رأي وحوار عن المثقف العراقي … الدور والمسؤولية والخطاب (٢)
    الخميس 22 أكتوبر / تشرين الأول 2020 - 18:32
    محمد ناجي
    واجه العراق ويواجه اليوم أزمات وتحديات خطيرة سياسية/اجتماعية/اقتصادية/ثقافية ، تهدد حتى وجوده ، وفي كل هذا لاشك أن للمثقف دور وعليه مسؤولية ، فهو المنتج للفكر والأدب والفن والعلوم والرأي أيضا ، وليس عبثا أن يسمى (ضمير الأمة - صانع الرأي) . ولتجاوز الدخول في موضوع تعدد وتغيّر (تعريف المثقف) ، لذا نوجه السؤال انطلاقا من تعريفك وفهمك للمثقف ودوره ، 
     
    ١- هل ترى أن المثقف العراقي اليوم بمستوى دوره ومسؤوليته ؟
    ٢- بعيدا عن تأطير الابداع ، هل ترى ضرورة لوجود خطاب ثقافي عراقي عام في ظل فوضى المواقف والمفاهيم المشوهة ؟ 
     
     المشاركة عامة ومفتوحة .
     
    محمد ناجي
    muhammednaji@yahoo.com
     
     
    سعاد هندي - فنانة تشكيلية
     
    لدي وجهة نظر اخرى بمضمون الأسئلة الضرورية في طرحها ، والتي أراها مهمة لاستطلاع ومعرفة ميدانية ، وقد تكون مدعومة بإحصائية عن وجهات النظر المختلفة وارقام قد تساعد على معرفة أين يقف المثقف العراقي اليوم من الصراع الوجودي بين أحزاب فاسدة جاءت للسلطة للنهب ، وشعب مظلوم يريد وطن ، ومدى تأثير المؤسسات الثقافية المرتبطة بالسلطة الفاسدة وما يسمى بالعملية (السياسية) على مواقف المثقف العراقي من هذا الصراع  .
    على سبيل المثال والمثير للملاحظة هو ان غالبية المثقفين قبل الحرب على العراق كانوا مع امريكا بشكل مبطن او علني ، ومنهم من تعاون مع الاحتلال ، ومن حصل على مناصب ووظائف ورواتب والخ مقابل سكوته في وقتها عن الحرب والاحتلال ، وهذا قادهم الى الدفاع عن ما يسمى بالعملية السياسية حينها ، ولكن اليوم وبعد انفجار انتفاضة تشرين أصبح من المعيب عليهم ان يدافعوا عن كل ما مضى ، وصار الجميع يعلن موقفه من العملية السياسية وفسادها ، ويقف نوع ما مع الانتفاضة ، دون الاعتراف بخطأ مواقفهم السابقة !

    جوابي على الأسئلة :
    ١) لا اجد ان المثقف العراقي بمستوى الدور والمسؤولية إلا ماندر ، وهو لا يختلف عن حال التيارات والأحزاب السياسية جميعها  ، والاهم هو اليسار والحزب الشيوعي العراقي ، فهم ما زالوا يقفون خلف الحراك الجماهيري للشعب العراقي ، بدلاً من ان يكونوا قادة لهم ، ولا نستبعد منهم المتفرج ، او ذوي المواقف السلبية والمحبطة التي تشيع ثقافة اليأس وعدم الثقة بأي حراك يحدث اليوم او مستقبلا للشعب العراقي .

     
    ٢) نعم اجد ذلك ضروري ، وهو وجود وثيقة تتوصل الى طرح قيم ثقافية ومبادئ عامة تستند على القيم الانسانية والديمقراطية وحرية الرأي ، ومهمة دمقرطة المجتمع من داخل مؤسسات الدولة ، المستقلة عن هيمنة السلطة ، وكذلك قضية المساواة بين الرجل والمرأة وغيرها من القيم الانسانية المتحضرة .
     
     
                                                                *******
     
    ذكرى سرسم / ناشطة في حراك تشرين 
     
    إذا ما استعرضنا تاريخ الشعوب التي ناضلت لتنال حريتها ، ومفهوم الحرية هنا اقصد به التحرر من سطوة التقاليد والأعراف ، سنجد أن " المثقف" والمقصود به هنا الفنان والأديب والصحفي المستقل ، قد لعب دورا كبيرا وتعرض للملاحقة والاغتيال والاعتقال بسبب تخوف السلطات الحاكمة من تأثير ما يكتبه او ما يقدمه من نتاج ثقافي .
    ولو قارنا ما جرى في تجربة ثورة تشرين وموقف المثقف نجد أن لدينا مشاركات وتأثير فاعل لأسماء مهمة في حركة التشكيل او المسرح او الشعر والكتابة والصحافة . هنا تردني بعض الأسماء منهم الصحفي الشهيد أحمد عبد الصمد ، الذي اغتيل في البصرة نتيجة كتاباته وتقاريره ، والفنان الرسام محمد مسير الذي وثق للحراك ورسم عددا من اللوحات ، والفنان النحات رضا فرحان الذي واكب ساحة التحرير بشكل شبه يومي
    الشاعر جبار المشهداني
    الصحفي هيوا عثمان
    الكاتب أحمد السعداوي
    نقيب الفنانين جبار جودي
    الممثلة الاء حسين 
    وأسماء كثيرة
     
    كانت هنالك صعوبة في الإعلان عن خطاب موحد لعدة أسباب أهمها أن النقابات المعنية كلها مازالت تعمل وفق القوانين القديمة التي تعود لحقبة قبل ٢٠٠٣ و أغلبها مرتبطة بالحكومة والأحزاب لذا فإنها آثرت الصمت ، ولم نسمع لها أي بيان بالرغم من القمع ، الذي مارسته السلطات والعدد الكبير للضحايا ، لذا نجد أن البيانات والعمل الحقيقي قامت به عدد من منظمات المجتمع المدني المستقلة ، مثال على ذلك نحن في (منظمة برج بابل) عملنا على جمع بيانات الضحايا و قدمناها للمؤسسات الدولية في ديسمبر ٢٠١٩ ، وبقيت سرية ولم نعلن عنها إلا بعد تشكيل الحكومة الجديدة . نسيت أن أذكر أسماء المصورين المحترفين الذين وثقوا تفاصيل في ساحة التحرير وأبرزهم هاتف فرحان .
    س : ولكن هل ترين أن من ذكرتي من أسماء ، وهي تستحق الذكر والإشادة ، هو العدد الأكثر من مثقفي العراق ؟ ألم يقف الكثير من المثقفين حتى مع القناص والجلاد بالأمس واليوم ، وعملوا على اشاعة وتبرير مفردات الجوكر وعملاء السفارات والطرف الثالث … الخ ؟
     
    - نحن نتكلم عن نخبة وأسماء مؤثرة ، أنا لا أتحدث عن ٢٠ ألف عضو في نقابة الصحفيين ، ولا عن ١٠ آلاف عضو في نقابة الفنانين ، ولا عن آلاف الأعضاء في اتحاد الأدباء . النخبة ممن لديهم متابعين ومعروفين على المستوى العربي والعالمي وهذه الأسماء التي ذكرتها كلها كانت فاعلة في الحراك .

    س : وما رأيك في فوضى الخطاب ، حتى أن البعض يصرح في الفضائيات ويدافع عن العمالة لإيران مثلا بحجة ( المذهب ودفاعها عن العراق ) ؟ والآخر لا يشعر بأي حرج ، ولا يتعرض لاستجواب بسبب دفاعه عن دول الخليج واستلامه المال منها ؟ وهناك من يدافع عن دول اخرى ، حتى اختلط مفهوم الوطنية بالعمالة ، التي أصبحت وجهة نظر ! 

    - هذا الخطاب يمثل حملة السلاح . اليوم الكل يتردد في الظهور والحديث في الأعلام بسبب التهديدات والاغتيالات وغياب محاسبة المتورطين بالجرائم . لقد أدى أغتيال هشام الهاشمي إلى تردد الكثيرين من المستقلين من الظهور والحديث في الإعلام . إيران سلاحها الوحيد اليوم هو الإعلام والجيوش الالكترونية وأغلب الفضائيات العراقية مرتبطة بها وممولة منها بشكل مباشر ، ولذا لن تجد شخصا مستقلا أو معتدلا يقبل الظهور على قنوات العهد والاتجاه و النجباء وغيرها .

                                                                  *******
    صالح الحمداني - اعلامي

    1- المثقف العراقي ليس بمستوى دوره بسبب الإرهاب الفكري الذي يسيطر على العراق بالكامل .                                                   
    2- ضروري جدا أن يكون هناك خطاب ثقافي عراقي عام ، يقود الوعي المطلوب في المجتمع العراقي الذي تسيطر عليه قوى التجهيل .   

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media