هل ستنتهي اللعبة حقا؟!!
    الثلاثاء 20 أكتوبر / تشرين الأول 2020 - 06:43
    د. صادق السامرائي
    المنطقة رقعة شطرنجية وميادين تصارعات ومنازلات لا تنفع أهلها , ولا يوجد فيها نظام حكم غير ملعوب به , أو طرفا في اللعبة والنزال.

    فذلك حالها وأحوالها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وتزال , فمسرحياتها متواصلة , والمخرجون يتبدلون , والثيمات تتغير , لكن الهدف هو الضحك على الجمهور وتخديره بالتفاعلات الخسرانية , ومصادرة وجوده وما يمت بصلة إليه جيلا بعد جيل.

    فالجمهور يصفق ويضحك ويبكي ويعاني الحرمان , ويؤمن أنه ليس بإنسان , وعليه أن يتبع ويقبع ويسبح بإسم الكرسي , ويتعبد في محراب القوة والإمتهان.

    المنطقة يموت فيها الأبطال ويهانون , ويعذب المثقفون والمفكرون , ويُطرد منها العلماء والمنورون , وتبقى سوحا متصحرة تعربد فيها زوابع الضلال وتعصف أعاصير البهتان.

    ونورها عليه أن يكون نارا , ونعمتها نقمة , ومسيرتها عثرات وإنكسارات , وخطاباتها ويلات , وأقلامها ترشف من دواة الياس والتشاؤم والخسران.

    فالدين القويم أصبح سقيما , ورموزها الأخلاقية تتوجت بالفساد والإفساد , وأصبحت أيامها مشحونة بالدموع والدماء والأحزان.

    وما تقدم وأكثر من مقتضيات الألاعيب وتفاعلات الغرائب والأعاجيب , ومنطلقات السوء الخصيب , في أمةٍ تؤهل لمحق ذاتها وموضوعها , والتعري على مسارح التغني بالشديد.

    وبعد أن دارت العقود , وبرك على صدرها قرن عنيد , بدأ المهيمنون يفكرون بتغير قواعد اللعبة واللاعبين والإقتراب منها بأسلوب جديد , يجعلها ذات وجع سعيد.

    ويبدو أن الإستعدادات لمنازلات قادمة قد إكتملت , وتجهز اللاعبون , وفرشت الرقعة الشطرنجية على رؤوس الأبرياء الذين عليهم أن يتصملوا في أماكنهم , ويتعاونوا مع اللاعبين لإكمال الأشواط المطلوبة , وبنتائج محسوبة.

    فاللاعب يلعب , والملعوب به يلعب , والجماهير تلعب على بعضها , وكلُّ بها يجري إلى مربعات الخسران , منتظرا صيحة " كش مات"!!

    فإلى متى العمه في الغفلات يدوم؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media