ماكرون والربيع العربي الثاني
    السبت 24 أكتوبر / تشرين الأول 2020 - 20:49
    د. ميسون البياتي
    صلى الله على محمد , أللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين  
    استوقفتني الحمله الهائله التي تقاد الآن عبر مواقع التواصل الإجتماعي للرد على الموقف الذي اتخذه الرئيس الفرنسي ماكرون بإهانة كل أمة المسلمين من خلال إصراره على نشر كل ما يسيء الى نبيهم الكريم 
    ما أثار غضب  الرئيس الفرنسي حسبما يقال هو قيام مراهق شيشاني عمره 18 سنه بذبح معلمه الفرنسي , تبعه أن فرنسا ترغب طرد 231 أجنبي مدرجين على قائمة مراقبتها للإشتباه في تبنيهم معتقدات دينيه متطرفه قال عنهم وزير الداخليه الفرنسي جيرالد درمنان أنهم يقيمون بشكل غير قانوني وملاحقين بتهمة التطرف بينهم 180 في السجن   

    تعالوا نتحدث عن حكاية الصور المسيئه للنبي عام 2005 . في هذا العام قام رسام دنماركي يعمل في مجله للأطفال برسم رسوم للأطفال تخص قصه تتحدث عن الإسلام . سنعرف السبب لاحقاً قامت صحيفة يولاندس الدنماركيه بأخذ هذه الصور من قصة الأطفال ونشرها في الصحيفه , لكن النشر لم يحدث دوياً كان متوقعاً , لهذا في العام 2006 قامت الصحف : ماغازيت النرويجيه , دي فيلت الألمانيه , دي سوار الفرنسيه وصحف أوربيه ( وكلها بغرض واحد ) بإعادة نشر تلك الصور 
    صحيفة دي سوار الفرنسيه يملكها مصري قبطي اسمه ( رامي لكح ) نشر الصور على طريقة ( والله ماعرف ) وحتى تؤدي الصور الغرض من نشرها , قام اسلامي يدعى ابراهيم الأبيض واحد من خلايا الأخوان المسلمين التي قام حسني مبارك بتسفيرها خارج مصر بعد قيام الأخوان بقتل السادات فحكموا بالإعدام ولم يحصلوا على التخفيف بغير المغادره والعمل لصالح المخابرات المصريه مثل الظواهري والقرضاوي والشيخ الضرير المتهم بتفجير مبنى التجاره العالمي في اوكلاهوما وغيرهم 
     قام ابراهيم الأبيض بالكتابه وإرسال الصور الى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الذي صافح شمعون بيريز وحين قامت عليه الدنيا قال : هو ده بيريز؟ والله ماعرف . هذا الشيخ قام بتزعم حمله للدفاع عن النبي بتهييج مشاعر جماهير المسلمين حول العالم , فخرجت المظاهرات وخربت المباني وأحرقت المكتبات ومات العشرات . هذا الهياج أدى الى إلتحاق مئات الشباب في تنظيمات جهاديه ساهمت في إشعال الربيع العربي الأول ورأينا ما جرى في الموصل  , ونرى حتى اليوم ما يجري في سوريا وليبيا 
    نعود الآن الى ماكرون .. ماذا يثبت أن قصة ذبح الفتى الشيشاني لمعلمه هي قصه حقيقيه ؟؟ ألا يحتمل أن تكون قصه مزيفه وذريعة لنشر كل ما يسيء الى نبي الإسلام وشخصه الكريم ليس المقصود , لكن الغرض هو إثارة مشاعر كل مسلم  ؟

     نهاية العام الماضي نشرت هذه الموضوع على الموقع:

    ونعود اليه هنا في هذا الموضوع , تحقق نشر وباء كورونا ورافقته الضائقه الإقتصاديه , تركيا تتنمر على سوريا وليبيا , التطبيع المنفرد المتخاذل قائم على قدم وساق من فوق ومن تحت الطاوله , مملكة الجبل الأصفر تم تعيين ملكها ووزرائها وتنفيذ بعض أبنيتها التحتيه .. لم يتبقَ غير تشكيل تنظيمات جهاديه جديده تتولى تقسيم الشرق الأوسط الى إمارات وممالك جديده لتتكامل خريطة الشرق الأوسط الجديد 
    علينا المساهمه بالشجب والتنديد والمقاطعه وأن لا نندفع أكثر من هذا ... الإندفاع الحاد هو المطلوب لأنه سيدمر أوطاننا .. لا تسمحوا لواحد مثل ماكرون أن يتلاعب بمقدراتنا 

    د. ميسون البياتي 

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media