تعقيب ثاني على رد د.جعفر الحكيم
    الخميس 16 مايو / أيار 2019 - 21:48
    شاكر شكور
    من باب الرأي والرأي الآخر اود التواصل بمناقشة ما ورد في رد  د. جعفر الحكيم على تعقيب السابق على مقالته  التي كان موضوعها (المسيح قام ...ثم ماذا)  ، كما اشكر د. جعفر الحكيم لإهتمامه بالرد المنشور بتاريخ 11 مايو / أيار 2019 على تعقيبي المذكور.

    مقدمة : اتَبَعَ د.جعفر في رده على بعض تعليقاتي السابقة اسلوب إحالة السائل بالرجوع الى مقالاته السابقة بحجة ان فيها جواب للأسئة المطروحة وذلك لأعتقاده بأن مقالاته السابقة هي الحَكم الفاصل الذي لا يأتيه باطل ، والحقيقة ان اغلب مقالات د.جعفر ما هي إلا اقتباسات من الأفكار التي تنشر في شبكة النت ، وكلنا نقتبس من شبكة النت ولكن د. جعفر ينسب المواضيع الى شخصه دون ذكر المصادر ، ذكرت هذه المقدمة لكي اوضح بأن الذي يحاور د.جعفر غير ملزم في قراءة ارشيفه لكي يجد جواب لتساؤلات ، فهذا الأسلوب من الحوار ليس إلا اسلوب دعائي  لمقالات سابقة لا يغني الحوار، ولنعود الى صلب موضوع رده على تعقيبي السابق.

    اقتباس من رد د.جعفر : نجد الاخ المعقّب يمارس لعبة الهروب للامام - كما فعل غيره من الاخوة - ومطالبة المسلمين بدليل تاريخي على مايعتقدون به  وهذه المحاولة دليل على افلاس الاخوة المسيحيين وهشاشة الفكرة التي يريدون ان يفرضوها كحقيقة على الاخرين.

    تعليقي : المسيحيين لا يفرضون على الآخرين اي فكرة ولا يفرضون إيمانهم على أحد وليس لديهم نص تهديد ووعيد يقول )وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ المسيحية دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ( ، وكل ما هناك هو نقاش ومطالبة الكاتب بتطبيق ما جاء بمنطقه لكي يطبقه على نصوص دينه ، فهذا طلب مشروع وليس هروب الى الأمام فلو كان د. جعفر من الادينيين او كان من الملحدين حينئذ لا حاجة لسؤاله بإتيان حجة مماثلة لما طلبه من المسيحيين ، ولكن من باب قول السيد المسيح (لاتنظر الى القشة في عين اخيك ، انظر الى الخشبة التي في عينك) قمت بتطبيق منطقه عليه اي ان يجد اثر تاريخي لنصوص القرآن وهذا ليس تهرباً الى الأمام لأنني شرحت له في تعقيبي السابق عن نقل احداث القيامة بالتواتر الى ان دونها كتّاب الأناجيل وسأضيف في في نهاية تعليقاتي هذه تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع .

    اقتباس من رد د.جعفر : حاول الاخ شاكر كعادة أحبتنا المسيحيين اللجوء الى لعبة ( الناسوت واللاهوت ) للتخلص من مأزق استحقاقات الاجابة على التساؤلات !فأراد ان يقول لنا ان يسوع الناسوت هو الذي مات وان يسوع اللاهوت هو الذي أحياه !!وهذا القول ايضا قول خاطئ لانه حسب العقيدة المسيحية ولكي يحصل الخلاص للبشرية كان يجب ان يموت يسوع بناسوته ولاهوته ( اللذان لم يفترقا ابدا ) فلو قلنا ان يسوع الانسان هو الذي مات فقط فلن يتحقق الخلاص . لان هناك مئات الاف البشر ماتوا ايضا على الصليب طوال التاريخ لكن الخلاص تحقق بموت يسوع لانه كان موت يسوع اللاهوت المتجسد في يسوع الناسوت !

    تعليقي : اللاهوت والناسوت ليس من اختراع المسيحيين بل هو حقيقة ذكرت في إنجيل يوحنا 1-14 (وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا) ، صحيح ان لاهوت الله لم يفارق جسد يسوع حيث كان متحدا به دون امتزاج الخصائص فلاهوت السيد المسيح كان حياً في القبر والكتاب المقدس يشهد بأن الله حي الى الأبد ، هذا وإن يسوع المسيح لم يقم من الموت بقدرته البشرية بل بقدرة لاهوت الله المتحد به ، وبخصوص قول د.جعفر بأنه لكي يحصل الخلاص للبشرية كان يجب ان يموت يسوع بناسوته ولاهوته ، فهذا القول غير صحيح ونابع عن قلة المعرفة في عقيدة الفداء في المسيحية خاصة وان د.جعفر لم يقدم اي نص من الإنجيل يسند قوله هذا ، فالإنسان المرتكب للخطيئة كان يجب ان يموت (رومية 6: 23 اجرة الخطيئة هي الموت ) ، ولكن لمحبة الله للإنسان دبّر له خلاص بموت يسوع كأضحية من نفس الجنس البشري ، فالله ليس من جنس البشر لكي يموت مع الناسوت (حاشاه ) ، كما ان الله لم يرتكب خطيئة (حاشاه ) لكي يموت مع الناسوت ، وبما ان الله روح حيّة لا تموت فكان لا بد ان يتخذ له جسدا لكي يموت هذا الجسد نيابة عن البشرية ، فالله اختار جسد يسوع للفداء ولم يختار اي شخص ممن ماتوا على الصليب ، فميزة يسوع المسيح هو مولود بدون خطيئة حيث لا يجوز لإنسان خاطئ ان يفدي آخرين هم ايضا خطاة ، وعليه فالذين ماتوا على الصليب كانوا خطاة لا يصلحون لعمل الخلاص ، ففعليا كان اللاهوت ايضا على الصليب مع الناسوت لكن الموت وقع على الناسوت لأن اللاهوت لا يتأثر كالإنسان لذلك عندما نقول مات الرب يسوع المسيح على الصليب فهذا بسبب ان الله كان مع الناسوت على الصليب لكن الاهوت لا يخضع للقوانين البشرية كالموت .

    اقتباس من رد د.جعفر  :والاسلوب السمح نفسه حاول ايضا ان يتبعه الاخ من خلال محاولته الالتفاف على معنى ( بأذن الله ) ليقول لنا الاخ ان ذلك يعني ( بقدرة يسوع الذاتية !!!) ولا ادري ...كيف يفهم الاخ شاكر وامثاله ظواهر النصوص التي يجب ان تراعى وتُحترَم !!

    تعليقي : كلام د. جعفر غير دقيق فأنا لم اقل معنى ( بأذن الله ) يعني ( قدرة يسوع الذاتية !!!) ، بل قلت بأن اذن الله هو كلام الله عيسى ، وعيسى اسلاميا يقال عنه كلمة الله القاها على مريم وروح منه فأين قولي عبارة قدرة يسوع الذاتية ؟  فما الفرق بين اذن الله وكلام الله ؟ اليس الأذن يصدر عن كلام الله ؟ وعيسى بدون لاهوت الله ليس له قدرة سوى قدرة إنسان فلماذا تحريف كلامي؟

    اقتباس من رد د.جعفر : اما في ما يخص اقامة ( لعازر) فقد قام الاخ شاكر ببتر النص مع الاسف ليخدع القارئ ويوهمه ان يسوع اقام الفتى ( لعازر ) بقدرته الذاتية.

    تعليقي : في نفس الإصحاح الخاص بقيامة لعازر قال السيد المسيح (يوحنا 11-25) قبل ان يقيم لعازر من الموت، (أنا هو القيامة والحياة ، من آمن بي يحيا وإن مات) ، لم يقل السيد المسيح من آمن بالله يحيا ، بل قال من آمن بي ، لأن لاهوته هو الذي تكلم بلسانه ، اما قول د.جعفر (كل هذا الكلام الواضح الصريح بما فيه من شكر لله وطلب ودعاء)، نعم السيد المسيح شكر لله ، ولكن عبارة الطلب والدعاء هذه زيادة مضافة لتضليل القارئ، لقد اوضحت في تعليقي السابق معنى عبارة يسوع (انا علمت انك في كل حين تسمع لي) ، والسؤال ، كيف ضمن يسوع بأن كل حين يسمع له الله ؟ اليس هذا إعلان وتأكيد لقوله أنا والآب واحد ؟ من يتجرأ ان يقول من آمن بي يحيا وإن مات ؟ المسألة ليست نكران ومكابرة بل تشغيل العقل .

    اقتباس من رد د.جعفر : يبدأ الاخ بذكر معلومة اراد ان يمرٌرها وكأنها حقيقة مُسلّم بها وهي ان ( اغلب نبؤات الكتاب المقدس - العهد القديم تحدثت عن انتظار قدوم شخصية السيد المسيح وهذه المعلومة هي مجرد ( ادعاء ) مسيحي يقابله نفي وتكذيب من جانب اليهود الذين هم اصحاب العهد القديم وقد كُتِب بلغتهم وضمن مفردات ثقافتهم .

    تعليقي : سأذكر نبؤتين من العهد القديم كمثال لأثبات بأن د.جعفر تكلم باطلا عندما استشهد بأقوال اليهود ليثبت بأن العهد القديم لم يتنبأ عن السيد المسيح ، النبؤة الأولى )هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا - إشعياء 7: 14) ، اي عذراء يقصد بها النبي اشعياء غير مريم العذراء ؟ اليس المقصود بالأبن يسوع المسيح ، نبؤة اخرى تكوين 3: 15 - (نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية) اي إمرأة خرج منها نسل دون زواج غير السيد المسيح من مريم العذراء !! ، وهناك المئات من نبؤات العهد القديم تحققت في شخص السيد المسيح ، فالذي يعجب بأقوال اليهود يقع في حفرة.

    اقتباس من رد د.جعفر : نجد الاخ المعقّب يذهب لموضوع الصلب ويحاول اسقاط مايعتقده على نصوص غيره , ويحاول الإيحاء ان رواية الشبيه المصلوب ( التي لم ترد بالقرآن) هي خدعة من الله للناس وهنا نجد الاخ يتناسى عامدا , ان خطة الله بإخفاء حقيقته عن الناس , و بعد موته اخفى قيامته الا لبعض تلاميذه فقط , لهي خطة ماكرة خادعة و مضللة للناس ايضا !!!

    تعليقي : يقول د. جعفر بأن رواية الشبيه المصلوب لم ترد في القرآن ، وهو بهذا كذّب تفسير علماء الشيعة ومنهم الكافي الذي فسّر معنى العبارة القرآنية (شبه لهم) بأن الله وضع شبيه لعيسى لكي يصلب بدلاً عنه ، ويلاحظ من هذا التصرف ان د.جعفر انكر معلومة قرآنية ومارس التقية لتحريف القرآن بقوله ان رواية الشبيه غير واردة في القرآن ، اما قول د.جعفر و بعد موت يسوع المسيح اخفى قيامته الا لبعض تلاميذه فقط ، ان مصدر المعلومات لدى المسيحيين هو الإنجيل ، والإنجيل يقول ان السيد المسيح اظهر نفسه بعد القيامة حياً لخمسمائة شخص عدا ظهوراته لتلاميذه :وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا." (1 كو 15: 6) ، فهل يعتقد د.جعفر بإخفاءه هذه الحقائق يستطيع تضليل القارئ لينال حسنة حسب إيمانه ؟

    ختام تعليقاتي : ويخص تعليقي الأخير هذا عن الأثر التاريخي لحادثة قيامة السيد المسيح ، ذكرتُ في تعليقاتي السابقة ان قيامة السيد المسيح تناقلت اخبارها بالتواتر الى ان قام كتبة الأناجيل بتدوين الأناجيل في القرن الأول الميلادي ، وبعد إنتشار الأناجيل لم تعد الحاجة لقيام المؤرخين على تأكيدها بسبب ان المؤرخ المولود بعد زمن القيامة لابد له ان يستشهد وينقل عن الذي رأى القيامة قبله فهو نفسه لا يستطيع الإقرار بالقيامة لأنه مولود بعد القيامة ، أما المؤرخين الذين واكبوا الصلب والقيامة ، فكل مؤرخ يهودي كان يؤمن بالقيامة كان اليهود يعتبرونه منبوذ من المجتمع اليهودي وملاحق بتهمة ايمانه بالمسيحية حيث رجموا الشهيد اسطيفانوس حتى الموت لتجرئه بالإعتراف بالمسيحية ، لذلك لم يتجرأ أحد من المؤرخين اليهود المواكبين لحدث القيامة ان يؤرخ الحدث عدا تلاميذ السيد المسيح الذين اصبحوا مضطهدين بسبب ذلك ، كذلك كتب المؤرخ اليهودي يوسيفوس عن حادثة الصلب نقلاً عن تلاميذ السيد المسيح لأنه مولود بعد القيامة وكان مسنود من قبل الرومان ، تبقى فئة المؤرخين الرومان واليونانيين كلهم كانوا وثنيين لا يهمهم القيامة والكتابة عنها فلديهم ألهه خاصة بهم ومع هذا كتب مؤرخين رومان مشهورين عن حقيقة صلب يسوع المسيح ليس من باب الإيمان بل كوثيقة لأرشيف الأمبراطورية الرومانية. اخيراً اقول جدلاً ، لو قام المؤرخون الذين شهدوا القيامة بالإعتراف بالقيامة وتوثيقها تأريخياً ، الم يكن د.جعفر وغيره من المشككين قد قال ان شهادتهم لا تصلح لكونهم اصبحوا من اتباع المسيح وانظموا الى جوقة تلاميذه بسبب ايمانهم بالقيامة ونريد مؤرخ غير مسيحي ؟ وبهذا نعود الى المربع الأول وحكاية من كان اولاً البيضة ام الدجاجة فحجة د.جعفر (تقديم المسيحيين على اثر تاريخي لواقعة قيامة السيد المسيح ) لا يقبل بتطبيق نفس المبدأ على القصص القرآنية ، اليس هذا شذوذ في منطق باحث يعتبر نفسه باحث في مقارنة الأديان ؟؟

    في الختام ، اقدم شكري وتقديري لأسرة تحرير موقع الأخبار وللأخ د. جعفر وجميع القراء الكرام.

    روابط معلقة بالمقال
     

    شاكر شكور
    احد قرّاء موقع الأخبار
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media