ثقافة وأدب

محمد صخي العتابي

مسرحية (صرخات من غزة) تأليف محمد صخي العتابي

04/11/2023 15:13
النص المسرحي ينقل رسالة حول الألم والظلم الذي يتعرض له أهل غزة،وكيفية تحملهم وتصديهم لهذه التحديات بالرغم من الصعوبات وتصاعد  
.الأحداث إلا أنهم أظهروا إرادة قوية وصمودًا رائعًا في مواجهة الظروف الصعبة التي يواجهونها
(المشهد الأول)
(تفتح الستارة (غروب الشمس يلون السماء بألوان الجمال، ولكن في أحياء غزة، يسود الظلام والدمار
يظهر مجموعة من الأشخاص يحملون أمتعتهم المتنقلة ويبحثون عن مأوى))
الشخص 1: (بصوت متعب) يا لها من كارثة هل يمكن أن يكون هناك أمل بعد هذا الدمار؟
الشخص 2: (بحزن) العالم يشاهدنا ولا يفعل شيئًا لمساعدتنا. صرختنا تضيع في أرجاء الكون
(يظهر طفل صغير يبكي ويحمل دمية ممزقة)
الطفل: (ببكاء) أين ذهبت لعبتي؟ وأمي وأبي؟
(تظهر امرأة تحمل طفلًا في أحضانها وتحاول تهدئته)
الأم: (بصوت حزين) يجب أن نظل قويين من أجلهم. يجب أن نواجه هذا الظلم بكل ما نملك
(تجتمع مجموعة من النشطاء والمتضامنين من مختلف أنحاء العالم. يحملون لافتات تندد بالظلم ويهتفون بشجب الهجمات الوحشية على غزة)
الناشط 1: (بصوت عالي) يكفي دمار ومآسي! يجب على العالم أن يستيقظ ويرى ما يحدث هنا
الناشط 2: نحن نرفض الصمت. نحن نريد عدالة لأطفال غزة وعائلاتهم الذين فقدوا أحبائهم
(ينضم أشخاص من غزة إلى المظاهرة، يحملون شموعا ويرفعون صور أحبائهم الذين فقدوا في الهجمات)
المتظاهرون: (بصوت موحد) صوتنا لن يختفي! نحن نرفع صوتنا ضد الظلم والاضطهاد
(ينطفئ النور تدريجياً، ويظل صوت المتظاهرين يتردد في الهواء)
(تفتح أضواء المسرح في بداية يوم جديد)
(يشعر الناس بالهلع والذعر بسبب تزايد القصف. يتحول المكان إلى فوضى، حيث يبحث الجميع عن مأوى ويحملون مصابيح للبحث عن أحبائهم المفقودين)
الشخص 3: (بصوت مرتفع) القصف يزداد يجب علينا العثور على مأوى سريعاً
(تظهر امرأة تحمل طفلًا يبكي بحرقة)
المرأة: (بينما تحاول تهدئة الطفل) سنجد مكانًا آمنًا، لا تخافي حبيبتي، سنكون بخير
 (يزداد القصف، مما يتسبب في سقوط المزيد من الشهداء تظهر فتاة صغيرة تركض بحثًا عن والديها)
الفتاة: (تصرخ ببكاء) أبي! أمي! أين أنتم؟
(يظهر أحد النشطاء يحمل الفتاة ويحاول تهدئتها)
الناشط: (بصوت حزين) سنبذل قصارى جهدنا للبحث عن والديكِ، لا تقلقي
( (يظهرطبيب يعالج أحد الجرحى ويحاول إنقاذ حياته. يشعر الجميع باليأس والغضب من استمرار الهجمات
الطبيب: (بصوت متعب) نحن بحاجة إلى المزيد من المساعدة والإمدادات الطبية. الجرحى يتزايدون والمستشفيات لا تستطيع التعامل مع هذا 
العدد الكبير
(المشهد الثاني)
 ( يستمر القصف والناس يحاولون البقاء على قيد الحياة. يظهر أحد الشبان من المقاومة يحمل سلاحًا يدافع عن غزة)
الشاب: يجب علينا الدفاع عن أنفسنا وأحبائنا! لن نسمح للظلم بالانتصار
 (يندلع القتال بين المقاومة الفلسطينية وجيش الأحتلال الصهيوني. يظهر الأطفال يختبئون ويصرخون من الخوف)
الطفلة: (ببكاء شديد) يجب أن يتوقف صوت الرصاص والقنابل. متى سنجد السلام؟
 (يتسارع النشطاء والمتضامنون للمساعدة والحماية. يشتد الصراع وتزداد حدة الأحداث)
(يتوقف القصف للحظة، ويظهر أحد الناشطين يتحدث بصوت عالي إلى الحشود الموجودة)
الناشط: (بصوت غاضب) أين المجتمع الدولي؟ أين الأمم المتحدة وحقوق الإنسان التي تزعم أنها تدافع عنها؟ لقد أصبحنا ضحايا لعبة السياسة الدولية، والعالم يشاهد وكأنه لا يهتم
(ينضم صوت آخر من المتظاهرين، يعبّر عن الغضب والاستياء)
المتظاهر: (بصوت ملؤه الحزن والاستياء) لقد رأينا كثيرًا من التصريحات والتعبيرات عن القلق، ولكن أين الإجراءات الفعلية؟ لماذا تستمر المجازر دون عقاب؟
(يظهر ناشط آخر يرفع لافتة تحمل عبارات تنتقد المجتمع الدولي)
ناشط آخر: (بصوت غاضب) المجتمع الدولي لم يفشل فقط في حمايتنا، بل فشل في حماية الإنسانية! نحن نطالب بإجراءات فورية، نطالب بوقف الهجمات وإحالة المجرمين الصهاينة إلى المحكمة الجنائية الدولية
(يندلع الجميع في هتافات منددة بالصمت الدولي والتقاعس)
المتظاهرون: (بصوت موحد) العالم يجب أن يستمع! العدالة يجب أن تتحقق! نحن لسنا أقل أهمية، نحن إنسانيتكم أيضًا(تستمر الهتافات والانتقادات للمجتمع الدولي بقوة، في محاولة لجذب انتباه العالم إلى معاناة الناس في غزة وضرورة التحرك الفوري لوقق القتل والدمار 
  (عائلة مشردة تبحث عن مأوى. الأم تحمل طفلًا صغيرًا في حضنها، والأب يحمل حقيبة قليلة من الأغراض )
الأم: (بصوت مكسور) لقد فقدنا كل شيء. بيتنا، حياتنا، والآن نجد أنفسنا في الشوارع دون مأوى
الأب: (بحزن عميق) العالم يتفرج على كارثتنا ويبقى صامتاً. نحن لسنا سوى أرواح مشردة في وطننا المدمر
 (يظهر ناشط عربي يرفع لافتة كبيرة مكتوب عليها "الصمت العربي يقتل الأمل" يجذب انتباه وسائل الإعلام الدولية)
الناشط: (بصوت عالي ومؤثر) الصمت العربي يقتل الأمل! لماذا تتجاهلون مأساتنا؟ هل أرواحنا العربية أقل قيمة؟ نحن نحتاج إلى مساعدتكم، نحن نحتاج إلى صوتكم
(يظهر بعض الصحفيين ووسائل الإعلام الدولية، ويبدأون في تصوير العائلة المشردة والناشط العربي)
الصحفي 1: (بصوت مليء بالتعاطف) هذه هي الحقيقة التي يجب علينا نقلها إلى العالم. يجب على الجميع أن يعرف ما يحدث هنا
الصحفي 2: (معبأ بالأمل) سنجعل صوتكم يصل إلى كل أنحاء العالم. سنروج للعدالة ونحث العالم على التحرك لإنقاذ هذه العائلات وإعادة بناء حياتهم
 (ينتهي المشهد بالصحفيين ووسائل الإعلام والناشط العربي والعائلة المشردة وهم يتوجهون نحو الكاميرات ويتحدثون بقوة عن حاجة العالم للتدخل العاجل لإنقاذ الحياة وإعادة الأمل إلى هذه العائلات المتضررة في غزة)
(المشهد الثالث)
((تتسارع الأحداث ويزداد القصف بوحشية. العوائل المشردة تتجمع تحت القصف، ويظهر رجل مسن يرفع يديه نحو السماء
الرجل المسن: (بصوت مؤثر وهمس) يا الله، ارحمنا وأرحم أطفالنا. نحن نستغيث برحمتك تحت هذا القصف الوحشي. اللهم، احفظنا وارحم عوائلنا
(تنضم النساء والأطفال ويبدأون في هتافات إسلامية بصوت مرتفع)
النساء والأطفال: (بصوت واحد) الله أكبر! اللهم احفظنا وارحمنا! يا رب العالمين، ارفع عنا هذا الظلم والقهر. نحن نتوسل إليك بقلوب خاشعة
(تنطلق الهتافات الإسلامية بصوت مدوي، وترتفع أصوات العوائل تحت القصف المستمر. يظهر طفل صغير يحمل القرآن ويقرأ دعاء)
الطفل: (بصوت طاهر ) يا رب العالمين، أنت السميع العليم، أرحمنا وانصرنا على أعدائنا. يا من يرى الظلم ويعلم الخفايا، نحن نستجير بك من هذا العذاب
((تستمر الهتافات والدعاء بينما تتوالى القصف والانفجارات .تظل العوائل تستغيث بالله تحت وطأة الهجمات الوحشية، ويكون الدعاء والتضرع همساً في أذهانهم في هذه اللحظات المظلمة))
(تتوقف الهتافات للحظة، ويندلع القصف مجدداً بشكل مدمر. الناس يتناثرون ويحاولون البحث عن مأوى)
الرجل المسن: (بصوت مكسور) يا رب، نحن نستغيث بك! ارفع عنا هذا الظلم، وأمدد برحمتك على هذه الأرواح المنهكة
(يستمر الطفل في قراءة القرآن بصوت ملؤه الايمان والرجاء)
 الطفل بصوت ثابت وثقة) من قوله تعالى:﴿ بسم الله الرحمن الرحيم يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرين)
(يظهر آخرون ينضمون إلى الطفل ويبدأون في قراءة القرآن والدعاء بصوت مرتفع)
المجموعة: (بصوت واحد ملؤه الاصرار) ربنا، ارفع عنا هذا البلاء وانصرنا على من ظلمنا. نحن نثق برحمتك وعدالتك. يا الله، نستودعك أرواحنا وحياتنا
(يتصاعد القصف والناس  يصرون على قراءة القرآن والدعاء، بينما يحملون أطفالهم ويحاولون حمايتهم من الأذى. الأمل والإيمان يملأ قلوبهم رغم وحشية الوضع، ويظلون يتوسلون بالله لإنقاذهم من هذه الكارثة)
(تستمر الصلوات تحت وطأة القصف المستمر. الناس يظلون يستغيثون بالله ويطلبون الرحمة والنجاة)
الأم: (بصوت مؤثر) يا رب، نحن نستودعك حياتنا وأحبائنا. نحن نثق بقدرتك على تخفيف مأساتنا وإنقاذنا من هذه الفاجعة
الأب: (بصوت رزين) يا الله، إننا نعلم أن ابتلائك يأتي بحكمة، ولكن نحن نستجير برحمتك في هذه اللحظات الصعبة. نجنا يا الله، واحفظنا من كل شر
(يتسارع القصف ويزداد الفزع بين الناس، ولكنهم يظلون يستمرون في الدعاء والتضرع)
الجميع: (بصوت عال وجماعي) لا إله إلا الله، محمد رسول الله! اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. يا رحمن يا رحيم، ارحمنا ونجِنا يا الله
(فجأة، ينقطع القصف تدريجياً ويهدأ الهمس والدعاء. الناس ينظرون حولهم بدهشة وأمل في قلوبهم)
الرجل المسن: (بصوت ملؤه الدهشة) قد يكون هذا علامة من الله! ربما يكون هذا نداء للعالم للتدخل وإنقاذنا
(الناس يبدأون في النظر نحو السماء بأمل وثقة، مستمرين في الدعاء والانتظار بصبر وإيمان)
المجموعة: (بصوت مؤثر) اللهم، نحن نثق برحمتك وعدالتك. نستودعك أمورنا ومستقبلنا. ارحمنا وانصرنا يا الله، فأنت خير الناصرين
(تتوقف الحركة ويظل الناس ينتظرون بشغف، مستعدين لما قد يحمله المستقبل، وفي قلوبهم أمل كبير في رحمة الله وعدالته)
(في لحظة من الصمت، يظهر ضوء بعيد في الأفق، يتزايد تدريجياً حتى يصبح نجماً مشرقاً. يتسارع نبض الناس وتتلألأ أعينهم بالأمل)
الرجل المسن: (بصوت ملؤه الأمل) انظروا! ربما هو إشارة. نجد النجاة في طريقة جديدة، بتضافر الجهود والدعاء المخلص
(يبدأ الناس في السير ببطء نحو الضوء المشرق، بينما يبقى الهمس والصلاة مستمرين)
المجموعة: (بصوت واثق وجماعي) الله أكبر! الله أكبر! نحن نثق برحمتك يا الله. ارحمنا ونجِّنا وانصرنا على أعدائنا
(يظل الناس يسير باتجاه الضوء المشع، وكل خطوة تقتربهم أكثر من الأمل والنجاة. تزداد الهمسات والدعاء بالقوة والإيمان)
الناس: (بصوت عال ومؤثر) يا رحمن يا رحيم، ارحمنا ونجِّنا وانصرنا! نثق برحمتك ونعلم أنك قريب وأنك تسمع دعائنا
(يستمر الناس في السير نحو الضوء، ومع كل خطوة يزدادون قرباً من الأمل والإيمان. يظلون يدعون ويأملون في نهاية هذه الكوارث وعودة السلام إلى أرضهم الممزقة)
(ينضم أحد الكهنة إلى المجموعة ويبدأ في الصلاة)
الكاهن: (بصوت هادئ وخاشع) بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم ارحمنا وارحمِ نساءنا وأطفالنا. اجعل هذا التجمع نقطة بداية لحياة جديدة، حيث يعم السلام والمحبة والتضامن
(ينضم الجميع في صلاة جماعية، ويشعرون بالأمل والراحة وسط هذه الأجواء الروحية المليئة بالتسامح والتآخي)
(تظهر صورة للشمس تشرق في الأفق، والناس يبدأون في التحضير ليوم جديد، محملين بالأمل والإيمان بأن يوم السلام سيأتي قريبًا، وأن 
الحب والتعاون سيسودان أخيرًا في هذه الأرض )
النهايــــــة

   محمد صخي العتابي                                                            mohammed.alatabi@gmail.com                                           

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية