شدّة كورونا ستزول!!
    الأثنين 30 مارس / أذار 2020 - 17:26
    د. صادق السامرائي
    الأرض تتوطنها الأوبئة منذ الأزل , وفيها الكثير من المخاطر ومضادات الحياة , وهي تدور وتأتينا بالمستجدات والمتغيرات التي لا قِبَل للعديد من المخلوقات على مواجهتها والتكيف معها , لكن الأقوى يبقى وقدرات الأحياء الدفاعية تتأهب وتتسلح بالأجسام المضادة للمايكروبات بأنواعها.

    وتوافدت على البشرية موجات من الأوبئة الفتاكة التي حصدت الملايين تلو الملايين , لكنها صمدت وتعافت منها وتواصلت بسعيها التناسلي والإبداعي المتدفق , وما فتت من عضدها أو أقعدتها , بل أنها في كل مرة تنتصر عليها وتتحرر من قبضتها وتنطلق أقوى وأقدر.

    ولا يمكن لهذا الوباء أن يكون أعتى من السابقات وأمَر , وإنما هو الأول في زمن العولمة ذات التواصل الإجتماعي الخلاق , وفي الوقت الذي تحوّلت فيه الأرض إلى قرية , أو وعاء يمكن مراقبته على شاشة صغيرة , تنقل لنا أحداثه في لحظتها أينما وقعت.

    فوباء كورونا فايروسي ويمتلك قدرات الإنتشار السريع والتأثير الشديد على الذين يصيبهم , لأنه يهدف إلى تعطيل الجهاز التنفسي وتدمير الحويصلات الرؤية , ومنع الأوكسجين من الوصول إلى الخلايا البدنية , فيتحقق الموت.

    ولا توجد قدرات علاجية مؤكدة للوباء لأنه باغت البشرية وبعنفوان متسارع تفوق قدرات بعض الدول في مواجهته , فأرهق مؤسساتها الصحية , وما يجري هو محاولات التصدي لمضاعفاته , وما يتسبب به من آثار على الجهاز التنفسي.

    كما أن الجهاز المناعي للبشر لا يمتلك ذاكرة تؤهله للمواجهة والتصدي فهو لم يصب البشر من قبل , وإنما كان يتوطن المخلوقات الأخرى التي لديها مناعة ضده.

    ولا تزال الدنيا بلا لقاح ناجع ومؤكد لدرء أخطاره , لكن المحاولات تجري على قدم وساق للوصول إلى إنتاج اللقاح الكفيل بصده وتعويقه , وأظنها ستفلح بعد وقت .

    فالبشرية لا تمتلك سلاحا أمضى من الوقاية من الفايروس بعد أن عرفت سلوكه وكيف ينتقل , ومن الواجب الإلتزام الصارم بالإحترازات الوقائية التي تمنعه من الوصول إلى البشر , لأنه حالما يدخل إلى الجسم  سيستفحل ويتأسد ويفتك بالشخص المصاب ويحاول إفناءه خصوصا الذي لديه أمراض أخرى مزمنة.

    وعليه فأن التوقي والحذر هو السلاح الأمضى للمواجهة مع الفايروس , والتحلي بالقوة والصبر والأمل على أن مختبرات الدنيا ستأتينا بلقاح فعال ضده.

    فهل لنا أن نتوقى ونتقي شر البلاء!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media