قالوا ونعمَ ما قالوا!!
    الأربعاء 2 ديسمبر / كانون الأول 2020 - 06:47
    د. صادق السامرائي
    أمطرني صديقي بعشرات الأقوال التي قالها الأجانب بحق النبي الكريم , وكأنه يريد أن يقنعني أو يقنع نفسه بحقائق وخصال سلوكية ننكرها بأفعالنا , ونصدقها بالقول الأجتبي!!
    ترى أ يحتاج المسلم الواعي العارف بدينه وسيرته نبيه لأجنبي ليذكره بأخلاقه؟!!
    هذه سلوكيات نقوم بها عن غفلة أو جهل , ونتصور بأننا غيارى على ديننا ونبينا , ولا نجرؤ على سؤال أنفسنا , ماذا نعرف عن ديننا ونبينا , وماذا قدمنا , وهل أعمالنا تمثل الدين وتعبّر عن بعض خصال نبينا الكريم وما دعانا إليه؟
    تلك الأسئلة حرام , إذ نرى بأننا نمثل الدين القويم , وكل منا هو المسلم المِثال , وإذا سألته عن معنى كلمة في القرآن يهب بوجهك غاضبا ويحسبك تهينه!!
    إنها سلوكيات تبعية , تمثل فقدان الثقة بالذات والموضوع والهوية , والتوهم بأن الأجنبي هو المقياس وعين الصواب , وما عندنا دون ذلك , ولا يستحق النظر والتقدير , ولهذا ننكر ما لدينا من القدرات والطاقات والإمكانات الأصيلة.
    صديقي العزيز لماذا ترسل هذه الشهادات , أ تريد أن تقنعني بأن نبينا الكريم على خلق عظيم , أم أنك لا تعرفه وتريد من الآخرين أن يعرِّفوك به , ويعددون لك خصاله , ويذكرونك بأن عليك أن تعرف نبيك؟!!
    يُحكى أن جمال عبد الناصر سأل ماو أن ينصحه , فتعجّب ماو وسط دهشة سائله , وقال بما معناه: أ تسألني النصح وأنت من أمة ذات أغنى تراث , أنا الذي يجب أن أطلب منك النصح!!
    وما يفعله صديقي يقوم به الملايين من المسلمين في زمن التواصل السهل السريع , وبهذا يحررون أنفسهم من العمل الجاد المعبِّر عن جوهر الدين , مما يعني أن الأمة تتقهقر وتسير نحو وديان الإتلاف الحضاري  , وقد صار فعلها أقوالا وحسب!!
    فهل من وعي الدين العمل؟!!

    د-صادق السامرائي
    22112020
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media