تسعةٌ وسبعون والمسار المأمون!!
    الجمعة 17 مايو / أيار 2019 - 21:26
    د. صادق السامرائي
    تسعة وسبعون رقم عجيب من أرقام القرن العشرين , لا يزال فاعلا في واقع العرب والمسلمين , ويتحقق الإستثمار الثبوري فيه إلى مديات ما كانت تدور في خيال , أو تخطر على بال , لأنه أنجز أكثر مما يشتهون..

    رقم أوجد تغيرات دراماتيكية متسارعة في العالم , تم الإعداد لها قبله بعام , فتغيّرت أوضاع إقليمية وعربية , وسُخرت الثروات والشباب والدين لمحاربة السوفيت في أفغانستان , وفي ذات الوقت تم الإعداد لحرب طويلة بين المسلمين , لتحضير الأجواء المناسبة بعد إنتهاء مهمات المُستَخدَمين في أفغانستان للنيل من مجتمعاتهم ودينهم , وقد تحققت الأجندات بإتقان سليم.

    ولو بحثتم في هذا الرقم وما قبله بقليل وما بعده لتبين لكم عظيم فعله وتأثيره في حياة العرب والمسلمين , وكيف أنه أسهم في فتح أبواب المنطقة على مصراعيها للإستحواذ على ثرواتها والقبض على مصيرها بإحكام مدروس.

    تغيرت أنظمة وإنطلقت أحزاب وأفكار وعقائد مدوية ترفع رايات الإسلام , وهي تعادية بأفعالها وتحقق أجندات الفاعلين بها والمروجين لبضاعتها , واستعرت حروب ونشبت صراعات , فسقط مَن سقط ونهض مَن نهض , والجميع يؤدي دور التنفيذ لجهة تريد , وأكثرهم إرتضى أن يكون بقرة حلوب.
    واليوم يحضر هذا الرقم الذي لن ولن يغيب , مهما توهم الواهمون وتفكر المفكرون , لأنه قد أنجز الكثير جدا من المشاريع التي تصب في وعاء واحد , وتحافظ عليه وتزيده قوة وسطوعا وتأثيرا وتماديا وإمعانا بالإندفاع نحو مايريد.

    فالذي يحقق هذه المشاريع التدميرية العملاقة , ويستغفل الناس ويضللهم ويسخرهم للغايات المنشودة والمرسومة , والتي يريدها أعداء العرب والمسلمين , كيف يمكن القول بأنه سيسقط أو يغيب؟

    تسعة وسبعون رقم سيسود القرن الحادي والعشرين , ولن يتزحزح إلا إذا تم إستحضار أرقام جديدة تؤدي المهمة بأروع مما فعل , وهذا يكلف غاليا , بينما الرقم العجيب يؤدي دوره وكأنه ناعور يدور بطاقته الذاتية المتنامية ,  التي تشحنها قدرات التضليل والدفع نحو الوعيد.

    فلا يمكن القول بأن الرقم تسعة وسبعون سيتهاوى وينهار , وإنما من الأوجب القول بأن هناك خطط مرسومة لقيامه بأدوار جديدة مولودة من أدواره التي أجادها بما يفوق الذين خططوا لها , وعليه فأنه سيتعاظم دوره وسيعلو شأنه , وسيتحول العرب إلى تابعين له وقابعين تحت ظله , وسيتحكم بمصير المنطقة , مادام سيساهم في تنفيذ المشاريع الكبرى المرتقبة.

    فلننتظر ونرى هل أن الرقم تسعة وسبعون , سيدوم ويكون , وهل إنّ العرب هم المنهزمون؟!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media