(هي يقظة أمة ترجو التمام)..
    الأثنين 9 ديسمبر / كانون الأول 2019 - 05:57
    عدي عدنان البلداوي
    خطابات الحكومات خلال الأحداث الماضية حتى مرحلة تظاهرات أكتوبر تكشف عن افتقار السلطة إلى العامل الاجتماعي والعامل النفسي واقتصارها على الأداء الوظيفي الرسمي المحدد بتحريك عجلة الحياة اليومية بغض النظر عن وجهة تحريكها وفاعلية تلك الحركة بالنسبة للمجتمع بمعنى إعطاء الحياة اليومية شكلا يبدو للمشاهد الخارجي هادئا بقدر يكفي لتمتين العلاقات مع الحكومة فهو حين يستعرض إنجازات حكومته يتفاخر رئيسها بامتلاك حكومته علاقات قوية على درجة عالية من التطور مع الخارج ولعله لم يسجل لنا التاريخ سلطة استمدت شرعيتها عمليا من قوة علاقتها بالمجتمع بالقدر الذي تشهد فيه صفحاته على استغلال السلطة لقوة ارتباط المجتمع بالإسلام لكسب الناس لصالحها بوسائل ظاهرها يتجه إلى المصلحة العامة وباطنها يتجه إلى الاستئثار  بالسلطة لأجل السلطة فقط..
    بعد تظاهرات أكتوبر تواجه حركة النهضة الاجتماعية عقبة كبرى تتمثل في التدخل الخارجي في شؤون البلاد الأمر الذي يجعل المجتمع في حاجة إلى سلطة:
    ١- ترتقي بالمواطن الى مستوى الكرامة من خلال تأمين خط الاحتياجات الأساسي متمثلا بالسكن والعمل..
    ٢- ترتقي بالمسؤول الى مستوى الانسانية من خلال تجريد المناصب السيادية من الامتيازات والمخصصات والحصانة وإدراجها ضمن سلم الرواتب للموظفين خطوة في طريق تحطيم الصنمية البشرية..
    ٣-ترتقي بالعمل الوظيفي الى معافاة دوائر  الدولة من الروتين عن طريق إعطاء الوقت حضورا بالتفعيل الإلزامي في إنجاز معاملات المواطنين.
    ٤- الارتقاء بالعلاقات الخارجية الى مستوى الضمير المهني ويمكن مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات العالمية الإيجابية كاليونسكو والبونسيف مثلا لتمارس ضغوطا على القوى الكبرى لتفعيل الضمير المهني في علاقاتها الخارجية.. 
    في اسبانيا أعيدت الانتخابات اربع مرات خلال أربع أعوام..  وفي الجزائر  تستمر التظاهرات لأكثر من عشرة أشهر بعد إقصاء(ابو تفليقة) .. وفي لبنان لم يترك المتظاهرون اماكنهم  باستقالة الحكومة حرصا على ضمان تمثيل نظيف مضمون ومامون لارادتهم في السلطة.. ان للصبر في نفوس العراقيين  مساحات كبيرة وقدرة عالية على التحمل اكدتها مواقف المتظاهرين  .. زاد عليها حالة الوعي التي خالطت صبرهم واحتمالهم فكان من ذلك الاختلاط حراكا سلميا انسانيا يبشر بنهضة اجتماعية حديثة .. وأن غدا لناظره لقريب ..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media