مقالات

نزار حيدر

إِنَّهُ الحلقَة الأَضعف في كُلِّ السِّيناريوهات!

02/07/2024 08:43
   أ/ لحدِّ هذه اللَّحظة فإِنَّ احتماليَّة إِشتعال الجَبهة اللَّبنانية تدورُ مدار الحَرب النفسيَّة، فلقد أَعلنت كُلَّ الأَطراف المعنيَّة بمَن فيها زعيم [حزبُ الله] بأَنَّهم لا ينوُونَ الدُّخول بحربٍ شامِلةٍ، فضلاً عن الجهُودِ المُضنية التي يبذلها الرَّئيس الفرنسي لتجنيبِ لَبنان الدُّخول بمثلِ هذهِ الحرب، لعلمِ الجميعِ، وخاصَّةً لبنان، بأَنَّها ستدمِّرهُ عن بِكرةِ أَبيهِ من دونِ أَن يذرِفَ أَحدٌ دمعةً كما يحصَل في غزَّة الشَّهيدة منذُ [٩] أَشهُر.
   ب/ أَمَّا إِذا اشتعلت الحرب فإِنَّ المُتأَثِّر الأَكبر بعدَ لَبنان هوَ العِراق؛
   ١/ لضَعف الدَّولة العاجِزة على ضبطِ إِيقاعاتِ حركةِ السِّلاح المُنفلت سواءً داخل البِلاد أَو في مُحيطهِ الإِقليمي، فلقَد أَكَّدت التَّجربة أَنَّها وكُل مُؤَسَّساتها عاجزةٌ عن ذلكَ وأَنَّ الإِنفلات المُسلَّح مُمكِن في أَيَّةِ لحظةٍ.
   ولولا الردُّ الأَميركي القاسي الأَخير لما استطاعَت الدَّولة أَن تفرُضَ إِرادتها النسبيَّة على السِّلاحِ المُنفلت الذي ينشط حسبَ الطَّلب خدمةً لأَجندات [الغُرباء] وفي اللَّحظةِ التي يستلِم فيها الأَوامر مِن دونِ نقاشٍ.
   كُلُّ هذا يعني أَنَّ العِراق قد يتورَّط بالتَّصعيدِ مِن دونِ [قرارِ دَولةٍ]!.
   ٢/ وفي العِراق أَكبرُ عددٍ من الوُكلاء الذين يتقاسمُونَ الأَدوار حسبَ الطَّلب، فهؤُلاء لا علاقةَ لهُم بالدَّولة فقرارهُم مرهُونٌ خارج الحدُود، وكلُّهُم يعتبرُونَ أَنفسهُم أَجزاء في مشرُوعٍ [عالميٍّ] للمُقاومةِ لا يأخذونَ بنظرِ الإِعتبار مصالح البِلاد وأَمنِها القَومي الإِستراتيجي بالحُسبانِ، فهُم كالعِميانِ يرمُونَ بنواظِيرِ [الغُرباء] وليسَ بنواظِيرِ العراقِ ومصالحهِ، وكُلُّ هذا على الرَّغمِ من أَنَّنا نسمَعُ جعجعتهُم منذُ عقدَينِ ولا نرى طحينهُم!.
   فهُم يُتاجِرونَ بالشِّعاراتِ الثَّوريَّةِ التي ورِثُوها عن الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الذي كانَ يعتاشُ عليها لاستِغفالِ الشُّعوبِ وتضليلِها!.
   ٣/ وفي العراق كذلكَ عددٌ كبيرٌ من الأَطرافِ المُسلَّحة المُصمِّمة على تدميرِ البلادِ والحَيلولةِ دون استقرارِها وبالتَّالي دونَ نهوضِها وذلكَ لصالحِ [الغُرباء] وهؤُلاء يتحرَّكونَ خارج مدَيات الصَّالحِ العام لا يأخذُونَ بنظرِ الإِعتبارِ دستوراً أَو قانوناً أَو حتَّى كلام المرجعيَّة الدينيَّة العُليا في النَّجفِ الأَشرفِ إِذا كانُوا [متشرِّعينَ] كما يزعُمونَ.
   فهُم لا يجهلُونَ أَنَّ مبنى النَّجف الأَشرف هو احترام الدَّولة وقوانينَها والإِنخراطِ في المُؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة الرَّسميَّة إِذا كانُوا ينوُونَ الدِّفاع عن حريمِ العراقِ وسِيادتهِ وهَيبتهِ.
   هؤُلاء يُحرِّكهُم ويُحييهِم [الأَخضر] الذي يتحكَّمُ بحركاتهِم وسكناتهِم، والتي عادةً ما تكُون لغَيرِ صالحِ البلادِ، للأَسفِ الشَّديدِ.
   ٤/ وأَخيراً فإِذا أَرادَ العراق أَن يتجنَّب الإِنخراط بمثلِ هذهِ الأَزمات ليحمي أَمنَهُ القَومي ومصالحهِ الإِستراتيجيَّة العُليا فلا يكفي أَن يكونَ قرارهُ الرَّسمي [مسك العَصا من الوَسط] و تبنِّي سياسة [النَّأي بالنَّفس] كما تُعلن ذلكَ حكُومة السُّوداني، وإِنَّما يلزمَها اتِّخاذ كُلَّ الإِجراءات للإِلتزام عمليَّاً بهذهِ الشِّعارات البرَّاقة والحَيلولةِ دُونَ اختطافِ قرارِ الدَّولة بالعنتريَّات التي يستعرضَها خَونةٌ وعُملاء، جهلَةٌ وأُميُّون، وذلكَ من خلالِ لجمِ سلاحِ الميليشيات أَوَّلاً قبلَ أَن تورِّط البِلاد بأَزمةٍ هي أَكبر مِنها ومِن إِمكانيَّاتِها ومِن واقعِها الأَمني والسِّياسي، خاصَّةً وأَنَّ الدُّستور واضِحٌ في ذلك عندما حمَّلَ مجلس النوَّاب حصراً مسؤُوليَّة إِعلان الحرب والسِّلم وبأَغلبيَّة الثُّلُثَينِ بعد اقتراحٍ مُشتركٍ يقدِّمهُ رئيس الجمهوريَّة ورئيس مجلِس الوُزراء [المادَّة (٧٦) (أ)] ما يعني أَنَّ مَن يورِّط العراق بحربٍ خارج حدُود وصلاحيَّات الدُّستور فهوَ إِرهابيٌّ لا تقِلُّ خطورتهُ على البلادِ عن أَيَّةِ تنظيماتٍ إِرهابيَّةٍ أُخرى. 
   ٢٠٢٤/٦/٢٣
                                         لِلتَّواصُل؛
Instagram; @nazarhaidariq
www.tiktok.com/@nhiraq
‏Telegram CH; https://t.me/+5zUAr3vayv44M2Vh
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Skype: live:nahaidar
‏Twitter: @NazarHaidar5
‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920
Viber CH; https://invite.viber.com/?g2=AQAH50yHwKvWGlF3NiKuTBXN4cfcZJm1jGzkFU0bzlIanIjLkrUwc6lrqTlj3cHF
*للإِطِّلاع على نصِّ التَّقرير يُرجى زيارةِ الرَّابط التَّالي؛
https://al-aalem.com/%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%8a-%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d9%86%d8%aa%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d8%b9%d9%84%d9%89/

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية