المظاهرات النظامية
الجمعة 11 أكتوبر / تشرين الأول 2019 - 18:53
سامي جواد كاظم
النظام للتظاهر ضد النظام هو افضل طريق لتحقيق الاهداف، والخطوة الاولى في نظامالتظاهر ان يكون هنالك قائد للمظاهرات ، اما المظاهرات العفوية فان اهدافها انتحققت تكون انية وعلى المدى القصير وقد ترافقها خسائر بشرية ومادية .الخطوة الثانية دراسة الاهداف بدقة وعلى ان تكون جذرية تخص شعب ووطن وايشريحة ضمن الشعب هي عنصر اساسي لبناء الوطن لذا فان مطالباتها ضمن مطالبات الشعب.اختيار الزمان والمكان المناسبين للتظاهر وان تكون وفق خطة مدروسة وسليمةتحقق الاهداف من غير خسائر .على المتظاهرين ان يتحلوا بالصبر والثبات والعزيمة وان لا يتاثروا اذا تاخرالنظام في الاستجابة .في بلدي ارض خصبة للمظاهرات فالاداء الحكومي ليس بالمستوى المطلوب بل دونالمطلوب بكثير يرافقه ملفات فساد خطيرة ، المتضررون من اداء الحكومة كل شرائحالمجتمع باستثناء الكتلة الحزبية واتباعها ، وحتى يحصل الشعب العراقي على حقوقهعليه ان ينفذ الخطوة الاولى وان لا ترفع شعارات عشوائية وكل يكتب ما يعاني او يحلوله وقد تكون في بعض الاحيان كلمات غير لائقة بل انها تشتت المطلب وتمنح المتطفلينمن الاعلاميين المدسوسين في هذا البلد وهم كثر للنيل من المظاهرات بحجة مؤازرتهاوالطعن في الحكومة في نفس الوقت لان غايتها ضرب العراق وشعبه .في بلدي نظام انتخابي سمح للفاسدين بان يتبوأوا مناصب عليا تمنحهم امتيازاتمالية بدون ضوابط ، وحتى يتحقق المطلوب فعلى الشعب العراقي المطالبة اولا بقطعالطريق الذي يمر من خلاله الفاسدون لاستلام مناصب السلطة وهذا الطريق هو الحجرالذي نصبه بريمر بامر الادارة الامريكية امام تطلعات الشعب المشروعة .المكان للتظاهر مهم جدا واهم مكان للتظاهر هو الوقوف وحتى المبيت فيالطرقات التي تؤدي الى الوزارات والى مجلس الوزراء وتعطيل عملهم وعدم الانسحاب منالمكان مع رفع يافطات بشعارات موحدة والتاكيد على ان يكون هنالك من يمثلهم حتىيمكن التفاوض مع الحكومة للحصول على الحقوق .اما مطالبات المتظاهرين اليوم هي حق ولكنها سلبت نتيجة تشريعات غير سليمةفالذي يشرع لكم تشريع استرداد حقوقكم هو نفسه من شرع سلبها وسيشرع لنفسه قانونيجعله ياخذ اكثر من امتيازاته ، وهذا هو المأزق الذي يقع فيه الشعب العراقي دائمافهذه المظاهرات اليوم ليست الاولى واتمنى ان تكون الاخيرة بعد تحقيق المطلب ولكننيلا ارى في الافق اي حلول جذرية لهذه المعضلة وهذا ليس تشاؤم ولكنني من خلالالمعطيات السياسية والبرلمانية التي على ارض الواقع في بلدي فانا لا اتامل خيرامنهم، وحلولهم كلها ترقيعية لان الوجوه التي تحكم ستبقى او سياتي اشباههم الا اذاتغيروا فهنا يتحقق المطلب وان شاء الله يتحقق ذلكعندما تظاهر حزب الله ضد فؤاد السنيورة تجمعوا امام قصر بعبدا اي في الطريقالمؤدي للحكومة الرئاسية ولم يغادروا المكان وفي نفس الوقت هنالك من يموله بالطعاموالشراب حتى اسقطوا حكومة السنيورة ولان حزب الله فيه قيادة نجحت المظاهرة .بينما مظاهرات مصر التي نجحت باسقاط حسني مبارك الا انها لم تمنح الشعب مايريد من بعد حسني مبارك فلم يكون خيارهم لا مرسي ولا السيسي ، اضف الى ذلك الوضعالليبي والسوداني .الثورة في ايران جماهير ومبدا وقائد فكانت هذه النتيجة الرائعة ، فالحكومةالتي تُشن عليها حرب وهي لا زالت في المهد والتي تستبدل ثلاثة رؤوساء جمهورية خلالستة اشهر وبالرغم من ذلك بقيت صامدة لان لديها جماهير ومبدا وقائد وحالها اليوميعرفه الجميعفي سوريا حاولت قوى الشر اختلاق قائد وجماهير ومبدا فلم تنجح لان الذييجمعهم مؤامرة وارهاب