بعضُ الحقائقِ المُتعلِّقةِ بملفِّ القوَّاتِ الأَجنبيَّةِ
    الأثنين 23 مارس / أذار 2020 - 06:43
    نزار حيدر
    لوكالةِ [مِهر] للأَنباء؛   
    *لِماذا تصِفُ [الميليشيات] القوَّات الأَجنبيَّة بالمُحتلَّة؟ [القِسمُ الأَوَّل]                      
    *التَّالي؛ هو نص الحِوار الصَّحفي المُفصَّل الذي أَجراهُ الزَّميل مُحمَّد مُظهرِي مُراسل وِكالة [مِهر] للأَنباء يَوم الخميس المُنصرم [٣/١٩] والذي نشرتهُ الوِكالة في موقعِها الرَّسمي يوم أَمس السَّبت [٣/٢١].
       س١/ كيف تقرأ عمليَّة إِغتيال سُليماني والمُهندس؟.
       ما هي أَهداف واشنطن من إِستهداف القيادات التي حاربت [داعِش] وهزمتهُ في العراق؟.
       ج/ هي جريمةٌ وعدوانٌ بكلِّ المقاييس.
       لقد أَراد بها الرَّئيس ترامب ترضِية نُظُم القبائِل الإِرهابيَّة الحاكِمة في دُول الخليج.
       كما بعث بها رسالةً إِلى الإِرهابيِّين حول العَالم.
       فمثلاً؛ بينما كانت طائرتهِ المُسيَّرة تغتال الشَّهيدَين في بغداد، كان مبعُوثوه يُجرُون حواراً مُباشراً مع [حركة طالبان] الإِرهابيَّة والذي إِنتهى إِلى إِتِّفاقٍ بين الطَّرفَين.
       وعندما تغتال واشنطن قيادات طالما كانَ لها الدَّور الكبير والمُباشر في الحربِ على الإِرهاب حتى عدَّهُما المرجعُ الأَعلى في رسالةِ التَّعزية [من قادةِ النَّصر] في تلك الحرب، فهذا يعني أَنَّها تُريدُ أَن تُصادر كلَّ الجهود التي أَنتجت النَّصر على الإِرهاب لتُسجِّلها باسمِ الرَّئيس ترامب، وهو أَمرٌ طالما فعلهُ في قضايا كثيرةٍ، لتوظيفِها في حملاتهِ الإِنتخابيَّةِ القادِمة.
       إِنَّهُ يتجاهل الدَّور المِحوري والأَساس لفتوى الجِهاد الكِفائي وللحشد الشَّعبي تحديداً ولتضحياتِ العراقيِّين البواسِل في تحقيقِ الإِنتصارِ النَّاجز.
       كما أَنَّ واشنطن تسعى بمثلِ هذهِ الجرائم البشِعة، لإِضعافِ مِحور المُقاومة الذي تقودهُ طهران ضدَّ هيمنتَها وحليفاتَها من نُظم القبائل، على المِنطقة وخَيراتها واتِّجاهاتها المتعلِّقة بالأَمن والإِقتصاد وغيرِ ذلك.
       إِنَّها، بالتَّالي، مُحاولة لحمايةِ أَمن الكِيان الصُّهيوني وتمرير ما يُسمى بصفقةِ القِرن والتي وُلدت ميِّتة بعد أَن رفضَها الطَّرف الآخر المعني بها وأَقصد بهِ الفلسطينيُّون.
       س٢/ هل ترى أَنَّ مشروع إِخراج القوَّات الأَجنبيَّة من العراق قابلٌ للتَّطبيق على أَرضِ الواقع؟.
       ما هي سُبل تحقيقِ ذلكَ؟.
       ج/ هذا الملف مُعقَّد جدّاً.
       والمسؤُولون، خاصَّة الشِّيعة، وعلى وجه الخصُوص مَن يرفع منهُم شعارات المُقاومة والمُمانعة، لا يتحدَّثون بصدقٍ وشفَّافيَّة مع العراقيِّين، خوفَ الفضيحة من الأَسرار المُتعلِّقة بالملف، والتي تتناقض وشعاراتهُم وعنتريَّاتهُم.
       فمِن جانبٍ؛ هُناك إِتِّفاقيات ثُنائيَّة بين بغداد وواشنطن من جهةٍ، وبينها وبين التَّحالف الدَّولي من جهةٍ أُخرى، فيها إِلتزامات مُهمَّة لم تفصح عنها الحكُومات المُتعاقِبة وخاصَّةً حكومة السيِّد المالكي الثَّانية التي استدعت هذهِ القوَّات عام ٢٠١٤ بالشُّروط التي أَملتها كُلّاً من واشنطن ومجلس الأَمن.
       ومن جانبٍ آخر، هُناك إِنقسامٌ سياسيٌّ ومُجتمعيٌّ إِزاء هذا الملَف، ولذلكَ لاحظنا مثلاً أَنَّ قرار مجلس النوَّاب تمَّ تمريرهُ بحضُور النوَّاب الشِّيعة تقريباً وغَياب كُردي سُنِّي.
       حتَّى الشَّارع الشِّيعي، كقادةٍ وزعاماتٍ وأَحزاب وشخصيَّات فضلاً عن المُجتمع، يُعيش إِنقساماً واضِحاً بهذا الصَّدد.
       كما أَنَّ مجلس النوَّاب لم يُصدر تشريعاً [قانوناً] كما هو الحال مثلاً مع قانون [الإِتِّفاقيَّة الإِستراتيجيَّة] المُوقَّعة بين بغداد وواشنطن، وإِنَّما تبنَّى قراراً [سياسيّاً] رمى فيهِ الكُرة في ملعبِ الحكُومة.
       ولأَنَّ البلاد الآن خالية من حكومةٍ دستوريَّةٍ كامِلة الصلاحيَّة، ولذلكَ فإِنَّ التصوُّر بأَنَّ قرار إِخراج القوَّات الأَجنبيَّة أَمرٌ سهلٌ وسيُنفَّذ بسُرعةٍ إِنَّما هو تصوُّرٌ قاصِرٌ.
       وفوقَ كلِّ ذلك، فإِنَّ توصيف هذهِ القوَّات بـ [المُحتلَّة] هو توصيفٌ خطأ بكلِّ المقاييس، فهي موجودةٌ بقرارٍ وطنيٍّ، بغضِّ النَّظر عن صحَّتهِ مِن خطئِهِ، حالها حال تواجد القوَّات الاجنبيَّة المُنتشرةِ في أَكثر من [٨٠] دَولة حَول العالم.
       [الميليشيات] فقط هي التي تصفها بهذهِ الصِّفة لشرعنةِ وتبريرِ سلاحِها الخارج عن سُلطة الدَّولةِ.
       *يتبع..
       ٢٢ آذار ٢٠٢٠
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E_mail: nahaidar@hotmail.com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Twitter: @NazarHaidar2
    ‏Skype: nazarhaidar1
    ‏WhatsApp & Viber : + 1(804) 837-3920
    *التلِغرام؛
    ‏https://t.me/NHIRAQ
    *الواتس آب
    ‏https://chat.whatsapp.com/KtL7ZL3dfhi8dsTKUKjHOz

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media