الحكومة والشعب!!
    الخميس 17 أكتوبر / تشرين الأول 2019 - 04:25
    د. صادق السامرائي
    الحكومة الوطنية تستمد قوتها وقيمتها وإعتبارها من الشعب , ولا قيمة ومعنى ودور لحكومة تعادي الشعب وتسفك دمه.

    هذه قاعدة تفاعلية دولية قائمة ما بين الدول المعاصرة , فالحكومات الممثلة لشعوبها تنال الإحترام والتقدير ولها دورها وتأثيرها في المحافل الدولية , أما التي تهين شعوبها فهي غير محترمة من قبل الدول الأخرى.

    وعلى ضوء ذلك يمكننا قياس قيمة الحكومات وقادتها في العالم , فالحكومة التي تتقوى بشعبها تكون أقوى , والتي تتقوى بغير شعبها تكون أضعف.

    وعندما يتظاهر الشعب مطالبا بحقوقه الطبيعية التي من واجب الحكومة تأمينها , فتواجهه بالرصاص وتقتل المئات منه , فهذه حكومة غير محترمة بين الدول , ويُنظر لأعضائها بإزدراء في المحافل الدولية , وتبدو بأعين الأخرين ذليلة تابعة وقابعة في أحضان أعداء شعبها.

    ولو سقط بضعة أشخاص في مظاهرات سلمية في أية دولة ذات حكومة وطنية , لإستقالت الحكومة أو رئيسها فورا , بل أن بعض الحكومات يستقيل أعضاؤها لتهمة فساد بسيطة لا تتجاوز بضعة عشرات من الدولارات,  أو سلوك لا يتفق وخلق الأمانة والمسؤولية , وذلك لأن الحكومات تحترم شعوبها وتستمد إرادتها وأهميتها منها.

    وعندما تكون الحكومة مرهونة بالتبعية ومتورطة بالفساد والمآثم والجرائم , فأنها تفقد الضوابط الأخلاقية والإعتبارات السلوكية الصالحة , فتفعل ما تشاء بلا رادع أو إستحياء أو خوف , ويمكنها أن تستند في سلوكها الآثم على مبررات ذات جوهر أخلاقي , خصوصا عندما يوجد في البلاد مَن يتاجرون بدين , فعندها يكون من السهل تسويغ ما تقوم به الحكومات التي تستمد قوتها وبقائها من الطامعين بالبلاد والعباد.

    ولن تستعيد البلاد عوتها وسيادتها وكرامتها دون حكومة وطنية تستمد قوتها من الشعب , وإلا فأن الشعب سيبقى مقهورا !!

    فهل سيلد الشعب حكومته؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media