العزيف.. كتاب الموتى
    الأثنين 13 مايو / أيار 2019 - 08:20
    د. ميسون البياتي
    [[article_title_text]]
    العزيف كتاب الموتي - بالأنكليزية
    العزيف هو الصوت الذي يحدثه الصرصار المعروف بإسم (سوير الليل) والذي تدّعي بعض المصادر الموغله في القدم أنه أصوات التخاطب بن الجن والشياطين والعفاريت , وأما تسمية  كتاب الموتى فلأن الكتاب يعطي بعض التعويذات وهو محلى بالرسوم لتحضير الجن والشياطين والعفاريت للإتصال بأرواح الموتى

    بالتأكيد الكتاب خيالي ولا أساس له من الصحه وهو ليس أكثر من رواية رعب لا أكثر ولا أقل , مؤلف الكتاب هو الأمريكي هوارد فيليبس لوفكرافت (1890 -1937) حقق الشهره بعد وفاته من خلال أعماله الخياليه المرعبه لكنه لم يكن معروفاً في حياته ولم ينشر إلا في بعض المجلات ومات بمرض السرطان بعمر 46 سنه في فقر تام , لكنه يعتبر اليوم واحداً من أهم مؤلفي أدب الرعب في القرن العشرين
    [[article_title_text]]
    هوارد فيليبس لوفكرافت (1890 - 1937)

    لأنه لم يكن قادراً على إعالة نفسه فكر في أن يصنع لنفسه شهرة فائقه علّ الشهرة تجلب له بعض المال ولذلك سرق وكذب بإحتراف عالي من أجل إنجاز كتاب العزيف والحكاية كالتالي
    [[article_title_text]]
    سِفر أخنوخ

    سِفر أخنوخ هو عمل ديني يهودي قديم ، (السِفر هو كتاب من ورقة واحده ملفوفه على بكرتين)  أما أخنوخ فهو والد جد النبي نوح ، يحتوي سِفر أخنوخ على مواد فريدة من نوعها حول أصول الشياطين والعمالقه الخارقين ، ولماذا سقطت بعض الملائكة من السماء ، وشرحاً لأهميه الطوفان والحروب على الأرض وأهمتيها المعنويه في تنظيف الأرض من الأشرار

    سِفر أخنوخ (ويسمى إدريس عند العرب) لم يكن جزءاَ من الشريعة التوراتية التي يستخدمها اليهود ، باستثناء يهود الفلاشا الأثيوبيين الذين يقدسون هذا السِفر . المسيحيون لا يعتبرون السِفر جزء من ديانتهم , بإستثناء  الكنيستين الكاثوليكيه والأرثوذوكسيه الأثيوبيتين اللتين تقدسان السِفر

    جميع مذاهب اليهود والمسيحيين تحرّم الكتاب وتمنع تداوله , ولهذا فالسِفر مكتوب كاملاً باللّغة الجعزيّة الأثيوبيه ، وهي لُغة مُطوَّرة من حروف اللّغة السبئيّة، وقد تحوّلت إلى لُغةٍ مكتوبةٍ في عهد مملكة أكسوم ، ولا تزال تُستخدم إلى اليوم في كنيسة التّوحيد الأرثوذكسيّة الإثيوبيّة. تطوّرت اللّغة الجعزيّة إلى لُغتين مُستخدَمتين وهما اللُّغتان: التغرينيّة، والأمهريّة , ولا يستبعد وجود نسخ قليله نادره من السِفر مترجمه الى لغات أخرى كالإنكليزيه , ومحفوظة على الأقل في المكتبات الكبرى أو الجامعات أو مراكز البحث , لكن السِفر اليوم منشور بالإنكليزيه في كتب كثيره يمكن الحصول عليها بسهوله

    بالتأكيد عثر هوارد فيليبس لوفكرافت في حدود العام 1920 على نسخه من السِفر وأعجب بها وقرر تحويلها الى رواية رعب ينسبها الى نفسه يشجعه على ذلك أن السِفر محرم ولن يكتشف أمره بسهوله

    حالما تحول السِفر الى رواية العزيف المكتوبه مع رسومها كمخطوط باليد بدأ هوارد فيليبس لوفكرافت بالكذب لتعظيمها ونسبها الى نفسه فقال بأن عنوان الروايه جاءه في المنام , وأن الرواية خياليه وهي من عمله البحت

    كل ما فعله هوارد فيليبس لوفكرافت لتحويل الروايه هو تغيير إسم أخنوخ الى (عبدول هازارد) ثم سحبه من العراق الى اليمن وواصل كتابة باقي السِفر . عبدول هازارد ليس إسماً عربياً هو (عبد ال) وقد يكون عبداً لأي شيء غير محدد , إسم هازارد ليس له معنى بأية لغه لكن في الترجمة العربيه تحوّل عبدول هازارد الى عبد الله الحظرد

    نشر هوارد فيليبس لوفكرافت مخطوطته عام 1927 وتحدث بأكاذيب كثيره ليعززها كرواية رعب ينسبها الى نفسه , وحين مات عام 1937 , تم نشر الروايه بعده عام 1938 تحت عنوان : الصوت الليلي - تاريخ الأرواح

    تقول الروايه عن عبدول هازارد إنه كان عربياً غير مجنون , وأنه كان يعبد ربين هما : كثوللو , و يوج سوثوث . وأنه من صنعاء , لكنه يزور أنقاض بابل وممفيس وصحراء الربع الخالي , وأنه إكتشف مدينة إرم ذات العماد . في سنواته الأخيره عاش في دمشق وقام بتأليف كتاب العزيف قبل موته الغامض المفاجيء عام 738م  لأن عبدول هازارد أساء إستغلال ما تعلمه من شياطين إرم فعاقبوه وقتلوه شر قتله , ثم تكذب الروايه بالقول  إن ابن خلكان الذي عاش في القرن الثالث عشر ذكر بأن عبدول هازارد قد إختطف من قبل كيان غريب وحشي مخيف إلتهمه في وضح النهار وأمام أعين الناس الذين أصابهم الهلع

    يواصل هوارد فيليبس لوفكرافت أكاذيب روايته فيزعم أن كتاب عبدول هازرد ترجم الى اليونانيه لكن اليونانيين أحرقوه عام 1050 ثم تدّعي الروايه أن كتاب عبدول هازارد ترجم الى اللاتينيه عام 1228 على يد الدنماركي أولوس وروميوس الذي عاش حقيقة بين عامي 1588-1624 وتواصل الروايه أكاذيبها فتزعم أن النصين اللاتيني واليوناني تم  حضرهما من قبل البابا غريغوري التاسع عام 1232 ولهذا وصلت طبعات لاتينيه الى ألمانيا في القرن 15 والى اسبانيا في القرن 17  , وقام الساحر الإليزابيثي جون دي بترجمة كتاب عبدول الى الإنكليزيه , لكن صديق هوارد فيليبس لوفكرافت المدعو فرانك بلكناب لونغ يشارك صديقه الكذب ويؤكد هذه الروايه

    كل هذه الأكاذيب بشأن كتاب عبدول هازارد من أجل جعل رواية هوارد فيليبس لوفكرافت أكثر واقعية وإرعاباً لتزداد شهرتها
    [[article_title_text]]
    العزيف.. كتاب الموتي - بالعربية

    لا ندري متى تمت ترجمة  (العزيف - كتاب الموتى) لهوارد فيليبس لوفكرافت الى العربيه لكن الكثير من العقول العربيه صدّقت بأن عبدول هازارد شخصيه حقيقيه , كثير من مواقع الروحانيات والدجل والشعوذه تتداول الكتاب

    على القاريء الكريم أن يبحث على جوجل عن صور الكتاب المضحكه (المرعبه) وأن يبحث على يوتيوب عن فديوات تتحدث عن الكتاب , وأن يقرأ الكتابات العربيه المنشوره حول هذا الكتاب فجميعها كتابات تؤكد جهل الناشرين بحقيقة الكتاب , موسوعة ويكيبيديا شاركت القاريء العربي الجهل (وهي موسوعه منتشره عالمياً) بنشر موضوع عن كتاب العزيف لا يمت الى الحقيقه بصله

    د. ميسون البياتي



    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media