عندما خـرج الإخـوة الأنباريـون بمظاهـرة ضـد الحكومة وتبعهم جماهيـر من الموصل يقودهم محافظها أثيل – وهو موظف حكومي- وشقيق رئيس مجلس النواب النجيفي – ممثل الشعب الذي ذهب بدوره الى سامراء ليحث أهـلها الطيبين على الخـروج ضد الحكومة , قلت ربمـا القوم على حق وخرجـوا لإسترجاعـه- أخذهم بالصوت قبل لا يغلبوك- وعلى وتيرة الأخوة هنا وهناك خرجوا في ديالى و قلت ربما الأخوة أيضا مظلومين وطالعين بالهوسة ويمكن يحصلون شئ عندما يحشرون نفسهم بهذه المعمعة وتبعهم بعض الأخوة أيضاً في كركوك , هم ما يخالف أكيد إلهم حق مضيع وهي فرصة يطلعون ضد الحكومة " الوطنية" ما دام الدستور يخول المظاهرات والحكومة عليها أن تلبي مطالب الناس وتقدم الخدمات . ومرت أيام والحكومة" تداركت" الوضع و"ألفت" لجان وزارية ومجلس النواب ما قصّر وألف لجنة وسارعوا الى "دراسة الأوضاع" , فقامت لجنة الحكومة مشكورة بإخراج "الكثير " من المساجين نساءً ورجالاً وهنا أستغرب هذه "السرعة" في الإفراج والسؤال الذي تبادر الى ذهني وتدارسه عقلي وأرجعه مرة أخرى الى حواسي لتدركه جلياً وعدت أطرح السؤال على نفسي وعلى الحكومة في نفس الوقت يا ترى لماذا كانوا مسجونين ؟ ولماذا لم يتم محاكمتهم بسرعة حسب  القانـون؟ أعـود وأطرح السؤال , إذا لم يكونوا "مجرمين" و لا " مدانين" و لا " إرهابيين" لماذا كانوا بضيافة الحكومة وفي فندقها ذو النجوم المتعددة!!, إذن لا شئ  يمشي حسب القانون . طيب أطلقوا سراح مئات المساجين لعدم وجود "تهم" ضدهم !!والسؤال الذي عاد يدق في رأسي , طيب لماذا أنتظرت الحكومة الإحتجاجات و المظاهرات لتطلق سراح" الأبـرياء" هل هو ذر الرماد في العيون ؟! على أساس إن الحكومة والقانون عادت لهم" إنسانيتهم" فجأة وصاروا خوش ناس وطلعوا إخوانهم المسجونين "بالغلط". لم يهدأ الوضع وزادت المظاهرات صراخاً وحملت أعلاماً غير "عراقية" وصور شقيقنا الجار " أردوغان" وتصوروا حتى أعلام "كردستان" كانت هناك , أستغرب أهل الجنوب والوسط وصرخوا بصوت واحد ما هذا الشطط؟ ما هذا اللغط؟  وين الغلط ؟!!والمضحك إن " القاعدة" الشريفة أيدت الإخوان في الأنبار .. يا للعار !! وتبعها الذيل المبتور عزة إبن الدور .. يا للخيبة !! ذهب بعض " الشيوخ" الجنوبيين والوسطيين  ليرطّبوا الوضع ويليّنوا الكلمات  فلم يفلحوا إلا ببعض " الكفخات" الكلامية والهوسات الأنبارية وعادوا بخفي علي حاتم زعيم الأرطاوية وحامي حمى الواوية. القاعدة لم يكن صوتها يكفي لحث القوم على الثبات فتبعها الإخوة " المناضلون" البعثيون ليزيدوا النار إشتعالاً بعد أن حرق قائدهم المشنوق الأخضر واليابس في أرض العراق ولم تتحرك شعرة من شواربهم " الرجولية" وأخـيرا خرجت علينا رغـد رابعهم لتنبح بصوت يشبه صوت"  سكوبي دو" في المسلسل الكارتوني ولتقول " العراق إلنا ولأبناءنا وليس للصفويين – لم تنسى أن تضيف عملاء إيران- والصفويون الذين تقصدهم شريفة العوجة هم  65% من العراقيين الذين يجب أن يخـرجوا الى " الحبيبة" إيران أو يتم تصفيتهم . أنا عن نفسي , ولد جدي في البصرة سنة 1880 وكسور! وكان يحمل شهادة الجنسية العراقية منذ العام 1928 وكان عمر والدي الذي كان ولد على يد قابلة في بيتهم الطيني 5 سنوات ورغم هذا كان إسمه مدرجا في شهادة جنسية جدّي وأنا ولدت بعد الحرب العالمية الثانية وفتّحت عيوني وصرخت على نغمات آخر طوب طق عند " الداكير" – أرصفة ميناء البصرة يسمى بهذا الإسم من الإنكليزية " داك" إذن لم أكن إيـرانياً لا بالولادة و لا بالرطانه و لا بالإعوجاج !! ورغم هذا حينما وجّهت وجهي صوب بغداد لإستخراج ما يسمى بـ " شهادة الجنسية " بداية الستينات , قال لي والدي خذ شهادة جنسية جدّك القديمة وسوف تحصل على أساسها "شهادة " عراقيتك بسرعـة ؟!. وهكذا شددت الرحال الى العاصمة بغداد وسؤال وجواب وأخذ ورد , أعطوني شهادة جنسية وكتبوا .. عراقي ( إيراني الأصل) ولم أع لماذا كتبوا هذا وكنت لا أفهم في دهاليز السياسة والطائفية وكنت غـر شديد الوطنية ! وأنا العراقي أباً عن جد وعن أجداد وأم  , عدت الى البصرة وأنـا أحمـل هذا " العـار " وفي لحـظـة فقدت أعصابـي فمزقتـهـا وبعد سنة لاحقة , ركبت قطار البصرة الى بغداد وأستخرجت شهادة أخـرى بدون الركون الى شهادة جدي القديمة الذي ولد عندما كانت الدولة العثمانية تحكم وكانت الأحواز والمحمرة عراقيتان والشيخ خزعل يحكم وقصره الذي يطل على شط العرب وكان من معالم البصرة الجميلة  وحوله إبن العـوجـة الى قصـره المنيف بفـلـوس البـصـرة ,  بعد أن تنازل عن نصف شط العرب لشاه إيران- إتفاقية الجزائر- لكي يقضي على ثورة الأكراد و"يطرد " المرحوم الملا مصطفى البارزاني من العراق.

 البـصـرة التي تـغـذّي كل الـعـراق وترعى كـل العـراقيـيـن وترضـعـهم مـن المهـد الى اللـحـد ومـرت عليـها الحروب تـتـرى وجراحاتها عميقـة نتيجة لها و خـاصـة الحرب مع إيـران التي لم تـألوا جـهـدا في قصـفـهـا يومياً وبدون هـوادة أو رحمـة ! وما زالت آثـار الحرب والحـروب " الأمريكية" بعد غـزو الكويت وإلغاءها من الخريطة ؟! التي توالت عـلـيـها شـاهـدة علـى جـدرانـها وشوارعها وبيوتـهـا وحالتها النفسية ورغـم هـذا مـا زالت تـمـد ضـرعـهـا رغـم وهـنـهـا ليمـتـصـه الآخرون ويـرتـووا ويكبـروا و مـن ثـم يـرفـسـونهـا لأن أهـلـهـا  " صفويون" ؟!!  جئت الى أمـريـكا " الدولة الأعـظـم" في كل شئ العام 1995 وحصـلـت علـى جنسيـتهـا في العـام 1999  مثلي مثل كل " أمـريـكي " يعيش هنـا ومنهم العالم " أينشتاين"  والرئيس " أوبـامـا" الأفريقي الأب- كينيا- والذي يحكم أكبر دولة والتي لها قواعـد في كل الدول تقريبا وأولـهـا "دول" الخليج العربي , الفارسي  كما يسمونه الإيرانيين والأمـريكان  وبقية الجوقة الأوروبية  ولم  تقل له "رغد" الأمريكية أنت أسود وأبوك مهاجر وليس لك الحق في حكمنا .أنا أعطيته صوتي لأنه مثلي " مهاجر " ويعرف آلام البعد عن الوطن ! حملت جوازي الأمريكي حالما حصلت على الجنسية ورحلت الى بلدان أوروبية لم يسألني أي شرطي الحدود عن أصلي وفصلي إنما أنا أمريكي من بلد المهاجرين إلا في بلدان عربية ليس لها أصل وفصل  ؟!  بينما رغـــد وحفـنـة من الـرعـاع الذين جـاءوا الـى العـراق مـن بـلـدان أخـرى ؟!! يسمـّون أهـــل الـبــصــرة " بالصفوييـن" والبصـرة مـوجـودة قبـل أن يأتـي إسمـاعـيـل " الصـفـوي" ويحكـم في إيـران وهي أول مدينة "إسـلامـيـة"  بناهـا عتبة بن غـزوان وعبر منهـا الى إيـران ليخضـعـها الى "الإسـلام" , إذن البـصـرة هـي صاحبة الفضـل في أسلمـة إيران " المجوسيـة" و  تقـول رغــد " الـعــراق إلنا ولأبناءنا مو للصفويين  وهـل نـحن أهـل البـصـرة مـن أبنائك يا رغـد يا بنت أبوهـا والتي رمّـلها أخوها عدي وبدفع من المشنوق لاحقاً صدام أبوها العزيز , بقتله زوجها العريف حسين كامل وأخوه صدّام وأبوهم ولم تنبس البنت ببنت شفـه !! وحرق أبـوهـا العـراق ويتّم أبناءه و"أرمل" نساءه كما أرملها ويتّم أولادها الخمسة وشـرّد أهـلـه سواء الأصليين أو " الصفويين" ولم تقل شيئا . والآن البعث والقاعـدة وبعض " السياسيين" و "شيوخ" العشائر( إلتم المتعوس على خايب الرجا ) يريدون أن يقلبوا بغداد رأساً علـى عـقـب ويعيدونها الى " أبنائها" , من هم أبناءها ؟؟ ولكـن الشرفاء مـن أبناء الأنبار وهم كــثـــــر رأيتهم على شاشة " العراقية" وليس على " الجزيرة" كما خرج  النجيفي ليلعن الحكومة التي هو منها ويرضى عنه حمد وموزه ؟!! وبكلمات قـوية وعمـيقـة يرفضـون- شيوخ الأنبار الشرفاء - أقلمـة الأنـبـار أو فصـلـها من جسد العـراق وهـل يـنـفــع الـرأس بدون جسد أو الجسد بدون رأس  وكلاهـمـا مكـمـل للآخـــــر . سـوف لـن تـقـوم للبـعـث قائمـة مـن جـديـد ولـن تفيدهم القـاعـدة الإرهابيـة و لا أصـوات بـائرة سائرة بركابهمـا وسوف لـن تـعـود رغــد الى عـرش أبيـها الذي تـهـاوى بالبسطال الأمـريكي . لن تـعـودي الى عيشـة الرغـــد يـا رغـــد . و يا رجـال الأنبـار الأشراف الطيبين طـهّـروا مـدنـكم من الأنـجاس المـلاعـين . لست مـن الحـكومـة و لا الحاكميـن , أنـا مـع شعبنـا وحـقـوقـه الى يـوم الـديـن !!

 قال أحدهم " قل لي من هم أصدقاؤك أقول لك مـن أنت"

فؤاد البصـراوي
fouadalbasrawi@yahoo.com