مقالات

محمد موزان الجعيفري

هجرة الفقراء... والاغنياء

28/03/2023 19:01
لا توجد اسباب تدل على الترف في زيادة نسبة المهاجرين من البلدان العربية الى اوربا فرحلة الهجرة من اشد انواع المغامرات النفسية والجسدية والقانونيه خطورتا وغالبا ما تنتهي نهايات كارثية في اعماق بحار الدول الساحلية في القارة الشقراء باتت نقاط التماس الاولى مع المهاجرين الذين لا يزالون يتدفقون من شمال افريقيا عبر الدول العربية طبعا وخاصتا تونس وليبيا . الفقر وعدم الاستقرار السياسي والتدخلات الخارجية عوامل في تكوين ارض خصبة لتوليد الهجرات المتعاقبة . فرنسا وبريطانيا اتفقتا قبل اسابيع على السيطره على الهجرة غير الشرعية بإجراءات قانونية صارمه تنص على عدم استقبال اي مهاجر مهما كانت الاسباب لكن هذه الاجراءات القانونية لم تمنع المهاجرين من الوصول إلى السواحل البرطانية برغم المصير المجهول الذي ينتظرهم 
هناك مخاوف جدية ذات طبيعة استراتيجية في العواصم الغربية ازاء القدرة الاستيعابية للاجئين ليس من الناحية الماليه وانما هناك تحديات ثقافية ودينية متراكمة عبر ستين سنة 
ولا يريدون تكريسها بل يطمحون الى تفكيكها منذ سنوات عديدة ولاسيما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ عبر برامج الاندماج الاجتماعي التي مهما كانت كبيرة تبقى عاجزة عن فكرة التذويب التي ينادي بها بعضهم 
احيانا تكون الهجرة لدى الدول الفقيرة سلاحا لكي تجذب من خلالها الدعم الغربي ولكن الهجرة التي لم تنقطع من العراق في خلال عشرين سنة من التغيير في طبيعة الحكم توحي بان الاسباب ليست اقتصادية ومعيشية فقط لان هناك عوائل تبيع بيوتها بمئات الالف الدولارات وتعطيها للمهربين بحثا عن حياة في مكان اخر تلك مسألة لا تفكر الدولة العراقية بتفكيكها بشكل علمي ومن ثم انساني اجتماعي عادل .
لم يكن المهاجرين من العراق دائما فقراء كما في دول عربية اخرى هنا الهجرة ترتبط باسباب استحالة استمرار حياة الانسان عندما يكون امنه الشخصي مهددا ولا احد يكفل له الحماية وهذا كان ما قبل احتلال البلد وبعده ايضا وانحصرت الظاهرة ولكنها لم تنتهي.

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية