الإنزعاجية!!
    الأربعاء 25 نوفمبر / تشرين الثاني 2020 - 07:03
    د. صادق السامرائي
    إنزعجَ: تضايق وقلق
    الإنزعاج: التضايق والقلق
    لو سألتَ المواطن في مجتمعاتنا لأبدى قلقه وإنزعاجه من كل شيئ في البلاد , فهو منزعج من نفسه وظروفه الحافة به , فالعيش ليس سهلا , وتوفير الحاجات الأساسية صعب وقاهر , فالحكومات تحكم بالحرمان من الحاجات , لكي ترهن المواطنين وتعذبهم , وتستثمر في مصادرة حقوقهم الإنسانية الأساسية , وبذلك تحقق نهب ثرواتهم ومحق دورهم الحضاري ووجودهم.
    وهذا ديدن مناهح الحكم في مجتمعاتنا الفاقدة للسيادة وحرية تقرير المصير, والتابعة لقوى إقليمية وعالمية تمتهنها , وتعزز بها مصالحها وترسم مشاريعها وتنجز أهدافها.
    والإنزعاج طاقة سلبية لها تداعياتها وتأثيراتها السلوكية القاهرة لقدرات التقدم والتفاعل الإيجابي بين أبناء المجتمع الواحد , وبين المجتمع وحكوماته المزعجة , التي تزرع في نفوس المواطنين أسباب العدوان عليها ومعاداتها , والعمل على تدميرها.
    وبهذا فالعلاقة تآكلية إستنزافية تهدر الطاقات والقدرات الوطنية , وتؤهل الواقع  ليكون سوحا لصراعات ونزالات ذوي المطامع والغايات السيئة.
    وكلما تنامت المشاعر الإنزعاجية , تعاظمت الخسائر وتدهورت أحوال البلاد والعباد , ودخل المجتمع في متاهات الوجيع الشديد.
    ولابد للحكومات فهم هذه المشاعر وتهذيبها بالعمل المسؤول , الذي يمنح المواطن شعورا بالأمان , وأن ترعى مصالحه وتهتم بمستقبله , ويأتي في مقدمتها نسهيل حصوله على الحاجات الأساسية , وتأمين حقوقه الإنسانية , وإحترام قيمته.
    فهل من قدرة على وعي قيمة الإنسان؟!!

    د-صادق السامرائي
    12112020
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media