المطالبة بأقرار قانون العنف الأسري.. ضرورة وطنية؟
    الخميس 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2020 - 18:33
    د. عبد الجبار العبيدي
            منذ أكثر من اربعة عشر  قرناً مرت على الدعوة المحمدية ، ونحن لا زلنا في بداية الطريق لم نتقدم خطوة واحدة الى الأمام ،لا بل تراجعنا  الف خطوة الى الوراء.العالم يتقدم بسرعة ويحقق المستحيل، ونحن ليس لدينا سوى  انتاج الملايين من كتب التراث المذهبية التي دمرت المجتمع و حقوق المرأة والتي لا تستحق الا محارق التاريخ ، ولو استثمرت اموالها بدلاً منها لبنينا فيها الف مدرسة كل عام للمتعلمين..وسط هذه المفاراقات القاتلة الكبيرة ،ألم يحق لنا أن نتسائل ،أين مصداقية دعوة مؤسسات الدين وسط هذا الهوس الديني المُفرق الكبير، من الخلاف والأختلاف بين الفِرق الدينية المُنتحلة باسم المذاهب المخترعة من فقهاء الدين ؟من أمثال داعش والقاعدة والأحزاب الأسلامية  التي استباحت المراة بأعتبارها وما ملكت أيمانهم ..التي ورثوها من السابقين..  ؟.
    نحن نؤمن بأن الرسالة المحمدية جاءت بعد  رسالات سماوية عديدة محدودة النفع والتطوير،.ولكن ماذا استفدنا منها غير العداوات والتفريق في الحقوق بين الرجل والمرأة والتخريب بين المسلمين والمؤمنين .ولا زلنا الى اليوم لم نعطِ تعريفاً للأسلام يحدد لنا معالم الطريق؟  ولم نعرف المطلق الآلهي في المحتوى والنسبي ،فالنص ثابت لكن المحتوى متغير ليلائم التحريك التاريخي للزمن وفق فهم القرآن المجيد ..لكن هؤلاء ومن امثالهم من يحكمون اليوم بمليشيات القتل  والتدمير يدعون انهم الاسلام ولا غير.
    والرسائل الدينية الآيديولوجية تحمل أفكارا وأن اختلفت في مراميها ، فكيف اذا كانت أيديولوجية الأسلام تحمل أفكارا آلهية  ؟ والرسالة المحمدية كاملة التصديق ،أختير لها منا مبشراً بالغ الرشد صادق أمين. .فأين من به يعتقدون ..بعد ان دمروا نصف المجتمع" المرأة "بحجة انها عورة جنس..لا دين؟ وهم يرددون ان فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين..لكنهم يرفضون قوانين المرأة في الاصلاح والتغيير..الم يكونوا منافقين..؟
    يقول الحق : وما أرسلناك الا رحمة للعالمين،الأنبياء 107).أما كان يجب خلال كل هذه السنين أن نكون أحسن الموجودين أو على الاقل بمستواهم في العمل والتنفيذ؟.ولكن بعد أكثر من سبعة  قرون نسقط وتحتلنا المغول.ولا زال المغول الجد يحكمون؟ 
    أفلا يحق لنا من هذه الأيمانات المفروضة علينا  ان نسأل :اين مصداقية هذه الرسالة،في مكة ، أم  في بغداد ، أم في طوكيو، أم في باريس،وليس في القرن الحادي والعشرين الميلادي فقط ، بل في القرن الاول الهجري والعاشر أوالتسعين؟ وهل ما نسمعه في الخطب والاذاعات والفضائيات - وما أكثرها لغواً وتهريجاً-  هو الاسلام في كينونته الذاتية، أم هو الأسلام التاريخي  الذي ساهمت في تكوينه ظروف الخطأ التي عايشها في مجتمعات الخطأ التي لازالت كما هي دون تغيير.
     فهل أنطبع الأسلام بطابعها الأجتماعي  تارة ،والسياسي تارة أخرى ، والمذهبي الطارىء عليه تارة ثالثة. ولا زلنا نريد العودة للماضي السحيق( والعودة عبر الزمن مستحيلة).أما آن الآوان لأن نعرف القانون الذي يحكم الظاهرة الذي يفرض نفسه على كل ميلاد مجتمع. كما يفعل العالم الطبيعي اليوم .
    فأذا قبلنا بالرأي الذي يقول ان الأسلام شيء وما نراه ونسمعه شيء أخر،أو ان الاسلام شيء والمسلمون شيء اخر،فهذا يعني ان الاسلام يعيش في لغة الناس وليس في واقعهم،أنه يعيش في فراغ قاتل بعيدا عن التطبيق وهذا عين الصحيح. اما يحق لنا ان نجمع كتب التفسير والفِرق الأسلامية  وما فيها من خلاف وأختلاف ونتلفها في بحر الظلمات الذي لا يرحم الغرقى والجاهلين؟ ونبعد المرجعيات الدينية كلها نن مستقبل المسلمين .. وهل سيكون علينا وزر الكافرين؟ لا بل ستنزل علينا رحمة رب العالمين.
    الجواب في التفتيش عن الاسلام يشكل أشكالية كبرى اليوم في عالم الاسلام والمسلمين ،والتصدي لهذه الأشكالية هي الأكبر مادامت قيادات الامة تمنع الاسلام الحقيقي من التطبيق من امثال خونة التغييرفي عراق العراقيين  وقتلة العلماء والمفكرين وأصحاب القوانين المبتكرة ضد الرأي والمفكرين "قانون المعلوماتية مثالا" وغيرهم كثير .. خوفا على امتيازاتها المسروقة من الاسلام والتي يرفضها الاسلام جملة وتفصيلا ،والا من يصدق ان الاسلام في أفغانستان والعراق وايران هذا هو اسلام محمد مادام السيف والنطع  وحكم السراق والمزورين الفاسدين للمخالفين.؟ .
     وستبقى أمة محمد أمة مهانة متخلفة لن يكتب لها التقدم،الى أبد الأبدين مادامت بأيدي المنتفعين المتسلطين الذين يزيدون الاسلام تراجعاً وتخلفاً عبر السنين،دينهم الأستغلال ومنهجهم قتل المخالفين والاسلام يقول"لكم دينكم ولي دين" .اسلوبهم تدمير المرأة عبر السنين ..فلا تقل داعش لكن الغالبية هم من الداعشيين . وها ترى الوطن الأسلامي اليوم يقوده الخانعين اللاهثين وراء السلطة والمال والجنس اللعين الذين كانوا البارحة يمنون الناس بالنعيم وهم كاذبون؟ هؤلاء الخاضعون لكل الناكثين العهد والحاقدين على الأنسانية أجمعين. 
     والخلافة وسلطة الحكم يريدونها لهم دون الاخرين..  وعلى الناس كل الواجبات بلا حقوق غير مؤَمَنين هم وأولادهم ونساؤهم عند العم سام مرفهين وهم مي متعة النساء غارقين وحتى مكاتب رسمية لها فاتحين لأذلال المرأة عاملين  ، وقديماً قيل "ما سُل سيف في الأسلام مثلما سٌل على الخلافة".أمر محزن هذا الذي نعيشه اليوم في وطننا العراق دون تغيير. لاندري بعد هذا الزمن الطويل اين نبحث عن الاسلام ، وفي أي زمن نريد؟ ..وهم مخولون من الله ان يحكمون بلدا بالنار والحديد 
    نبحث عنه في مكة او الزيتونة او النجف الأشرف أوالقدس،وهل نبقى نجري وراء الفقهاء الآولين الذين عاشوا قبل أكثر من الفٍ من السنين ،فشكرا لما قدموه من فضائل لكن زمنهم انتهى اليوم والزمن يلعب دورا في عملية التغيير،فكفى لطما على الخدود وتخدير الناس بترهات لا يقبلها حتى الجاهليين ام سنبقى ننتظر المهدي المنتظر وولي الفقيه رواد الغيب والغيب لا يعلمه الا رب العالمين.."لو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسني السوء..قرآن مجيد"،أم بعيوننا نحن اليوم نبحث عن اليقين؟ وهل هم يقبلون ان نبقى متخلفين ؟. نعم يقبلون ولا خلاص لنا الا بصرخة الجميع ضد ظلم الظالمين الكافرين بكل القيم والدين ..وتقف المرأة اليوم في الصف المتقدم من الثائرين....
    ومجاهدات تشرين مثالاً؟
    .نحن نؤمن ان القرآن منزل من الله،الى محمد الأمين ،وهو خاتم الانبياء ورسالته مصدقة من رب العالمين وهم لا يؤمنون لا بالقرآن ولا بمحمد ،ولو كانوا يؤمنون لصدقوا ،ولكن هم لا يسمحون بأي فهم لكتاب الله  خارج عما فهمه الطبري والسيوطي وأبن كثير والبخاري ومسلم والمجلسي مزور الحديث ، ولا يقرون ،لا بل لايسمحون لأي رأي أو اجتهاد لم يرد  في كتب التراث القديم.فعلينا ان نبقى مع القديم على قدمه دون أعتراض او تفكير...هكذا فقهاء الدين يريدون ان نبقى دون تغيير ؟
    هم يؤمنون بصدق قوله:( كنتم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس،آل عمران 110). لكنهم لا يؤمنون الا بكلمة كنتم للماضي فقط وان الامة هي امة الماضي لا الحاضر والمستقبل  ،وليس لأمة بعدها ان ترى أو أن تفهم  أو أن تجتهد  وتحلل وتقول...؟.ويرافقها كل هذا الشر المستطير..؟
    هم ضد التغيير والتطوير،هم مع عربة الحصان،فهو حصان الله كما كانوا يسمونه الأندلسيون، لا السيارة او الطيارة او الانترنيت - لكنهم يستعملون-  ،يطالبون لتحقيق صلاحية الرسالة ،ولكن بأعادة عجلة التاريخ الى الوراء،ناسين أن سيرورة التاريخ متطورة  لا تتوقف، فما بالهم بأعادتها الى الخلف وهم لا يستطيعون ، وهذه من سُنن الله الكونية ،ولن تجد لسنة  الله تبديلا،هم يسمعون للأزهر وحوزة النجف ولا يسمعون لأديسون وشتاين..هذه أمة تريد ان تقنعني انها امة حضارة السنين..؟
    فأين حقوق الانسان و المرأة منها ؟حقوق المرأة في الغرب واليابان والصين ،فأذا مات زوجها فهي مضمونة ،واذا طلقت فهي مضمونة في القانون ..أما المرأة عنددنا ما زالت في خانة  (وما ملكت أيمانهم ) الا من لهن حظ عظيم من نساء الحاكمين؟والبقية جاهزة للمتعة والمسيار وللعمامة الملونة في بيوت المتعة(دعارة المسئولين) قاتلة اليقين...؟
    قلنا ان الاجابة على ما طرحناه من أسئلة اشكالية كبيرة جداً، وان التصدي لها اشكالية أكبر ، والتصدي لا يمكن ان يثمر الا اذا وضعنا اليد على الجريح النازف الكبير .
     علينا اولا ان نفهم فقه المرأة قبل ان نكتب ونؤلف الجمعيات الروتينية التي شبعنا منها يا مؤسسة بنت الرافدين .. وما ما وصلنا أليه من أصول، على فقه المرأة  وآيات المواريث،الذي ينتج منه علم جديد للمواريث،يختلف عن السائد الآن في علم الفرائض والتنزيل الحكيم .فاين مساواة الحقوق بين الآدميين في الأرث بين الذكر والأنثى كأفراد،بل سوى بين الذكور والأناث كمجموعات. وهذا طرح جديد بحاجة الى تعريف.
    أما الحجاب والعزل بين الجنسين والوأد والرجم والقوامة والطلاق بالثلاث والنشوز، وقانون العشائر المتخلف (كصه بكصه)الى اليوم لم نسمع منهم غير الرغبة في التنفيذ القديم ،فأين الحقوق التي بها تدعون ؟..مادام اعداء المرأة يحكمون..؟
    ،وسنحاول ما أمكننا من جهد من عرض هذه الموضوعات للقارىء الكريم مستقبلاً ، لعله يقتنع ان الأسلام المطبق اليوم هو غير أسلام محمد (ص)،فهل سننتبه ام نبقى في عالم التيه والضياع من الغارقين....... كفاية..يا مؤسسات الدين قاتلة حقوق المرأة والآدميين..؟
    اليك ايتها المرأة ..وانت تطالبين بحقك في قانون العنف الأسري ان تكوني ثورة ضد عقول المتخلفين من العمائم ومؤسسات الدين التي انتهى زمانها اليوم  الى ابد الابدين.
    لا تسمعوا الرئاسات الثلاث في العراق وما ينادون به باطلاً..انهم هم المعوقون ..ولحقوق المرأة قاتلون  ولحقوق المواطنين ناكرين ..  وعن مليشيات القتل والاجرام صادين..فأين من يدعون الدين من المهرجين..واي دين ؟

    jabbarmansi@gmail.com

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media