عندما جلس سلمان على عرش السعودية
    الجمعة 11 أكتوبر / تشرين الأول 2019 - 19:09
    سامي جواد كاظم
    كيف جلس ؟ وللعرش حَلِسَ وللدماء حَلَسَ ، فاهتزت الامة الاسلامية بحروبها ومؤامراتها وارهابها ، وقبل هذا وذاك هل ان العائلة المالكة متفقة على هذا الملك ؟ حاولت امريكا الصهيونية وبكل ما لديها من اجندة تامرية تثبيت ابنه على العرش الا ان قضية خاشقجي اجلت الموضوع وليس قصمت ظهره لان الاصرار الامريكي على صفقة القرن لا زال موجود ، امريكا لم تكن في حساباتها تهورات ابن سلمان في مملكة سلمان لانها لايعنيها ماذا يفعل فقد اوغل باعتقالاته واعداماته ومفاسده وضحكه على نساء الجزيرة ، اما خارج المملكة فكل مؤامراتهم وحروبهم مدروسة من قبل المخابرات الامريكية .

    نعم لم يكن في حساباتهم قوة اليمنيين الابطال ولم يكن في حساباتهم حنكة السياسة الايرانية ، ولم يكن في حساباتهم الولاء عند الشيعة لبعضهم بغض النظر عن القومية ، ولم يكن في حساباتهم بطولة حزب الله في سوريا ولبنان ، وجاءت الصفعات تلو الصفعات في السعودية والمنطقة والادارة الامريكية التي تعيش باسوء حالاتها على مستوى السياسة الخارجية اما الداخل الامريكي من حيث الواردات المالية فان ترامب استطاع ان يبتز ملك السعودية ابتزازا لم يشهد له التاريخ مثيلا بل ابتزاز مع اهانة لملك سلمان .

    الان بداوا جميعا يفكرون بايقاف الحرب والتفاوض مع الجميع بدون قيد او شرط ، السؤال المهم هنا هل هذه الاحداث هي ثمن جلوس سلمان على عرش السعودية ؟ ان قلتم نعم فتعسا لهكذا اوباش تتلاعب بمصير البشرية، وان قلتم كلا فتعسا لغبائهم الذي تلقى الصفعات من قوة محور المقاومة الذي كان بالامس على لسان بوش محور الشر .

    المشكلة الحقيقية التي يعاني منها المواطن العربي هو انه يتهم امريكا بكل ازمة او حدث يقع في الوطن العربي بل ويشعر بانهم لا حول ولا قوة الا للارادة والادارة الامريكية وهذا الضعف الذي استغلته الصهيونية وجعلت من لقطائها موطا قدم في ارض فلسطين الحرة .

    يقول الباحث في التاريخ اليهودي عبد الوهاب المسيري بأن «خابيرو» ومن دلالاتها «الجندي المرتزق»، وتُطلَق على أية جماعة من الرحّل أو الغرباء المستعدين للانضمام إلى صفوف أي جيش مقابل أجر أو بدافع الحصول على الغنائم. و«الخابيرو» تعني العبرانيين أي الجنود المرتزقة.

    اليوم استعان سلمان وابنه بمرتزقة للقيام باعمالهم الارهابية من شن حروب او حماية عروش وعلى راسهم شركة بلاكووتر الارهابية الامريكية الخاصة بتجنيد المرتزقة ، ولا تعترف هذه المنظمة باتفاقية جنيف لعام 1977 التي تناهض تجنيد المرتزقة، ولا محكمة في العالم تستطيع ان تقاضي هذه المنظمة على ارهابها وقتل الابرياء وحادثة ساحة النسور خير دليل على ذلك .

    الشركة البريطانية الشهيرة جي فور إس ومركزها في لندن والتي تأسّست سنة 2004 ويعمل فيها 570 ألف شخص وتعد الشركة الأكبر على مستوى العالم في مجالها، فقد أبرم سلمان عقداً مع الشركة لإدارة الأمن خلال موسم الحج. ومن المعروف أن شركة جي فور إس تعمل مع السلطات الصهيونية في اضطهاد الشعب الفلسطيني.

    اما ابن سلمان الذي استعان بالاضافة الى المرتزقة استعان بشركات اعلامية علاقاتية لتحسين صورته التي شوهها منشار خاشقجي بحيث ان بعض الفضائيات المغمورة العميلة للبيت الابيض تجري لقاءات معه غاية ما في الامر اظهاره بوجه حسن على الساحة الاعلامية .

    كل هذا اصبح تحت القدم اليمني بعد ضربة ارامكو وملحمة نجران واسر الاف الجنود السعوديين والمرتزقة والعملاء اليمنيين ممن باعوا وطنهم لابن سلمان ، مع الثبات الايراني وعدم رد روحاني على تليفون ترامب الامريكاني كل هذا يدلل على قوة المقاومة واهتزاز عرش السعودية والتي الان بدات تبعث برسائل الى الجانب الايراني للتفاوض ، وحقيقة هو موقف يسجل للسعودية كذلك اذا شعرت بانها خاسرة واضحوكة لترامب فالتراجع لا يعتبر هزيمة بل ايقاف ضخ المليارات لامريكا وحقن دماء المسلمين ، واما ايران فان موقفها لايتاثر بموافقة او عدم موافقة السعودية على التفاوض لانها تسير بخطى سياسية ثابتة اعترفت بها كل دول العالم ذات العلاقة ، وجاءت هزيمة نتنياهو الصهيوني في الانتخابات لتزيد من الازمة غمة بل ان ترامب لم يتصل هاتفيا بنتنياهو بينما يتصل ويتوسل ان يرد عليه روحاني .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media