مناطق سيطرة بارزاني أكبر قاعدة عسكرية لتركيا في المنطقة
    الأثنين 1 مايو / أيار 2017 - 07:54
    [[article_title_text]]
    أربيل  (سارا بريس) - فتحت حكومة العدالة والتنمية والحزب الديمقراطي الكردستاني جبهة حرب جديدة ضد الشعب الكردي بعد فشل أردوغان في سياساته وحروبه، الواحدة  تلو الأخرى، ضد الشعب الكردي وانحسار قوة تنظيم داعش الارهابي في كل من العراق وسوريا. سياسة يقوم فيها الأول بالضرب عسكرياً فيصرخ الثاني بالتناغم مع الضربة، وبأسلوب لا أخلاقي وبعيداً عن الكردايتي، معلناً عن مساندته لأي تحرك وضرب عسكري تركي على الشعب الكردي ووجوب خروج الكريلا من المنطقة، حتى وإن طالت ضربات طيران المحتل نقاط للبيشمركة وقتلت منها أيضاً.

    والمشكلة بالنسبة للكرد، في باشور أو أي جزء من كردستان، لا تتعلق بوجود العمال الكردستاني في شنكال أو كركوك أو غيرها من أراضي كردستان، بل أن المشكلة تكمن في أن تركيا جعلت من المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب بارزاني قواعد عسكرية وأمنية استخباراتية واقتصادية لها، بصورة تشبه كثيراً الاحتلال التركي لشمال جزيرة قبرص اليونانية، الأمر الذي يثير شكوكاُ كبيرة في نوايا أردوغان وبارزاني في كردستان، ويزيد من غضب الشارع العراقي والكردي في اقليم كردستان خصوصاً وكردستان عموماً، والمطالبة بإنهاء الوجود التركي على أراضيها، خاصة من قبل مجلس النواب العراقي وبرلمان كردستان حيث قدما في وقت سابق مذكرة رسمية للمطالبة بإغلاق القواعد التركية في العراق والإقليم.
    وهنا يخطر في ذهن الكردي تساؤل فيما يتعلق بالمفارقة بين وجود مقاتلين كرد مثل حزب العمال الكردستاني الذين توجهوا بواجب حماية اقليم كردستان من داعش في شنكال واربيل وكركوك بعد هروب بيشمركه الحزب الديمقراطي وعدم مقدرتهم على حماية الأراضي الكردستانية، وبين وجود 20 قاعدة عسكرية ومقر أمني استخباراتي تركي لا مبرر ولا حجة لها سوى أنها قوة محتلة لكردستان، لينصدم من التصريحات المتكررة والنابعة من حقد مسؤولي الحزب الديمقراطي على مكتسبات الشعب الكردي في روج آفا وشنكال بعد خيانتهم وفشل مخططاتهم مع الدول التركية والهادفة إلى النيل من مكتسبات ثورة التحرر الكردستانية، فيصل بهم الخنوع لدرجة الدعم الإعلامي والسياسي للهجمة التركية على قره جوخ و شنكال التي راح ضحيتها مدنيين ومقاتلين من وحدات حماية الشعب والمرأة والبيشمركة.

    ومن هذا المنطلق سوف نسرد معلومات عن التواجد التركي في اقليم كردستان وبشكل موجز، والتي جعلت منها تركيا مراكزاً أساسية لحربها على الكرد في الأجزاء الأخرى من كردستان بدعم من حزب بارزاني سياساً وإعلامياً وميدانياً.

    تاريخ التغلغل التركي في العراق واقليم كردستان
    يعود تاريخ التدخل التركي في اقليم كردستان إلى سنة 1983 باتفاق "شفهي” مع الدكتاتور صدام حسين في ضرب البيشمركة على الحدود التركية وبالمقابل يسمح بدخول الجيش التركي إلى عمق 15 كم داخل الأراضي العراقية،  واستمر في 1995 سريان الاتفاقية بشكل أقوى بين بارزاني والدولة التركية، بهدف ضرب مقاتلي حركة التحرر الكردستانية، وبموجبها أنشأ الجيش التركي أكبر قاعدة حينها في بامرني، وبعد ذلك تم انشاء القاعدة تلو الأخرى من دون أي اتفاق أو توثيق، بل أن الأبواب فتحت للجيش التركي بالتوغل والتحرك كما وأنها في ولاية تركيا، حتى وصلت بها إلى بعشيقة في 2015، كما أظهرت وثائق ويكيليكس حينها باستلام الادارة في اربيل  لـ200 مليون دولار من الحكومة التركية كاتفاقات عسكرية غير معلنة وسرية لا ظاهر فيها عن سبب الدفع، وقد أكد مسؤولون في الحزب بأن المبلغ كان 150 مليون دولار أي أنه هناك صفقات بيع ومتاجرة بالقضية الكردية علناً بما يحفظ مصالح العائلة الحاكمة في اربيل، الأمر الذي أغضب الشارع الكردي في اقليم كردستان والعراق عموماً من هذا الانتهاك والتوغل واصفين اياها بالـ "احتلال” مطالبين لأكثر من مرة بإغلاق كافة القواعد التركية. والجدير بالذكر أن جميع هذه الاتفاقات غير موثقة وغير مسجلة في الأمم المتحدة وهي غير شرعية دولياً.

    20 قاعدة ومقراً تركياً في مناطق سيطرة بارزاني رغم رفض الشارع الكردي لها
    يوجد أكبر عدد من القواعد والمقرات العسكرية التركية خارج حدودها في إقليم كردستان وبشكل أساسي المدن والمناطق التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الذي يترأسه بارزاني وعائلته، حيث تحتضن محافظة دهوك ومنطقة زاخو 18 قاعدة ومقراً عسكرياً وأمنياً استخباراتياً لتصبحا مطوقتين بشكل شبه كامل بحزام من القواعد التركية بعد أن زادت تركيا من تواجد جيشها وسلاحها في منطقة بعشيقة.

    وفي ما يلي أسماء القواعد التركية وأماكن تواجدها مبينة بصورة إنفوغرافيك توضيحية.
    قاعدتا بامرني وبعشيقة: وتعتبران من أكبر القواعد التركية في اقليم كردستان، حيث تعتبر قاعدة بامرني أول قاعدة عسكرية قد أنشأت في 1997 باتفاق مع بارزاني لضرب مقاتلي حركة التحرر الكردستانية، وهي قاعدة لوجستية عسكرية ضخمة تحمل مهبط للطيران وعشرات الدبابات والمدرعات الحربية الثقيلة بالإضافة الى تواجد أكثر من 500 جندي تركي ثابت مع تنقل مستمر والتي تتجمع فيها وتتوزع على نقاط وقواعد مختلفة لها في المنطقة.

    أما قاعدة بعشيقة فهي تعتبر ثاني أكبر قاعدة عسكرية تركية أنشأت في 1995، ولكن تم تعزيزها بالجنود والعتاد العسكري الكامل والطائرات والمدافع في العام 2015، حيث تقع في منطقة زيلكا قرب جبل مقلوب في قضاء بعشيقة، ويتمركز فيها أكثر من 2000 جندي وضابط تركي، بالإضافة الى مدربين عسكريين يشرفون على تدريب مجموعات مسلحة تضم عناصر مما يسمى  ببيشمركه روج افا وحرس نينوى التابعة لأثيل النجيفي وكتائب تركمانية مع مجموعات سورية وأخرى أجنبية وافدة من تركيا، وقد وثقت بأن هجمات خانه سور الأخيرة قد أعدت من هذه القاعدة ومن هؤلاء المرتزقة.

    يضاف الى هاتين القاعدتين كل من قاعدة باروخي الواقعة في ناحية كاني ماسي والتي تضم أكثر من 450 جندي تركي مع دبابات ومدافع ومدرعات، وقاعدة كري بي في ناحية باطوفة بقضاء زاخو التي تضم 200 جندي بكامل عتادهم مع مدافع ومدرعات، كما أن عدد الجنود في هذه القواعد في تزايد مستمر.

    الى جانب القواعد الأربع هذه توجد 12 قاعدة عسكرية إضافية في محافظة دهوك وقضائي زاخو وسوران اللتان تحتضنان أكبر عدد من القواعد التركية في المنطقة، وهذه القواعد كآلاتي:

    قاعدة سنكي، قاعدة مجمع بيكوفا، قاعدة وادي زاخو، قاعدة سيري، قاعدة سيري في شيلادزي، قاعدة كويكي، قاعدة قمري برواري، قاعدة كوخي سبي، قاعدة دريي دواتيا، قاعدة جبل سرزيري، قاعدة بابشتيان بقضاء سوران شمال شرق اربيل، وقاعدة قلاجولان.

    مقرات أمنية استخباراتية تركية في اقليم كردستان
    بالإضافة الى امتلاك الجيش التركي لكل هذه القواعد العسكرية وتحركه كما أنه في ولاية تركية، فإنه يمتلك أيضا أربعة مقرات أمنية استخباراتية رئيسية داخل المدن والنواحي في مناطق سيطرة حزب بارزاني الى جانب مقرات سرية ومكاتب استخباراتية تولي اهتمامها بجميع التحركات والأمور على جميع الأصعدة في اقليم كردستان بحجة مراقبة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وهذه المقرات هي:
    1- مقر الأمن و الاستخبارات التركية (ميت) في مركز قضاء العمادية.
    2- مقر الأمن والاستخبارات في مركز مدينة باطوفان
    3- مقر الأمن في مركز مدينة زاخو الى جانب عدة مكاتب في القضاء
    4- مقر الأمن والاستخبارات التركية (ميت) في مركز مدينة دهوك في حي كري باسي، الى جانب مكاتب متوزعة على المحافظة.

    الى جانب هذا فإن الحكومة التركية تسيطر على 80% من الشركات الاقتصادية والتجارية في اقليم كردستان، بل حتى أنها توغلت في مسالك التربية والتعليم أيضاً لتفتح عشرات المدارس والجامعات التركية التابعة لها وتمولها دون مراقبة أو إنذار من قبل أية جهة.

    وبعد هذا السرد المعلوماتي للاحتلال التركي المرحب به، على ما يبدو، من قبل حزب بارزاني والفاتح لصدره على مصراعيه في مسألة الوجود التركي والتوغل، على الرغم من المعارضة الشديدة للشعب الكردي والاحزاب الرئيسية في اقليم كردستان، لا يعكس سوى مدى تواطؤ الحزب مع الحكومة التركية في مخططاتها الإنكارية بحق الشعب الكردي في سبيل مصالح عائلته وحزبه الضيقة لضرب الثورة الكردستانية.

    وهذا ما ظهر جلياً بعد قصف الطائرات الحربية التركية لمواقع وقرى كردية في كل من روج افا وشنكال في ليلة 25-4-2017 ، حيث أُعُد لها من قبل، لكسر الإرادة الكردية والنيل من مكتسبات ثورتها، لتخرج أبواق بارزاني من هنا وهناك وتدعو مقاتلي حزب العمال الكردستاني الى الخروج من شنكال لتمرير المخطط التركي في المنطقة الهادف للحفاظ على تواصل الأخير مع المجاميع الارهابية وعلى وجه الخصوص داعش التي قطعت أواصرها مع تركيا من كل ناحية وزاوية في الرقة والموصل ومناطق الشهباء.

    وهنا نتساءل يا ترى، هل يجب على حزب العمال الكردستاني، الذي هرع لنصرة وحماية شنكال واربيل ضد تقدم داعش وجعل نفسه درعاً منيعاً ضد الإرهاب بعد خيانة مسلحي الحزب الديمقراطي للشعب، الخروج؟، أم أنه من الأجدر بالأخير إغلاق القواعد التركية وطرد جيشه الذي يرى من اقليم كردستان ولاية له ويعتبر الداعم الأساسي لداعش والنصرة وكافة المجاميع الارهابية والمحاربة للوجود الكردي في كردستان عموماً؟.

    عن وكالة هاوار

    صورة مواقع القوات التركية في كردستان/ بقياس كبير
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media