رد ثاني على التعقيب الجديد حول مقال (المسيح قام….ثم ماذا؟!)
    الجمعة 17 مايو / أيار 2019 - 10:37
    د. جعفر الحكيم
    نشر موقع (اخبار) الالكتروني الموقر, تعقيب ثاني للاخ المحترم (شاكر شكور) يرد فيه على ما جاء في ردي على تعقيبه الأول حول مقالي المنشور في نفس الموقع بعنوان ( المسيح قام...ثم ماذا؟!)

    وفي الوقت الذي اقدم فيه التحية والشكر لموقع ( اخبار) وكذلك الى الاخ صاحب التعقيب, اود ايضا ان اسطر بعض الملاحظات على ما جاء في مقاله الأخير

    في مقدمة تعقيبه, يحتج الأخ المعقب,على احالتي الى مقالات سابقة ضمن هذه السلسلة للرد على بعض الإشكاليات التي يوردها الاخ, والتي قد تم سابقا الاجابة عليها, وهنا نجد الاخ يتناسى ان المقالات التي اكتبها هي حلقات ضمن سلسلة متواصلة تحت عنوان ( حوارات في اللاهوت المسيحي),وانا  احرص على وضع رقم كل حلقة ضمن تلك السلسلة في معظم المقالات المنشورة في الكثير من المواقع.

    وان احالتي الى الاجوبة التي قد سبق وكتبتها هو لتجنب التكرار والإعادة والاطالة, واذا كان الاخ لايرغب بمراجعة الردود والنقاشات التي سبق وان كتبت ونشرت ,ففي هذه الحالة يجب ان لايتصدى للنقاش والحوار الذي لم يدعه إليه أحد, وإنما تطوع هو له!

    في نفس الوقت ,وجدت الاخ يرميني بتهمة باطلة سخيفة, وهي انني اقتبس (الأفكار) من النت !!.... وهذه تهمة سمجة سبق وان اتهمني بها احد القساوسة على أحد المواقع, وقد تحديته وقتها, ان يظهر للقراء الاقتباسات التي يدعي انني اخذتها من النت, وان يعرضها مقارنة بالنصوص التي اكتبها, لكي يثبت للقراء ان ما اكتبه هو مأخوذ من غيري….. ومن اكثر من عام لم اسمع او اقرأ لذلك القس اي رد !!!

    ونفس التحدي …..قائم الآن للأخ شاكر…. وعليه ان يثبت للقراء انه انسان صادق في اتهامه !!... ونحن بالانتظار 

    وقبل الدخول في مناقشة تعليقات الاخ شاكر, اود ان اذكره, بان المقال الذي تصدى لكتابة التعقيب عليه, فكرته بسيطة جدا

    وهي باختصار,,, ان قصة القيامة لو صدقناها وقبلناه (من باب الفرض) فإنها لا تستلزم بالضرورة الإيمان بأن يسوع الناصري هو الإله الخالق للسموات والأرض !!  ...لأن القيام من الموت والرفع للسماء لم يكونا حدثان مختصان بيسوع, وانما شاركه فيه اشخاص اخرون!

    كما ورد في ثنايا المقال من استدلال ونصوص وشواهد.

    واما ما يحاول الاخ شاكر مناقشته في رده الأخير,فهو ما جاء في مقال آخر اسمه ( قصة قيامة المسيح كيف بدأت وكيف تطورت)

    وهذا المقال قد تصدى لمناقشته ,قبل الاخ شاكر, فريق الدفاع في احدى القنوات الدينية المسيحية- كما ذكرت في المقال - وبعد ثلاث حلقات متتالية, فشلوا في تقديم نص تاريخي ولو واحد من خارج الدائرة المسيحية, يذكر قصة القيامة المزعومة!!!

    ونفس الأمر تكرر مع الاخ شاكر,حيث نجده في خاتمة مقاله الأخير, وبعد اللف والدوران, يقر بشكل غير مباشر, بعدم وجود هكذا نص او دليل , ونحن نكتفي بإقراره كدليل على صحة الطرح الذي عرضناه في المقال !

    في رده الأخير, يعود الاخ المعقب, الى الخلط بين موضوع الحقائق الايمانية والحقائق التاريخية, اما عامدا او جاهلا !!!

    حيث نجده يحاول القفز على موضوعة مهمة جدا وهي أن المسيحيين يطرحون قصة قيامة المسيح كحقيقة (تاريخية) ثابتة وأكيدة

    وليس كما يطرح المسلمون او غيرهم العقائد التي يؤمنون بها, والتي يعتبرونها حقائق( ايمانية) تخص فقط من يؤمن بها

    لذلك وجدنا الاخ يعاود التكرار والاعادة لما سبق وكتبه في تعقيبه الأول, لكي يهرب من استحقاق مهم جدا وهو:

    بما انك تقول ان قيامة المسيح حقيقة(تاريخية) فعليك إثباتها بأدوات ونصوص (تاريخية) وليس نصوص دينية تخصك وحدك!

    وهنا اود ايضا, الاشارة الى اسلوب المراوغة والمغالطة الذي يتبعه الاخ الكاتب وغيره من الاخوة المسيحيين, حين يقول بالنص

    ( المسيحيين لا يفرضون على الآخرين اي فكرة ولا يفرضون إيمانهم على أحد وليس لديهم نص تهديد ووعيد يقول وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ المسيحية دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)

    والاخ هنا يتوقع أن غير المسيحي , ليس مطلع على النصوص المؤسسة لعقيدته, فلذلك من الممكن خداعه عن طريق اتهام الاخرين باتهام هو متلبس فيه حتى النخاع !!

    فكل مسيحي يعرف ان الخلاص والنجاة حسب العقيدة المسيحية يتحقق فقط للذين يؤمنون بالوهية يسوع!!

    (فقالا امن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت واهل بيتك) اعمال الرسل  1631

    وهنا اوجه سؤال مباشر وواضح للاخ شاكر ولكل اخ مسيحي

    حسب عقيدتك وإيمانك ونصوص كتابك المقدس...ما هو مصير المليارات من البشر الذين لا يؤمنون بالوهية يسوع و لا يقبلون الفكرة القائلة إنه الرب الذي افتدى نفسه على الصليب؟!!!

    وهل الخلاص سيشمل بالاضافة للمسيحي , المسلم واليهودي والبوذي والملحد وغيرهم؟!!!

    سانتظر الجواب, وبنفس الوقت,انصح الاخ شاكر,ان لا يجرب مع امثالي هذ النوع من المخادعات الساذجة التي من الممكن ان تنطلي على الذين ليس لديهم اطلاع او معرفة بالعقيدة المسيحية ونصوصها !!!

    بالنسبة لموضوع الناسوت واللاهوت, فقد لجأ الاخ الى مغالطة عقيدته وايمانه, لغرض الاستمرار في اسلوب اللجاج والعناد تلبية لرغبة المكابرة الفارغة ,فصار يدبج لنا رأي شخصي يقول ان الذي مات هو يسوع الإنسان وليس اللاهوت المتجسد

    وهذا الكلام بالنسبة للمسيحيين أنفسهم هو كلام هرطوقي , وتجنبا للتكرار الممل, فقد فصلت الكلام في مقال كامل ذكرته سابقا, وأعيد كتابة عنوانه لكي يرجع إليه كل من يريد التفصيل, وهو مقال (معضلة موت الرب في الميثالوجيا المسيحية)

    في تعقيب الاخ, حول ردي بخصوص موضع (أذن الله) وانه لا يعني (قدرة يسوع الذاتية) وجدت الأخ الكاتب وهو يحاول الاستدلال بمفاهيم اسلامية,يأتي بما يثير سخرية ابسط المسلمين معرفة واطلاعا !!!

    فالاخ الكاتب لا يميز بين (كلام الله) وبين (كلمة الله!!)....ولا أدري في هذه الحالة كيف يتسنى لي الاستمرار بحوار يقوم على هذا المستوى من المعلومات !!!

    والمثير للضحك...وانا اشكر الاخ شاكر لانه جعلني اضحك كثيرا !!..اني وجدته وهو يحاول الاستدلال بآراء الشيعة فيكتب:

    (يقول د. جعفر بأن رواية الشبيه المصلوب لم ترد في القرآن ، وهو بهذا كذّب تفسير علماء الشيعة ومنهم الكافي الذي فسّر معنى العبارة القرآنية (شبه لهم) بأن الله وضع شبيه لعيسى لكي يصلب بدلاً عنه)

    و سبب ضحكي مما كتبه الأخ, أمران...الأول هو ان الأخ لا يعرف الفرق بين النص وبين تفسير النص !!

    وهذه مشكلة الاخ شاكر وليست مشكلتي...وليس عندي وقت لافهامه مثل هذه الأمور الابتدائية في المعرفة!!

    الأمر الثاني..هو ان الاخ شاكر ,اخترع للشيعة عالما جديدا من علمائهم,لا يعرفونه, اسمه ( الكافي ) !!!

    حيث نجد الاخ, لايعرف الفرق بين اسم كتاب (الكافي) وبين اسم مؤلفه!! … وقد عذرت الاخ شاكر, لأنه تصور,خاطئا, ان كتاب (الكافي ) هو كتاب تفسير!!!... بينما يعرف ابسط الشيعة ان هذا الكتاب هو مدونة حديثية!

    فالذي لايعرف الفرق بين اسم الكتاب واسم مؤلفه...من الطبيعي ان لايعرف محتوى الكتاب ومادته !!!

    في تعقيبه على موضوع قيامة (لعازر) ومع الاسف لجأ الاخ الكاتب إلى اسلوب التضليل والتفسير حسب الهوى

    ليقول لنا ان المسيح قال ( من امن بي وان مات فسيحيا) ولم يقل (من آمن بالله)

    وهذا اسلوب مخادع مرفوض ومعيب على كل شخص يتصدى لتوضيح امور عقائدية خطيرة ومصيرية!

    السيد المسيح,أوضح وبشكل صريح ومباشر ان الايمان به, يعني الإيمان بالله الذي أرسله, ولا يعني كما يريد الاخ شاكر ايهامنا , إنه الإيمان بأن المسيح هو الله الخالق!!!...السيد المسيح قال

    ( فَنَادَى يَسُوعُ وَقَالَ:الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي) يوحنا 4412

    والسيد المسيح هو نفسه القائل, بكل وضوح وصراحة

    (أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)  يوحنا 530

    وفي هذين النصين من الكفاية والوضوح ما يكفي ,لكل منصف, وطالب للحقيقة, فالذي يريد الحق يكفيه دليل واما الذي يريد اللجاج….فلن يكفيه الف دليل !!

    ولكي اختصر على القارئ الكريم,تجنبا للاطالة والتكرار الممل, اود الاشارة بسرعة الى بعض تناقضات ومراوغات الاخ صاحب التعقيب … فهو مثلا يقول في تعقيبه :

    (اللاهوت والناسوت ليس من اختراع المسيحيين بل هو حقيقة ذكرت في إنجيل يوحنا !!!)

    وتعليقي هو ….يا سلام !!!...وبما أنها وردت في إنجيل يوحنا فهي تعني انها اختراع بوذي او هندوسي!!

    وكذلك وجدنا الاخ شاكر يورد معلومة خاطئة مع الاسف لغرض تضليل القارئ , حيث يقول :

    (والإنجيل يقول ان السيد المسيح أظهر نفسه بعد القيامة حياً لخمسمائة شخص)

    والأخ شاكر يعرف جيدا, ان هذه الكذبة ولم ترد في أي نص من نصوص الأناجيل الاربعة, وانما جاءت على لسان (بولس) في رسالته الأولى لأهل كورنثيوس , وهي كذبة صلعاء اخترعها (بولس) ولم يؤكدها او يذكرها غيره ابدا, ولا نعرف من هم هؤلاء الخمسمائة؟!...ولماذا لم يشهد أي واحد منهم؟!!!

    وهل ان ادعاء شخص ما, بان مليون شخص (مثلا) ظهر لهم المسيح...سيعني بالضرورة ان المسيح حقا ظهر لمليون شخص !!... وان هناك مليون إنسان شهود على ظهوره؟!!!

    علما ان هذه الكذبة السمجة التي اخترعها (بولس) قد سبق وناقشتها بشكل مفصل في مقال ضمن سلسلة حوارات في اللاهوت المسيحي وتحت عنوان…( حين يزداد صدق الرب بالكذب لمجده!!!)

    في التعقيب, أيضا, وجدنا الاخ شاكر يسأل سؤال , يبدو انه اعتقد سيكون صعبا وفيه مفتاح الإقرار بالوهية الانسان يسوع , حين يقول تعقيبا على قول يسوع (وانا علمت انك في كل حين تسمع لي) :

    ( كيف اعتقد يسوع ان في كل حين يسمع له الله؟)!!!!!

    والجواب بسيط جدا...لان يسوع يعلم انه رسول من الله وهو على ثقة تامة بان الذي أرسله سيسنده وينصره ويستجيب دعائه, كما يستجيب ايضا لعباده الصالحين الابرار .

    اما بالنسبة لمحاولة الاخ المعقب الاستشهاد بنبؤات العهد القديم, فقد حاول الأخ اثبات خطأ مقولتي , لكنه وبدون ان يقصد اثبت صدق ما ادعيته في المقال, وذلك من خلال الامثلة التي اوردها من تلك النبؤات !

    فحين أراد ان يستشهد بنبوة ( هاهي العذراء تحبل وتلد)..يتصور الاخ شاكر انني غير مطلع على نصوص العهد القديم بنسخته اليهودية ولا اعرف التحريف الذي قام به المسيحيون!!!

    فالنبؤة تقول (هاهي الصبية ستحبل وتلد ابنا) وهي نبؤة لاعلاقة لها بيسوع اصلا, وانما تتحدث عن قصة اخرى وقعت لبني اسرائيل في زمن سابق, وهنا نجد المسيحيون قد استبدلوا كلمة (الما) التي تعني صبية بالعبري بكلمة

    (بتولا) والتي تعني العذراء لغرض تحريف معاني نصوص كتب اليهود المقدسة لأغراض تخدم عقيدة المسيحيين!!

    اما النبؤة الثانية التي أوردها , فقد نقلها لنا الاخ بما تحويه من تزييف للمعنى الأصلي الذي ليس له اي علاقة بيسوع وانما تتحدث عن (نسل) المرأة و (نسل) الحية ...وكلمة (نسل) التي هي (زرخا)  باللغة العبرية تأتي للإشارة على الجمع دائما, ولا تعني المفرد ابدا, مثل كلمة ( ابل) في اللغة العربية, وهذا النوع من التحريف والتلاعب كنت قد بحثته بشكل موسع في مقال كامل بعنوان (  الكتاب المقدس وظاهرة التلاعب بالنصوص) وهو منشور على النت

    ختاما, وبسبب ان الاخ المعقب, كرر بشكل ممل, الحديث عن ( التواتر) كدليل على صدقية قصة القيامة

    اود ان اهمس في اذن الاخ العزيز المحترم, همسة خفيفة, وهي نصيحة مني ,بأن يقرأ عن التواتر, ويعرف ما هو مصطلح التواتر, وماهي ضوابطه, قبل حشر لفظة التواتر واستخدامها كدليل في النقاش !!!!

    وبهذه النصيحة, اختتم ردي السريع والمختصر, مع توجيه كامل محبتي وتقديري وشكري للاخ المعقب, ولجميع القراء, وللاخوة الاعزاء في موقع (اخبار) الالكتروني.


    د. جعفر الحكيم

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media