العملية السياسية, يستحقه فقط من هتفت دمائهم الساخنة "نريد وطن", واستشهدوا واقفين على اكتاف ساحات التحرير, والسؤال هنا يبقى يتيم الجواب, على صدر الواقع العراقي, وتبقى للسؤال فرصته الأخيرة, ان نطرحه على شعب لا يُفترس, بين أكثر من مفترس, انها الحقيقة العراقية, التي ستعلن لحظة انفجار بركانها الوطني, وستعلق الرقاب  بالعمائم الحية, فيستعيد شارع الرشيد, عصر غضبه الذهبي.
2 ــ اعيد السؤال الى أهله ومن يمتلكون الجواب عليه, الى بنات وأبناء محافظات الجوع والجهل والأذلال, في الجنوب والوسط, الغارقون في مستنقع فساد وأرهاب البيت الشيعي, والمتحالفون معهم, على سفك الدماء واستنزاف الثروات, سيصل اهلنا الى نهاية صبرهم, ويستيقضون على ما هم عليه, من اهمال وازدراء واستحقار وتجويع مركز, هل هم (أهلنا) من خذلوا وخانوا واشتركوا في قتل الأمام الحسين, أم كانوا ذات الأحزاب والمراجع والمليشيات, التي تعرض الآن مذهب اهل البيت, في مزاد الأطماع والمصالح المشتركة, لأمريكا وإيران, متى سيوفر اهلنا في الجنوب والوسط, مئآت السنين من جلد الذات, ويخصصون ولو مسيرة مليونية واحدة, لدخول سراديب البيت الشيعي, وأفراع بيوتهم وارصدتهم, من المنقول وغير المنقول لسحتهم الحرام.
3 ــ نوجه السؤال ايضاً, الى الجيل الجديد من بنات وابنا المحافظات الغربية, ومعه الجواب الجاهز, متى سيتخلون عن ماض لا يعود, وعن احلام استعادة السلطة, فالواقع الكوني والعربي الأسلامي, والعراقي منه بشكل خاص, لا ينفع معه دبابة وبيان أول, وان كان الأستعمار سابقاً يمكن أن يعالج بإنقلاب عسكري, فالإحتلال الأمريكي والتوغل الإيراني الراهن, لا يعالج إلا بثورة شعب "يريد وطن" يخلع عنه جلد الهويات الفرعية النافقة, ويعيد ارتداء هوية الإنتماء والولاء للعراق, بوحدة الولاء للذات العراقية فقط, ستُقطع ذيول الولائيين (طويلها وقصرها) لغير العراق, وتغادر رؤوس الفتنة الخارجية, بعد ان تخلع عن وجهها اقنعة "فرق تسد" وتعود تبحث في الدولة العراقية والمجتمع, عن أصدقاء ومنافع وحسن الجوار.
4 ــ نعود أخيراً بالسؤال, الى بنات وابناء المحافظات الكردية, هل لديهم من الصبر والدماء ما يكفي, لعشر عقود قادمة, ويبقى الدم الكردي صفقة رابحة لتجار الشعارات, ام حان الوقت واقنعتهم التجربة, ان قضيتهم ذابت من داخل المنطقة الخضراء, والشعارات القديمة تغرد الآن, من داخل اقفاص الأرصدة العملاقة للحزبين الرئيسيين, وان الجيل الجديد, كما هو في الجنوب والوسط والغرب مقطوع اللسان, وأن القضايا الكبرى, قومية كانت ام دينية, لا تعالج وتجد طريقها للحل العادل, الا في ظل دولة وطنية, ومجتمع انساني, وعلى الجيل العراقي الجديد كاملاً, من زاخو حد الفاو, أن يتوحد من خارج مأخور المنطقة الخضراء, حيث تمدد جائحة العمالة وعدوى السقوط.
03 / 08 / 2021

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية