المشهد الكردستاني... الصورة والواقع
    الأثنين 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2020 - 09:19
    [[article_title_text]]
    (ناس) كردستان: سامان نوح - يصعب وصف واقع القوى الكردية هذه الأيام، تراها جبارة قوية راسخة ممتلئة الأرداف وتتمايل ثقة بحضورها البهي وجماهيرها العريضة التي يضربها "اليأس والحزن والعوز"!  

    تراها مقدامة ثائرة، والشلل يضرب هياكلها ومكاتبها السياسية والقيادية فلا تعرف لها موضعاً ومقاماً.  

    تراها تزدان بجمالها ووقارها وهيبة حضورها، وهي العاجزة منذ سنوات عن وضع دستور وقانون واستراتيجية بقاء وبناء؟  

    هي تلقي عليك أحلاما مهيبة وتطلعات كبرى، وهي أعجز عن استعادة ما خسرته ودفعت ثمنه "جبالا من التضحيات" طوال عقود.  

    هي تبشر بمواقف عظمى، وهي تخفق في رسم رؤيتها لاعادة التوازنات المتزلزلة والمحترقة.  

    هي تواصل نزيف أرصدتها داخلا وخارجا. فحضورها الاقليمي يخفت، والدولي يتلاشى، وما عاد يحسب لها ذلك الحساب الثقيل في بغداد.  

    سياساتها التكتيكية ما عادت تجدي، ووجوها التمثيلية هناك أعجز من أي قول وفعل.  

    هي تواصل ضياعات وخسارات الداخل بنزيف جمهورها "الوفي-المريد" الذي يلقي عليها كل يوم سيول الانتقادات الجارحة، طارحا الأسئلة التي ماتزال معلقة منذ سنوات بلا اجابات: هل يعقل ان مبيعات صادرات أكثر من 400 الف برميل، وعدة معابر دولية ومحلية غير قادرة على تأمين 50% من الرواتب كل شهر؟!..اذن لماذا تصرون على البيع المستقل؟ وتضعون ابناءكم في خانة الضيق والعوز والحرج؟...ومن أين لكم كل هذه الخيرات والاستثمارات والشركات والمقاولات التي لاتخطئها عين؟!  

    قوى تقر خارج البيانات، ان الفساد أكبر من ان تتمكن من مواجهته، وان توحدها غائب، وشراكتها الحقيقية مستحيلة.  

    وان سيل الوعود والخطط كلها أضحت في مهب المصالح والعواصف.  

    وان العائدات في كل المجالات باتت قبض ريح.  

    قوى لا تستطيع داخل بيوتها المحصنة عقد اجتماع واحد للمكاشفة.  

    قوى لا تستطيع الجلوس معا على طاولة واحدة لتحديد مسارات رؤية لحل المشاكل المتفاقمة؟  

    لا تستطيع بعد "انقلابة" قطع الـ320 مليار دينار، وعقب جوقة أناشيد حماسية ودستة بيانات ثورية، ومرور اسابيع على صدمة ومحنة موظفيها "الذين يأنون عوزاً" ارسال وفد الى بغداد.  

    قوى لم تعد تستطيع بناء خطاب سياسي دعائي جديد، ولا اعادة تسويق خطابها السابق الذي التهمته التجارب؟  

    لكنها جبارة عتيدة معتدة واثقة ببقائها ورسوخها الأبدي.  

    فتكتفي بعد كل صدمة وجولة من التصعيد والتهويل والقال والقيل بارسال رسائل "شجب" أو "عتب" الى بغداد، وتقديم بطاقات الشكر والامتنان لموظفيها الصامدين بكل عنفوان!  
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media