جيش غائب وشعب واثب!!
    الأثنين 9 ديسمبر / كانون الأول 2019 - 05:55
    د. صادق السامرائي
    التظاهرات الجماهيرية التي حصلت في الدول العربية الأخرى أبرزت دور الجيش في حماية المواطنين ووقوفه معهم ضد نظام الحكم القائم , وقد أظهر الجيش موقفة الصريح والقوي وإنحيازه لإرادة الجماهير والتعبير عنها بآليات سياسية ذات قيمة وطنية باهرة.
    وما يميز التظاهرات العراقية منذ بدايتها أن الجيش أما بقي على التل أو أن بعض قادته واجهوا الجماهير بالنار كما حدث في الناصرية , وهذه الحالة تثير العديد من الأسئلة وعلامات الإستفهام.
    ويأتي في مقدمتها هل يوجد جيش؟!!
    وهل أن الجيش مع الشعب والوطن؟!!
    وهل أن الجيش مؤسسة وطنية مستقلة أم غير ذلك؟!!
    ولماذا لم يقف الجيش بقوة مع الشعب؟!
    هل أن الجيش هو القوة الأكبر في البلاد أم أنه واحد من عدة قِوى أخرى لا تخضع لإرادة الدولة؟
    قد يستغرب البعض من هذه الأسئلة , أو قد يغضب ويحسب أن المقال ضد الجيش , لكن الواقع الدامي يؤكد بأن الجيش لم يسجل موقفا وطنيا تأريخيا يدعو للفخر والإعتزاز في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد.
    فعندما سيُكتب عن الحالة سيكون دور الجيش مغيبا أو سلبيا , ومَن يعترض عليه أن يأتي بدليل أو برهان على أن الجيش وقف مع الشعب وليس مع الكراسي , وأن يبين أن الجيش قد أسهم في حماية الشعب , وحقن دماء الأبرياء.
    من الموجع حقا أن يغيب الدور الإيجابي للجيش , ويتحول إلى أداة قمعية بيد الكراسي التي ربما لا تمثل الإرادة الوطنية , وتسعى لتحقيق الأجندات الإقليمية وتمرير مصالح القوى التي تدين بالولاء لها.
    فالجيش ولاؤه للشعب والوطن , فكيف به يكون تحت إمرة الذين ولاؤهم لغير الشعب والوطن؟!!
    ولماذا لم يتصدر الجيش الموقف ويأخذ بزمام الأمور؟
    لا توجد أجوبة سوى أن الجيش الوطني المهني المستقل ربما لا وجود له ولا دور , وهناك جيش يعمل وفقا لإرادة الكراسي وينفذ أوامرها ضد الشعب , أو أن هناك قوى ذات سيادة وسلطة على الحيش الوطني وتتحكم به , وتدفعه للقيام بما يتقاطع وعقيدته العسكرية الوطنية الساعية للحفاظ على سيادة البلاد وسلامة العباد.
    فهل ما تقدم صحيح؟!!
    وأين الجواب المُصرّح به بالفعل المبين؟!!
    مع خالص التقدير والإعتزاز بالجيش العراقي الوطني الباسل الأصيل كما عهدناه.

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media