اسباب إنسحاب د.جعفر الحكيم من مواصلة الحوار
    الخميس 30 مايو / أيار 2019 - 06:00
    شاكر شكور

    لم ارد على آخر ما كتبه الأخ د.جعفر والذي نشر بتاريخ 17 / أيار 2019 في هذا الموقع وذلك بسبب انتظاري ان يجيب على طلبي الخاص بتقديمه أثر تاريخي لبعض القصص القرآنية اسوة بما طلبه من المسيحيين حول تقديم أثر تاريخي لقيامة السيد المسيح ، وجاء طلبي هذا من د.جعفر لكي تكون المعادلة عادلة بين الطرفين وللتتكامل الصورة امام القارئ الكريم ليستمع الى شهادة كل طرف . وفي هذه المداخلة سأبين اسباب هروب د.جعفر من تلبية طلبي المذكور كما سأرد بالتفصيل على ما جاء في تعليقاته الأخيرة والمشار اليها اعلاه ...

    لقد فاجئنا د.جعفر بأشبه بفتوى تكلم فيها نيابة عن المسلمين وغيرهم حيث قال: ان المسيحيين يطرحون قصة قيامة المسيح كحقيقة (تاريخية) ثابتة وأكيدة وليس كما يطرح المسلمون او غيرهم العقائد التي يؤمنون بها, والتي يعتبرونها حقائق( ايمانية) تخص فقط من يؤمن بها…( ، وهذه البدعة طبعا تعتبر هروب من الإجابة المقنعة لطلبنا الخاص بتقديمه أثر تاريخي لبعض القصص القرآنية الذي كان هذا منطقه الذي طالب به المسيحييين في موضوع قيامة السيد المسيح ، وأود ان اتسائل ، اليس البرهان التاريخي يقوي الإيمان في النصوص الدينية ؟ فلماذا لا يحتاج د.جعفر الى برهان تاريخي ويكتفي بالحقائق الإيمانية التي تخص فقط من يؤمن بها ؟ فهل هذه الصورة التي يقدمها د.جعفر عن إيمان كل المسلمين والذي تكلم فيها كمفتي نيابةً عنهم هل هي صورة حضارية  ام  صوّر المسلمين مع احترامي لهم بأنهم يساقون إيمانياً كمن الغى عقله حيث لا يحتاجون الى اثر تاريخي ليقوي إيمانهم ؟ فإن كان هو ممن يرتضي لحاله ان يكون على الحالة التي وصفها من الإيمان فلماذا يتكلم بإسم كل المسلمين وأين سنده في اصدار بدعته هذه ؟ على كل حال محاولته التبريرية هذه كانت حجة ضعيفة بلا سند وكانت بمثابة العجز في تقديم اثر تاريخي للقصص القرآنية في الوقت الذي كان القراّء ينتظرن منه ان يشْمر ساعده ويكتب ولو أثر تاريخي واحد كما طلب هو من المسيحيين ذلك بالنسبة لمعتقدهم واتهمهم بأنهم فشلوا في تحقيق طلبه.

    ومن خلال عشرات المقالات التي نشرها د.جعفر والتي تركزت مواضيعها حول التشكيك والطعن في العقيدة المسيحية وحدها دون غيرها ، تبين ان هدف د.جعفر أن يبقى الحوار احادي الجانب اي ان المستهدف هو العقيدة المسيحية فقط وأي رد مسيحي حول ما يثيره يعتبره باطل حسب منطقه لأنه مبرمج مسبقا بأن عقيدته خط احمر لا يجوز الأقتراب منها في الحوار اما الطرف الآخر المسيحي فقد تشرب فكره منذ الصغر بأنهم من الضالين لذلك لا داعي الأخذ بحجتهم ، فمجرد ان طلبنا منه تطبيق منطقه اي ايجاد اثر تاريخي لبعض القصص القرآنية اسوة بما طلبه من المسيحيين ، أختفى عن ساحة الحوار وأمتنع عن مناقشة هذا الفصل ورفض التقرب من معتقده ، وهنا اود مناقشة مثل هذه الحالات وسبب اعتقاد د.جعفر بأنه على حق دائماً ونرجسيته في اعتبار الطرف المسيحي المحاور هو الطرف الباطل كما يصر ويدعي ذلك .

    ان مشكلة د.جعفر مع المسيحية ليست مشكلة شخصية مع المسيحيين ، بل مشكلته هي في ضعف وآهتزاز إيمانه في معتقده ، والدليل على ذلك انه يسعى دائماً للنبش في معتقدات المسيحيين للطعن بها بهدف إثبات صحة معتقده ، وهذا النوع من الصراع النفسي الذي يعاني منه د.جعفر يشكل عقدة تحدث حين يكتشف الشخص ثغرات غير معقولة في معتقده فهو حتما يتألم ويحاول اسقاط ذلك على الآخرين للتنفيس عن مأساته ، فلديه مثلاُ مشاكل عويصة في معتقده تقلقه ويبحث عن مخرج لها كتسطيح الأرض وعدم كرويتها وظهور عظام الجنين قبل ظهور اللحم ووجود عملة الدرهم في قصة يوسف وتنسيب مريم ام عيسى كأخت هارون وبينهما يفصل مئات السنين بالأضافة الى كيفية غروب الشمس في عين حمئة وقصة المصابيح النجمية التي جعلت رجوما للشياطين...الخ من المشاكل التي تقلقه ولا بد وأن د.جعفر يعاني ويشك ايضا في تفسير شيوخ الإسلام الذين قالوا ان الله وضع شبيه لعيسى ليصلب عوضاً عنه وهذا طعن واضح في قدسية الله وأتهامه بأرتكاب خدعة الشبيه حاشاه ، وقد حاول د. جعفر خلط الأوراق فأتهمني بأنني لا افرق بين الكافي ككتاب وبين مؤلفه ولكن حتى ان كنت لا اميز بين الأثنين هل يوجد مثل هذا الأعتقاد واقصد اعتقاد وضع الشبيه لعيسى ليصلب عوضه ام لا ؟ وان كان لا يوجد فلماذا تقول ألآية شبه لهم ؟ ، ومما لا شك فيه ان موضوع القيامة الذي اثاره د.جعفر مرتبط بالآية التي تنفي صلب السيد المسيح (ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) ويظن د.جعفر انه لو اثبت عدم صحة قيامة السيد المسيح من الموت ستتحقق صحة عبارة (ما قتلوه وما صلبوه ) ، وأسرع وسيلة لتحقيق غرضه في التشكيك في قيامة السيد المسيح هو الإستشهاد بأقوال اليهود والإستفادة من هجومهم على المسيحية ، فنراه يمدح اليهود ويقول أنهم ارباب العهد القديم متناسيا ان بني اسرائيل هم اكثر الشعوب الذين عاقبهم الله وذّلهم في الأسر على يد الشعوب البابلية والفرعونية على مر تاريخهم وذلك بسبب عصيانهم وشذوذهم في فهم النصوص التوراتية وفهم رسالة الله الموحى بها لأنبياءهم ، وايضا بسبب تفسير رسالة الله بتفاسير شفهية مشوهه من قبل معلميهم ، فهؤلاء هم ارباب العهد القديم حسب مفهوم د.جعفر رغم ان معتقده يصفهم بقتلة الأنبياء ، ثم هل يتوقع د.جعفر ان يعترف اليهود بأن نبؤات العهد القديم تخص يسوع المسيح وهم من سلّمه الى الرومان ليصلب ؟ هذا والغريب في تصرفات د.جعفر انه يتلو يومياً سورة الفاتحة وينعت اليهود بأنهم المغضوب عليهم وفي نفس الوقت يصّدق اقوالهم وينقلها على انها مرجعية مؤتمنه ، ثم كيف ارتضى د.جعفر ان يشارك ويصّدق آراء اليهود ويحمل معهم ثقل الويل الموجه لهم الوارد في سورة البقرة (79) ؟ …ولنأتي الآن الى ما قاله د. جعفر عن نبؤة العذراء الواردة في نبؤة اشعياء النبي حيث قال : وهنا نجد المسيحيون قد استبدلوا كلمة (الما) التي تعني صبية بالعبري بكلمة (بتولا) ...

    مع الأسف ان د. جعفر لا يعلم بأن الترجمة العربية للكتاب المقدس اخذت من نصوص اللغة اليونانية التي ترجمها اليهود انفسهم نقلا عن العبرية الى اليونانية والتي تسمى بالترجمة السبعينية حيث تم ذلك قبل عدة قرون من الميلاد ، وقد ترجموا اليهود كلمة صبية الى كلمة ( بارثينوس) اليونانية وتعني باللغة اليونانية إمراه صغيره في سن الزواج وهنا لا مفر من تسميتها بالترجمة العربية (عذراء) وهذا ما جاء فعلا في النسخة العربية ، وكون النص العبري يقول صبية فهذا لا يغير شيئ فليكن المقصود صبية لكننا نسأل : هل كل الصبايا يجب ان يكونوا متزوجات ؟ فمن يقول نعم فهو فعلا شخص مسطول ، ثم لو نأتي الى المنطق إن كانت الصبية تعني فتاة متزوجة فما لزوم لنبؤة إشعياء النبي اصلاً لأنه أي إمرأة متزوجة يمكن ان تحبل وتلد ابناً فلماذا سميت صبية ولم تسمى امرأة ما لم يكن ترجيح المقصود بالصبية هي المرأة غير المتزوجة اي العذراء ؟. فلو كان تفكير د. جعفر حيادي ومعقول لوضع احتمال على الأقل نسبة 50% ان تكون الصبية تعني عذراء واحتمال نسبة مثلها تعني متزوجة غير عذراء فلماذا جزم د.جعفر وتحمل وزر ذلك وأعتقد بحتمية كون المقصود بالصبية المرأة غير العذراء اي المتزوجة ؟ ، والغريب ورغم ان د.جعفر له نصوص قرآنية عن مريم العذراء يؤمن بها ويفترض به ان يميل الى نسبة 50% التي ترجح الصبيىة المذكورة في نبؤة اشعياء انها تعني عذراء ، لكنه مع الأسف انساق مع مكر اليهود في تعريف المقصود لكلمة صبية بأنها ليست عذراء وبهذا خان ضميره ونكر دينه .

    اما قول د.جعفر ان نبؤة إشعياء تتحدث عن قصة اخرى وقعت لبني اسرائيل في زمن سابق ، وبما ان د.جعفر لم يقدم اي دليل على هذا الإدعاء ، فيعتبر كلامه هذا باطل وتضليل للقارئ لأنه لو كان هذا الإدعاء صحيح وكانت القصة في زمن سابق كما يدعي د.جعفر ، فلماذا قال إشعياء ( يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً) ولم يقل اعطاكم السيد نَفْسُهُ آيَةً لكي يشير الى الماضي؟ ثم اليس إشعياء يتحدث عن المستقبل حين قال بأن المولود سيكون إلها قديرا فأي اله ولد في الماضي !!!

    نأتي الى قول د.جعفر: ان قصة القيامة لو صدقناها وقبلناه (من باب الفرض) فإنها لا تستلزم بالضرورة الإيمان بأن يسوع الناصري هو الإله الخالق للسموات والأرض !!

    ومن قال ان المسيحيين يؤمنون بأن يسوع الناصري )بدون لاهوت الله المتحد به( هو الخالق للسموات والأرض ؟ لماذا قطعت اللقب اللاهوتي (المسيح) يا د.جعفر ولم تضعه بعد اسم يسوع وقلت يسوع الناصري فقط ؟ هل لتثبت للقارئ أن المسيحيين يؤمنون بأن الإنسان يسوع تحوّل الى إله وليس العكس من ان الله حل في الإنسان يسوع ؟ اليس هذا التصرف خدعة للقارئ ؟ فلقب المسيح هو لقب لاهوتي يعني الممسوح من الله وروحٌ منه وكلمته والكلمة ، الله نفسه ، اي ان يسوع بلقبه المسيح يصبح حاملاً طبيعة من طبيعة الله نفسها دون امتزاج خصائص الله مع خصائص الإنسان اي متحدين لكن كل طرف قائم بذاته ، ولاهوت الله هو الخالق وليس يسوع الناصري الأنسان كما يروج د. جعفر بمكر .

    هذا وان المسيحي لا يؤمن قطعاً بأن الإنسان يمكن ان يتحول الى إله فهذا جهل وهرطقة ، لكن يمكن الله ان يظهر في إنسان خالي من الخطيئة لأن الله قدوس لا يمكن ان يظهر في جسد غير طاهر وفي نفس الوقت يبقى لاهوته يملأ الكون ، ويمكن ايضا ان يتكلم الله من خلف حجاب وفي هذه الحالة يتحول صوت الله كمادة متجسدة الى مسامع الأنبياء ، هذا ولو لم يكن الله قد اظهر نفسه بهيأة إنسان (يسوع) لشّكل ذلك في يوم القيامة حجة لدى كثير من الناس ممن إيمانهم ضعيف بوجود الله ، لأن الإنسان غير المؤمن سيتحجج في يوم القيامة بأنه احتاج الى رؤية الله حتى يؤمن بوجوده ، وبما ان الله عادل ولا يترك ثغرة بدون علاج فظهر للعيان حين حلّ في جسد يسوع المسيح وشهد اربعة شهود في الأناجيل بهذا التجسد عدا شهادة رسل آخرين شهدوا جميعاً أنهم رؤوا السيد المسيح يقوم بأعمال عجيبة من اختصاص الله وحده كنفخ روح حية وخلق عيون لمن ولد بدون عيون وبهذا التجسد المرئي لله أبطلت حجة هؤلاء المشككين وأنقلبت الحجة على الإنسان الذي لا يؤمن بظهور الله في جسد السيد المسيح ، هذا وان الهدف الرئيسي للتجسد كان الفداء على الصليب وليس فقط ابطال حجة المشككين ، و وهذا يفسر ايضا سبب اختيار اسماء الله الحسنى (الباطن والظاهر) ، فالباطن هوغير المنظور وهو الذي في السماء اله ، والظاهر هو المرئي الذي في الأرض اله ، والسؤال ، متى كان الله ظاهرا إن لم يكن قد تجسد وظهر للعيان في جسد انسان على الأرض؟ 

    فالأنسان بدون قدرة الله لا يمكنه فعل شيئ ، فعندما نقول الرب يسوع المسيح نعني الإنسان حل وأتحد به لاهوت الله بغير امتزاج اي ان لكل طرف شخصية قائمة بذاتها وتخصصها فلاهوت الله تخصصه الخلق والناسوت إنسان لتمثيل البشرية وأحياناً  يتكلم السيد المسيح كإنسان كقوله عبارة (الذي ارسلني) ويقصد الذي ارسله لاهوت الله المتحد به وأحياناً اخرى يتكلم كلاهوت الله نفسه المتحد به كقوله قبل إبراهيم أنا كائن ومن رآني رأى الآب  وأنا والآب واحد وأَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ ، والحق هو لقب الله نفسه ، فالذي يجهل ان يسوع المسيح له طبيعتان متحدتان غير ممتزجة خصائصهما ، يقول ان يسوع المسيح هو إنسان يطلب من الآب كأي إنسان آخر ، وهذا ينطبق ايضا على قول السيد المسيح :(أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا.  (فهنا ايضا يتكلم يسوع بالطبيعة البشرية كإنسان.

    بخصوص قول د. جعفر :بأن شاكر لا يميز بين (كلام الله) وبين (كلمة الله!!)

    بحسب انجيل يوحنا يقصد بكلمة الله شخص الله نفسه (والكلمة صار جسدا) ، اما كلام الله هو البشارة اي النصوص الألهية الواردة في الأنجيل ، وأعتقد بأن التفسير الأسلامي لا يخرج عما ذكرته بالنسبة للنصوص الأسلامية ، ولكن هل هذا هو السبب الذي جعل د. جعفر التوقف عن الحوار لأنني كما يقول لا اميز بين (كلام الله) وبين (كلمة الله) ؟ ام السبب هو هروبه من طلبي الخاص بتقديم برهان لأثر تاريخي للقصص القرآنية ؟

    عن النبؤة في سفر التكوين التي تقول (نسل المرأة يسحق رأس الحية) ،علق د.جعفر بقوله : بأن هذه النبؤة ليست لها اي علاقة بيسوع وانما تتحدث عن (نسل) المرأة و (نسل) الحية ...وكلمة (نسل) التي هي (زرخا)  باللغة العبرية تأتي للإشارة على الجمع دائما.

    هنا يحاول د.جعفر خلط الأوراق على الموضوع الرئيسي لهذه النبؤة التي تُرّكزعلى نسل )ذرية( من المرأة وليس من "نسل المرأة والرجل” فلا يوجد في التاريخ نسل خرج من إمرأة وحدها دون مشاركة الرجل إلا من مريم العذراء ، ف د.جعفر ترك الموضوع الرئيسي وذهب الى القول ان النسل هو جمع بالعبرية ، لكن ما هو السر والهدف من تنسيب الذرية في هذه الآية الى المرأة ؟ الا يعني ان تلك المرأة انجبت نسل بقدرة الله دون زواج ؟ وكلمة نسل سوى كانت جمع او مفرد حالها حال كلمة ذرية التي يمكن ان يفهم منها ذرية نتج منها شخص واحد او عدة اشخاص وحسب سياق الكلام والموضوع  ، فتشويه معنى وهدف الآية بقصد الطعن المتعمد في معتقدات الآخرين والإفتاء بأن الآية لا تتنبأ عن يسوع المسيح هو عمل يدخل في باب التدليس ولا يرضى اي إنسان على نفسه ان يمتهن هذه المهنة الكريهة. .

    بخصوص تهكم د.جعفر عندما قلت ان اللاهوت والناسوت ليس من اختراع المسيحيين بل ورد في إنجيل يوحنا ، وأنا اود ان اسأله لكي يفهم ما قصدته ، هل قوة الروايات الإسلامية التي نقلوها بشر من الرواة المسلمين لها نفس قوة وتأثير الآيات القرآنية عند المسلمين ؟ وإن كان الجواب نعم فلماذا قال د. جعفر بأن رواية الشبيه المصلوب بدل عيسى هي مجرد رواية وقلل من اهميتها مقارنة بالآيات القرآنية ؟ وهذا ينطبق على قوة الأنجيل عند المسيحيين بالمقارنة بروايات الناس التي يؤلفونها ، قليل من التفكير سيجد د.جعفر ما الذي قصدته وأستهزأ به هو دون وعي ودون ان يستوعب الفكرة التي طرحتها .

    بالنسبة لنصيحة د.جعفر لي وقالها بإسلوب متعالي بأنني لا اعرف معنى التواتر… ورأيي ان كلمة التواتر كلمة عربية عامة وهي ليست حكر على الفقة الإسلامي فأغلب القواميس العربية كمعجم المعاني الجامع يعّرفونها تعريفا لغويا وتعريف ثاني يخص الدين الإسلامي ، ومن المعاني في تعريف كلمة التواتر لغويا هو :(تَوَاتُرُ الأخْبَارِ : تَوَالِيهَا ، تَتَابُعُهَا) ، وحتى التعريف الديني ينطبق على ما قلته بإستعمال كلمة تواتر كالتعريف الديني :(تواتر الخبر أي نقله جماعة كثيرة يمتنع اتفاقهم على الكذب) ، فأعتراض د.جعفر والتباهي في مسكي متلبسا بجريمة استعمالي كلمة تواتر جعلني اشعر بالشفقة على مستواه الفكري في النقاش.

    وعن تهكم د. جعفر ايضا بقوله : وهل ان ادعاء شخص ما, بان مليون شخص (مثلا) ظهر لهم المسيح...سيعني بالضرورة ان المسيح حقا ظهر لمليون شخص !!... وان هناك مليون إنسان شهود على ظهوره؟!!! علما ان هذه الكذبة السمجة التي اخترعها (بولس) قد سبق وناقشتها بشكل مفصل في مقال ضمن سلسلة حوارات في اللاهوت المسيحي وتحت عنوان…( حين يزداد صدق الرب بالكذب لمجده!!!)

    لو قرأ د.جعفر النص الكامل الذي قاله بولس الرسول عن ظهور السيد المسيح لخمسمائة شخص بعد قيامته ، للاحظ ان بولس الرسول يشهد بوجود شهود احياء حيث يقول لا يزال كثيرون احياء وقسم توفوا كلهم شاهدوا القيامة وكان الأحياء منهم لا يزالون يعيشون في زمنه ، فلو كان كلامه غير صحيح لأعترض على كلامه هؤلاء الأحياء ومنهم اليهود ثم لا يمكن لشخص ان يتجرأ ويكذب وهناك شهود آخرين احياء يمكن ان يكذبوه ، هذا وأن هؤلاء القديسين امثال بولس الرسول لم يكن لهم مبدأ الكذب المقدس المسمى التقية الذي يؤمن به د.جعفر ويحاول ان يسقطه على رجال ذلك الزمن الذي كان الأنسان يعيش فيه ببساطة وبراءة .

    من ناحية اخرى يعود د. جعفر كعادته ويردد ببغائيا اسطوانة قول بولس الرسول في (رومية 3: 7): فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ ...وأنا انصح د.جعفر ان يستعين بأحد المختصين باللغة العربية او الفلسفية لكي يساعده في فهم النص ويشرح له الأصحاح الذي يقول به بولس الرسول الآية المذكورة حيث ان بولس الرسول لا يتكلم عن شخصه بل في بداية الأصحاح يشرح عن قوم من المحتجين فان اقتطعت الآية من سياقها فلا يمكن فهم الموضوع الذي يتكلم فيه بولس الرسول فلو فحص النص بحيادية وذهن مفتوح وبقراءة ما قبل هذا الكلام للاحظ القارئ ان بولس الرسول يتكلم عن مجموعة غير مؤمنة حيث يقول (اتكلم بحسب الانسان) وقد شرح في بداية الأصحاح من هو هذا الأنسان وهو الأنسان المتمرد على التعاليم اي انه هذا ليس كلامه الشخصي بل نيابه عن اي سائل يعترض بمعني انه يطرح شبهه ويرد عليها ، كما يضيف في نفس الآية عبارة (كما يزعم قوم اننا نقول لنفعل السيئات لكي تأتي الخيرات )، فأصبح معلوم انه يتكلم عن غيره وليس عن نفسه ، لقد سئمنا من هذا الإصرار المتخلف في فهم النص المذكور.

    في ما تقدم اعلاه بينتُ ما يثبت هشاشة الطرح الذي قدمه د.جعفر عندما طلب من المسيحيين إيجاد أثر تاريخي لقيامة السيد المسيح في حين هرب عندما طالبناه التعامل بالمثل بالنسبة لمعتقده ، اخيرا أختتم مداخلتي هذه بقول السيد المسيح : (لا تدينوا لكي لا تدانوا) وفق الله الجميع وعلى رأسهم د.جعفر الحكيم .

    اقدم شكري وتقديري لأسرة تحرير موقع الأخبار وجميع الذين يتابعون هذا الموضوع.

    روابط ذات الصلة بالموضوع

    http://www.akhbaar.org/home/2019/5/257447.html

    http://www.akhbaar.org/home/2019/5/257547.html

    https://www.akhbaar.org/home/2019/5/257579.html

    https://www.akhbaar.org/home/2019/5/257737.html

    https://www.akhbaar.org/home/2019/5/257762.html

    https://www.akhbaar.org/home/2019/5/257910.html

     

    شاكر شكور

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media