تعليمات من قيادة داعش الإرهابية: إلى حرب العصابات
    السبت 25 مايو / أيار 2019 - 06:30
    [[article_title_text]]
    أبو بكر البغدادي
    بغداد (المسلة) - بعد أن خسروا الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، يلجأ مقاتلو تنظيم داعش إلى حرب العصابات وهذا على وجه التحديد هو ما توجههم صحيفة التنظيم إلى كيفية القيام به.

    ففي الأسابيع الأخيرة شجعت صحيفة النبأ الإلكترونية التابعة للتنظيم عناصره على اتباع أساليب حرب العصابات ونشرت تعليمات تفصيلية عن كيفية تنفيذ عمليات الكر والفر، وفق رويترز.

    يستخدم التنظيم هذه الأساليب في أماكن يتطلع إليها للتوسع خارج العراق وسوريا. وفي حين أن تنظيم داعش جرب هذا النهج من قبل، فإن التوجيهات الإرشادية توضح أنه يعتمده ليصبح نظام العمل الأساسي.

    وحكم التنظيم في أوج قوته الملايين في أجزاء كبيرة من سوريا والعراق.

    لكنه في مارس آذار خسر آخر جزء مهم من الأرض كان خاضعا له، ألا وهو قرية الباغوز السورية. واضطر داعش للعودة إلى جذورها بممارسة نوع من القتال يتجنب المواجهة المباشرة ويضعف العدو من خلال الاستنزاف وكسب الدعم الشعبي.

    يقول محللون إن هذه المحاولة لإنعاش التنظيم المتشدد تحقق نجاحا حتى الآن، فقد نفذ الكثير من الهجمات في أجزاء مختلفة من العالم في الأسابيع القليلة الماضية بما في ذلك أماكن لم يستهدفها من قبل قط.

    وقالت ريتا كاتز المديرة التنفيذية لمجموعة سايت التي تتابع مواقع المتشددين على الإنترنت : الواقع الأليم هو أن تنظيم داعش لا يزال خطيرا جدا... لديه الأدوات والدعائم التي يحتاجها لبناء حركات مسلحة في مختلف أنحاء العالم.

    وفي مقطع فيديو نادر بثته شبكة الفرقان التابعة للتنظيم في أبريل نيسان شجع زعيمه أبو بكر البغدادي أتباعه على مواصلة القتال وإضعاف العدو من خلال الاستنزاف مؤكدا أن شن حرب أهم من الانتصار.

    كان حديثه أكثر تشاؤما من مقطع الفيديو الوحيد الآخر الذي ظهر فيه من على منبر جامع النوري الكبير في الموصل عام 2014 حين اتشح بالسواد ووضع ساعة يد فاخرة.

    وفي مقطع الفيديو الجديد جلس على حشية وتحدث إلى ثلاثة من مساعديه. وأسندت بندقية كلاشنيكوف إلى الحائط خلفه وهو نفس نوع البنادق الذي ظهر في مقاطع مصورة لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وسلف البغدادي أبو مصعب الزرقاوي اللذين استخدما أسلوب حرب العصابات.

    وقالت كاتز : بدا كقائد لجماعة تمرد وليس الزعيم المدلل لدولة خلافة أحوالها ميسورة.

    وأضافت : ظهوره حشّد مؤيدي داعش بقوة في كل أنحاء العالم.

    قال حسن أبو هنية الخبير الأردني في شؤون الإسلاميين إن التنظيم يستخدم أساليب حرب العصابات للسيطرة على بلدات مؤقتا حتى يجتذب اهتماما إعلاميا لكن هذا أيضا جزء من استراتيجية جديدة.

    ومضى قائلا : مثل هذه الحروب تحولت إلى استراتيجية للتنظيم. وهم يستخدمونها في هذه المرحلة كحروب استنزاف مثلما قال البغدادي في خطابه الأخير.

    وفي أبريل نيسان أعلن داعش أنها هاجمت بلدة الفقهاء في ليبيا وقتلت مسؤولا محليا وأشعلت النار في مقر الحرس البلدي. وقال التنظيم في بيان إعلان المسؤولية : اقتحم جنود الخلافة البلدة وتمكنوا من السيطرة عليها لساعات قبل الانسحاب من البلدة نحو مواقعهم الآمنة.

    وفي الأسابيع القليلة الماضية نشرت صحيفة النبأ، وهي واحدة من أهم منابر التنظيم الإعلامية، سلسلة من أربعة أجزاء تحت عنوان : إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين.

    في هذه المقالات، دعا التنظيم المقاتلين إلى تجنب الاشتباكات المباشرة مع العدو وهو الأمر الذي كان داعش يشجعه من قبل.

    وشرحت السلسلة كيف يستطيع المقاتلون من خلال حرب العصابات إضعاف العدو دون تكبد خسائر. ودعت الارهابيين أيضا إلى الاستيلاء على أسلحة الضحايا وأخذ متعلقاتهم الثمينة أو إحراقها.

    وقالت إن من بين أهداف هجمات الكر والفر احتجاز الرهائن وتحرير الأسرى والاستيلاء على أموال العدو.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media