الخِطابُ المرجِعي؛ الإِنصافُ في التَّقييم!
    السبت 15 يونيو / حزيران 2019 - 07:32
    نزار حيدر
      لإِذاعة الرَّوضة الحُسينيَّة المقدَّسة عِبر الهاتف؛
     
    *الخِطابُ المرجِعي سحبَ [شرعيَّة] و [قُدسيَّة] القِوى السياسيَّة التي وظَّفت مُشاركتها في التَّعبئة العامَّة التي استجابت لِفتوى الجِهاد الكِفائي للإِنخراط في العمليَّة السياسيَّة!. 
                        
       لولا أَنَّهُ جَاءَ نصّاً مكتوباً من النَّجف الأَشرف تلاهُ من على مِنبر الجُمعة خطيب العتبة الحُسينيَّة المقدَّسة سماحة السيِّد أَحمد الصَّافي لذهبَ السياسيُّون بها عريضةً كلٌّ يفسِّرهُ بطريقتهِ ويحلِّلهُ بما يخدم أَجنداتهِ!.
       لقد قيَّم الخطاب المرجعي الْيَوْم حالَ العراق خلال السَّنوات الخمس الماضية وإِلى الْيَوْم بأَدقِّ تقييمٍ وتعبيرٍ على حدٍّ سَواء!.
       ١/ هو أَشار إِلى الإِنجاز العظيم الذي تحقَّق في الحربِ على الإِرهاب ذاكراً أَهمِّ الأَسباب والعوامل وعلى رأسها بعد فتوى الجِهاد الكِفائي، روح التَّعبئة الشعبيَّة واندفاع المُقاتلين للشَّهادة في سَبِيلِ الوطن وتعاوُن الدُّول الشَّقيقة والصَّديقة مُشيراً بشَكلٍ واضحٍ إِلى النَّجاحات السياسيَّة التي حقَّقتها الحكومة السَّابقة كعاملٍ مُهمٍّ سرَّع من وتيرة إِنجاز النَّصر المُؤَزر!.
       ٢/ وفِي طيَّات الحديث أَشار الخطاب المرجعي إِلى الأَسباب والمُسبِّبات التي أَدَّت إِلى أَن يُسيطر الإِرهابيُّون على نِصف الأَراضي العراقيَّة!.
       ٣/ المُهم في الحديث، وهو بيتُ القصيد، أَشار الخطاب إِلى أَنَّ نفس تلك الأَسباب عادت الْيَوْم تتحكَّم بالعمليَّة السياسيَّة وتُسيطر على عقليَّة السياسيِّين! وعلى رأسها [التَّكالُب] على المناصب، وهو وصفٌ دقيقٌ جدّاً ينتبهُ إِليهِ ذوي الذَّوقِ السَّليم والأَدبِ الرَّفيع!.
       ٤/ هذا يعني أَنَّهُ حذَّر من مغبَّة عَودة عقارب الزَّمن إِلى الوَراء وهو جرسُ إِنذارٍ يَجِبُ على الجميع أَن يأخذونهُ على محملِ الجدِّ فلا يغضَّوا الطَّرف عن كلِّ حرفٍ ورد في الخِطاب بهذا الصَّدد!.
       ٥/ لقد جاء الخطابُ ليقيِّم مؤَسَّسات الدَّولة وتحديداً الحكومة والبرلمان، ليُعلنَ وبشَكلٍ واضحٍ وبضرسٍ قاطعٍ أَنَّهما فشلا فشلاً ذريعاً في إِنجاز الحدِّ الأَدنى ممَّا كانَ ينتظرهُ العراقيُّون وعلى مُختلف الأَصعدةِ خاصَّةً مُكافحةِ الفسادِ والخدماتِ ومكافحة  البطالة!.
       وكان الخطابُ يأساً مُبكِّراً من إِمكانيَّة نجاح الحكومة!.
       طبعاً لا أَحد يجرُؤ على المُزايدة أَو التَّشكيك أَو يمكنهُ اعتبار التَّقييم غَيْرَ منصفٍ أَو أَنَّهُ ناقصٌ، أَبداً، فلقد عوَّدنا الخطابُ المرجعي وشخص المرجع الأَعلى على الإِنصاف والدقَّة في التَّقييم لكلِّ شَيْءٍ يخصُّ الشَّأن العام، لأَنَّ مُنطلقاتهُ الدِّين والوطنيَّة والحِرص الشَّديد لحمايةِ المُنجز، بعيداً عن كلِّ الأَمراض التي يُعاني منها السياسيُّون كالحزبيَّة الضيِّقة والمُحاصصة والتَّراضي على حسابِ الحقِّ العام والمصالح الضيِّقة وغير ذلك، والتي كانت، ولاتزال، هي السَّبب الأَصلي في تدميرِ البلد، كما أَلمحَ إِلى ذلك الخطاب المرجعي!.
       ٦/ بعدَ هذا الخطاب فليسَ أَمام الحكومة والبرلمان إِلَّا أَحد خَيارَين؛
       إِمَّا الإِعتراف بالفشل والوعد بالإِصلاح والتَّغيير فوراً لتحقيق الإِنجازاتِ المُنتظرةِ منها، أَو الإِستقالة والدَّعوة لإِنتخابات برلمانيَّة مُبكِّرة!.
       ليسَ بإِمكان أَحدٌ من السياسيِّين أَن يُبادر للتَّثنية أَو التَّأييد أَو تقديم فروض الطَّاعة أَو أَن يُبادر ليُفلسف فحوى الخِطاب وجوهرهِ، فالقاصي والدَّاني فهم ما وردَ في الخطابِ المرجعي!.
       إِنَّهُ أَراد القَول بأَنَّ هذه الحكومة وهذا البرلمان فشِلا فشلاً ذريعاً، ولذلك لا نريدُ أَن نسمعَ منهُما إِلَّا الإِعتراف بهذا الفشل او ليردُّوها على المرجعِ الأَعلى!.
       ٧/ ولا يفوتني أَن أَلفت النَّظر إِلى تعريض الخِطاب المرجعي بتجَّار الدَّم الذين قاتلُوا الإِرهاب تحت راية فتوى الجِهاد الكِفائي لينخرطُوا فيما بعد بالعمليَّة السياسيَّة بذريعةِ [القُدسيَّة] التي اكتسبُوها بجهادهِم هذا والتي تؤَهِّلهم للمُساهمة في التَّغيير والإِصلاح على حدِّ زعمهِم!.
       ولكنَّهم، وبدلاً من أَن يطهِّروا العمليَّة السياسيَّة والسُّلطة من نجاساتِ الفسادِ والفشل، تنجسَّوا بها حدَّ النُّخاع!.
       لقد سحبَ الخطابُ المرجعي الْيَوْم [شرعيَّة] و [قدسيَّة] هذا النَّوع من القِوى السياسيَّة!. 
    ٨/ المرجعيَّةُ العُليا هي أَوَّل من يحقُّ لَهُ أَن يحمي العراق وتضحيات الشُّهداء وأُسرهم من فساد وفشل [العِصابة الحاكِمة] خاصَّةً عندما نشعر جميعاً بأَنَّهُما معرَّضان للخطرِ مرَّةً أُخرى وفِي هذا الظَّرف الحسَّاس والدَّقيق الذي تمرُّ بهِ المَنطقة!.
       وعندما نرى جميعاً أَنَّ الحكومة الحاليَّة تعيدُ الكثير من الأُمور إِلى المُربَّعِ الأَوَّل وتتجاوز على الإِنجازاتِ التِّي حقَّقتها الحكومة السَّابقة!. 
       ٩/ في كلِّ مرَّةٍ يُفاجأ السياسيُّون بالخطابِ المرجعيِ وتوقيتهُ عندما يتحدَّث عن حالِ البلادِ وواقعِ مؤَسَّسات الدَّولة! والسَّببُ واضحٌ! لأَنَّ السُّلطة أَعمتهُم ومصالحها أَغرتهُم وأَموالها أَفسدتهُم ونفوذها أَسكرهُم!.
       ١٠/ تُرى مَن الذي سيعضد هذا الخِطاب؟!.
       المجنونُ فقط هو الذي ينتظِرُ أَن يعضدهُ السياسيُّون!.
       والمخبولُ فقط هو الذي ينتظِرُ أَن تعضدهُ الجماعات المُستفيدة من [العِصابة الحاكِمة] بشَكلٍ من الأَشكال! من ذيول [العجول السَّمينةِ] وأَبواقِ [القائد الضَّرورةِ] أَو من [أَبواقِ الجيران]!.
       إِنَّ الذي سيعضدهُ هُم المُواطنُون الأَحرارِ الذين لا يقدِّمون أَيَّة مصلحةٍ على المصلحة العُليا للبَلد!.
       {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ}.
       ومعَ ذَلِكَ {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
       ١٤ حُزَيران ٢٠١٩
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Twitter: @NazarHaidar2
    ‏Skype: nazarhaidar1 
    ‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media