مقالات

علي آل غراش

لعباد في ضيافة الله.. 5 / رمضان... إضاءات في رحاب شهر رمضان المبارك ح/6

27/03/2023 18:46
نهنئ العباد بالتوفيق الإلهي ليكونوا ضيوفا عند الله -عز وجل- بالدعوة والحضور على مائدته الرحمانية خلال "شهرٌ دُعيتم فيه إلى ضيافة اللّه". شهر رمضان الفضيل.
هل يعلم العبد الصائم انه في هذا الشهر المبارك يحل ضيفا على الخالق -عز وجل-، لقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "شهرٌ دُعيتم فيه لضيافة الله"، وان التواجد في شهر رمضان المبارك نعمة الهية ورحمة وتوفيق عظيم للعباد؟. 
ماذا يجب على الضيف القيام به عندما يحل ضيفا على الكريم وليس هناك أكرم من الخالق -سبحانه وتعالى- فهو أكرم الأكرمين، القادر على تحقيق كافة احتياجات الضيف وأكثر؟. 
من باب أخلاقي على الضيف احترام المضيف وصاحب الضيافة الكريم بل أكرم الاكرمين، وهو الخالق -عز وجل- وضرورة التهيؤ النفسي والجسدي .. لان صاحب الضيافة، هو الأكرم والاجود والأغنى والأكثر سخاء وقوة، مالك الملك والأكثر رحمة فهو أرحم الراحمين القادر على فعل كل ما يريد، وهو الوهاب..، كما جاء في الافتتاح :"الظاهِرِ بالكَرَمِ مَجْدُهُ، الباسِطِ بالجُودِ يَدَهُ، الَّذِي لاتَنْقُصُ خَزائِنُهُ، وَلا يَزِيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إِلاّ جُوداً وَكَرَما، إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الوَهَّابُ". وجاء في الدعاء كذلك : "الحمد لله مالِكِ المُلْكِ، مُجْرِي الفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاِصْباحِ، دَيّانِ الدَّينِ، رَبِّ العالَمِينَ".
أيها الإنسان أيها العبد أنت ضيف على الخالق الرازق ذي الجلال والإكرام والفضل والانعام، الذي هو ليس كبقية اي مضيف أو مدعو، بل ليس هناك شبيه له، فاذا الإنسان حينما تقدم له دعوة من قبل سلطان أو وجيه أو شخصية ما كبيرة .. يشعر بالفخر والاعتزاز بتلك الدعوة ويحرص على تلبية الدعوة والحضور في الوقت المناسب، واحترام البرامج والتقيد بالقوانين والأنظمة المصاحبة لتلك الدعوة، اذا كان يفعل كل ذلك مع السلطان والوجيه، فكيف يكون التهيؤ والاستعداد والاحترام اذا كان صاحب الدعوة والضيافة هو خالق السلطان، الخالق الذي لا شبيه له في كرمه وعطائه وقوته وقدرته وعظمته..، وهو الرازق الكريم، صاحب الدعوة لمدة شهر، وهو شهر رمضان المبارك، الدعاء والمطالب فيه مستجابة.
حيث جاء في دعاء الافتتاح: .. الحَمْدُ للهِ خالِقِ الخَلْقِ باسِطِ الرِّزْقِ، فالِقِ الاِصْباحِ، ذِي الجَلالِ وَالاِكْرامِ، وَالفَضْلِ وَالاِنْعامِ، الَّذِي بَعُدَ فَلا يُرى، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى، تَبارَكَ وَتَعالى. الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلا شَبِيهٌ يُشاكِلُهُ، وَلاظَهِيرٌ يُعاضِدُهُ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الاَعِزَّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ مايَشاءُ.
الناس في هذا الشهر الكريم ضيوف، وعلى الضيف احترام المضيف غاية الاحترام، والتأدب في مضيف الله -سبحانه وتعالى- الكريم الذي هو في غاية الكرم في عطائه، وتقديم أشهى وأعظم الجوائز والهدايا على مائدته الرحمانية لضيوفه خلال شهر رمضان الكريم، فيجب الافتخار والتشرف بهذه الدعوة الربانية، و أن يحرص الضيف للحصول على أكبر وأعظم الجوائز بالفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار والفوز بالجنان، خلال الدعوة من أكرم الأكرمين الرحمن الرحيم، القادر على تحقيق دعاء وطلبات وحاجات ورغبات الضيوف عباده المخلصين.  "وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ.. فَاسْأَلُوا اَللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلاَوَةِ كِتَابِهِ فَإِنَّ اَلشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اَللَّهِ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ اَلْعَظِيمِ". و جاء في دعاء الافتتاح".. وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُرِيدُ".
لا يمكن معرفة ماهية وأهمية شهر رمضان الكريم مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي عرف للناس كافة بالشهر المبارك، الذي قال (ص): "*أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياله أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابة، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، ..*". 
دعاء اليوم الخامس : *اَللّـهُمَّ اجْعَلْني فيهِ مِنْ الْمُسْتَغْفِرينَ، وَاجْعَلْني فيهِ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ اْلقانِتينَ، وَاجْعَلني فيهِ مِنْ اَوْلِيائِكَ الْمُقَرَّبينَ، بِرَأْفَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ*.
والى الحلقة السابعة .. ⬇️ علي سلمان ال غراش

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية