هل هي حزورة قضية اختيار رئيس الوزراء العراق المقبل؟
    الأربعاء 1 أبريل / نيسان 2020 - 16:53
    د. أكبر عمر الجباري
    أستاذ جامعي
    بعد اندلاع الإحتجاجات الشعبية على نطاق واسع (ثورة شبابية )  في 1تشرين الأول  2019 ضد الأحزاب السياسية الفاسدة والفاسدين منذ استلامهم  السلطة في 2003 في العراق لحد الآن،  وكانت مطالب المتظاهرين في ساحة التحرير والمحافظات الجنوبية مطالب مشروعة و دستورية لا لبس فيها، ويطالبون فيها بتحسين الوضع المعيشي والخدمات وايجاد وظائف للخريجين وفرص العمل للعاطلين عن العمل، ومحاسبة الفاسدين، وكذلك  يطالبون  بترشيح شخصية نزيهه وغير جدلية، ولم يحمل غير الجنسية العراقية أي ليس مزدوج الجنسية . 
    وأخيرًا تحت ضغط الجماهير وتوجيه المرجعية الرشيدة   قام رئيس الوزراء العراقي السيدعادل عبد المهدي بالاستقالة من منصبه، وأصبحت الحكومة فقط حكومة تصريف أعمال لغاية تكليف مرشح آخر من قبل رئيس الجمهورية ضمن المدة الدستورية بعد أن تقدم الكتلة الأكبر في البرلمان شخصية من (الكتل الشيعية) ، وكان أول شخصية تم ترشيحه الدكتور قصي السهيل، ولكن لم يحظى بتأييد الجماهير وبعد فترة وجيزة قدم  الاعتدار وسحب ترشيحه.
    ولكن بسبب تعقيدات الوضع العراقي، والصراع المحتدم بين أمريكا وإيران (كلتاهما صديقتان للعراق وساعدتا في دحر الإرهاب)، قامت أمريكا، وبأمر من رئيسها دونالد ترامب، بقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقتل نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي "أبو مهدي المهندس"، وستة آخرين من رفاقهما، وذلك في قصف صاروخي استهدف سيارة كان يستقلها سليماني والمهندس على طريق مطار بغداد الدولي في يوم الجمعة (03/1/2020).
    بعد ذلك تم ترشيح السيد محمد توفيق علاوي من قبل كتلته، ولكن لم يحظى بتأييد الجماهير المنتفظة، والقوى السياسية آخرى مثل  "القوى السنية والكردية والمكونات، و قاموا برفضه وعدم  تمرير كابينة محمد توفيق علاوي حينها بسبب التصارع على المناصب والفشل السياسي يتحمله الجميع، ومن يدعي عكس ذلك فهو غير صادق ومن الضروري إعطاء فرصة للقوى الحالية لاعداد الانتخابات المبكرة".
     بعد ذلك جاء دور مرشح آخر لغرض الاتفاق عليه من قبل  الكتل الشيعية، وكان ضمن الاسماء المرشحين السيد نعيم السهيل على أمل أن"اللجنة السباعية التي شكلتها الكتل الشيعية لأنهاء هذا الموضوع ولكن دون تسمية بديلاً له وهلم جره، وقبل انتهاء المدة الدستورية، وتم تقديم شخصية السيد عدنان الزرفي  من بعض الكتل الشيعية الى رئيس الجمهورية وتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة.
    يجب على الكتل السياسية الرئيسة(الكتل الشيعية) التي تقع على عاتقهم تكليف رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي القيام  بتمريره كابينته مع الكتل السنية والكوردية والمكونات الشعب العراقي، لغرض القيام بمهامه الرئيسة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها العراق منها  تفشي مرض كورونا من جهة ، وانخفاض أسعار النفط من جهة آخرى.
    أما بخصوص رأي الشارع محترم  ما يريدون المحتجين حق مشروع الإ أن اختيار رئيس وزراء مستقل وغير ممكن لأن رئيس الوزراء في هذا الوقت يحتاج الى دعم الأغلبية في المجلس النواب، واما مزدوج الجنسية يمكن التخلي عنها قانونيًا وحسب الدستور، واما بالنسبة للسيد عدنان الزرفي عليه أن يلتقي بالممثلين عن المحتجين ساحة التحرير وساحات محافظات الآخرى، وتعين  لهم مثمل خاص في مجلس الوزراء القادم ، وكذلك التفاهم مع  القوى السنية والكوردية ومكونات العراقية آخرى .
    خلاصة القول إن تداعيات عدم تمرير السيد عدنان الرزفي في البرلمان ستواجه العراق فوضى عارمة في مجالات السياسية و الصحية والاقتصادية والامنية كفكم  إعادة هذه الحزورة على الشعب المظلوم. 

    الدكتور/ أكبر عمر الجباري/ استاذ جامعي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media