اسرائيل وسياسة الكيل بمكيالين نوويا.. دراسة حالة أغتيال فخري زاده
    الأحد 29 نوفمبر / تشرين الثاني 2020 - 21:21
    أ. د. جاسم يونس الحريري
    خبير دولي معتمد في الشؤون الخليجية
    شكلت عملية  أغتيال  أبرز عالم نووي في ايران( البروفيسور محسن فخري زاده) السبت في  الثامن والعشرين من نوفمبر2020 أكبر أستهداف  للمشروع  النووي  الايراني بعد  أن ذكره رئيس الوزراء الاسرائيلي(بنيامين نتنياهو)في عرض قدمه في عام2018 يتهم  ايران بمواصلة  السعي لامتلاك  أسلحة نووية ، حيث قال نتنياهو حينئذ ((تذكروا ذلك الاسم فخري زاده)).وقد يكون أستهداف زاده هو الاستهداف الخامس (لاسرائيل)في أطار تقزيم قدرات ايران النووية ، أذ كان أربعة  علماء نوويين ايرانيين أخرين قد قتلوا في طهران منذ عام2010.
    ويطرح تساؤل مهم :-لماذا تستهدف(اسرائيل) القدرات النووية لايران سواء المادية والبشرية ، وتمتنع  عن الكشف  عن قدراتها النووية؟.أن الاجابة عن هذا التساؤل له علاقة بسياسة (اسرائيل) النووية المتمثلة الكيل بمكيالين  تجاه  الملف النووي في المنطقة .أذن ماهي طبيعة  هذه السياسة؟تشير الدراسات بأنتهاج (اسرائيل)سياسة غموض  السياسة  النووية التي يتسخدمها الساسة الاسرائيليون في كل ماله  علاقة بأمتلاكها  أو عدم أمتلاكها  للسلاح النووي ، والحفاظ  على هذا الموضوع كأحد أسرار (اسرائيل)العسكرية ليكون سلاحا ترهيبيا  تلوح به أمام  الدول العربية والاسلامية في ساعة  الخطر.
    وفي هذا  الاطار يطلق السياسيون الاسرائيليون من عدة سنوات تصريحات يعبرون فيها  عن (اسرائيل) لن تلتزم  الصمت  ، والهدوء في حال دخول السلاح النووي  الى منطقة الشرق الاوسط  وهم بذلك يشيرون الى رفضهم القاطع لامتلاك أية دولة غير (اسرائيل)في الشرق الاوسط لهذا السلاح  ، ومارست حكومات (اسرائيل) المتعاقبة ضغوطا ، سياسية ، وأعلامية على  الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية  لمنع ايران من تخصيب اليورانيوم ، وفرض العقوبات عليه.
    ولكن في نفس الوقت كشف (أيهود أولمرت)رئيس حكومة (اسرائيل) عام2006 أن ((اسرائيل تمتلك سلاحا نوويا أسوة بعدد من دول الشرق الاوسط))وهو بهذا يكون قد أقر ، وأعترف بصورة شبه رسمية عن وجود السلاح النووي  في (اسرائيل)، وأن مفاعل (ديمونا)ليس لاغراض مدنية فقط، أنما عسكرية ذات تطور كبير في هذا المجال ، وبالرغم من كل هذا تبقى (اسرائيل)تعالج الملف النووي  في الشرق الاوسط بمكيالين ، فهي  من ناحية لاتكشف عن قدراتها النووية ، ومن جانب أخر تستهدف أي دولة عربية أو أسلامية تحاول تنمية قدراتها النووية كايران.


                                                                           أ.د.جاسم الحريري
                                                            أستاذ العلوم السياسية والعلاقات  الدولية
                                                        للاتصال بالكاتب:- jasimunis@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media