الذكاء الإصطناعي سيحفظ أفكار ما قبل النوم!
    الجمعة 3 أبريل / نيسان 2020 - 20:59
    رعد الحافظ
    كاتب عراقي مغترب مقيم في السويد
    مقدمة :
    الذكاء الإصطناعي
    Artificial intelligence
    ببساطة هو إختراع يمكنه أن يُحاكي العقل البشري في نمط وإسلوب وطريقة تفكيره!
    هو توفير المقدرة للكومبيوتر (أو الروبوت) على التفكير والإستنتاج ثمّ العمل ,حتى خارج نطاق البرنامج الأصلي المزروع فيه!
    لكن من أين تأتي هذهِ المقدرة للروبوت؟
    من خلال البرامج التي يصممها ويضعها الإنسان نفسه في الذاكرة ,مع الإحتمالات والنهايات العديدة جداً لتوقع النتائج!
    سأضرب مثلاً بلعبة الشطرنج لتسهيل الفكرة على القاريء!
    عندما نمارس لعبة الشطرنج على النت ضدّ كومبيوتر (وليس إنسان) كيف يحدث ذلك؟ كيف يفكر الكومبيوتر ويلقى الردّ الصحيح غالباً لتحريك قطعهِ ,ليغلبنا في النهاية؟
    مُصمموا هذه اللعبة قد وضعوا في البرنامج شكل اللوحة وأسماء قطع الشطرنج وطريقة تحريك كلّ واحدة وهدف اللعبة النهائي ,أي (قتل ملك الخصم) إضافةً الى كلّ الإحتمالات الممكنة أو المُتخيّل حدوثها خلال اللعب ,بما في ذلك جميع المباريات الشهيرة القوية بالشطرنج التي لعبها عمالقة هذه اللعبة في العالم!
    ستقولون,مهما يكن الامر كيف ينتصر كومبيوتر على البشر الذي صنعه؟
    هنا يأتي دور الذكاء الإصطناعي ,الذي هو سلوك وخصائص مُعيّنة تتسم بها برامج الكومبيوتر لتجعلها تُحاكي طريقة وقدرة البشر على التفكير والإبداع ,ثمّ إستنتاج الردّ المناسب حتى لو لم يرد هذا الإحتمال في البرنامج نفسه!
    بمعنى أوضح , سيكتسب الروبوت الذي تلعب ضدّه من مهارات الشطرنج جميع المهارات البشرية (التي تلقنها في البرنامج) إضافةً الى الإحتمالات الأخرى الممكنة التي لم يفعلها البشر العادي لحدّ اليوم!
    لذلك فالنتيجة المتوقعة غالباً أنّ الروبوت سيتفوق على أشهر الأبطال العالميين .(مع ذلك نسمع أحياناً عن تفوّق إنسان ما على الكومبيوتر)!
    [[article_title_text]]

    ذكاء إصطناعي يحوّل أفكار دماغك الى نصوص مكتوبة!
    هذا هو عنوان المقال العلمي في صحيفة الإندبندنت البريطانية (النسخة العربية) للمُحرر العِلمي (أنتوني كاثبرتسون) ,الرابط أدناه!
    يقول : لقد طوّرت مجموعة من الباحثين والعلماء (من جامعة كاليفورنيا الأمريكية في سان فرانسيسكو) نظاماً في الذكاء الإصطناعي بإمكانه ترجمة أفكار شخصٍ ما الى نصٍّ مكتوب ,وذلك عبر تحليل نشاط الأعصاب في الدماغ بإستخدام أقطاب كهربائية (صغيرة جداً) مزروعة في المخّ ,وقد بلغت دقّة هذا الإنجاز 97% !
    كما يتحدّث في التفاصيل (التي لا أوّد إزعاج القاريء بها) عن شفرة تتعلق بـ 250 كلمة للتفكير بها لتشكيل مجموعة من الجُمَلْ تتراوح بين 30 و 50 جُملة!
    الجدير بالذكر أنّ هذا الإكتشاف الرائع تمّ خلال التدريب على برامج حاسوبية بإستخدام إشارات عصبيّة آتية من أربع نساء كانت قد زُرِعت في أدمغتهن أقطاب كهربائية أصلاً بهدف رصد النشاط العصبي الكهربائي المُتصل بنوبات صرع كُنّ يكابدنها!
    يعني لولا موافقة النساء على الفكرة ما كانت لتصبح إكتشاف نافع للبشرية .(بالطبع تعرفون ماذا سيكون الجواب لو حدث ذلك في بلادنا البائسة ,كلّ مُحدثة بدعة ,كلّ بدعة ضلالة ..الخ الهراء)!
    ***
    الخلاصة :
    لماذا عنونتُ هذه الورقة هكذا؟
    قبل حوالي عشر سنوات سألتُ إبني الأكبر (كونه مهتم بالكومبيوتر وتطوراته) ,عن إمكانية وجود جهاز ما  في الأسواق يقوم بكتابة أفكار ما قبل النوم بمجرد أن تخطر ببالي وأقرئها لنفسي بصوت خافت قبل النوم.
    لأنّ تلك الأفكار (وبعضها قد يكون طفرة) عادةً ما تختفي أو تُمحى من ذاكرتي بعد أن أصحو صباحاً!
    أتذكر أنّه أجابني يومها (إذا لم يكن هذا الجهاز موجود فعلاً فسوف يخترعونه قريباً)!
    المهم اليوم يقول لنا العِلم أنّ هذا الجهاز سيتوفر للمستهلك حتى بدون أن يتحدث بصوت مسموع ,بل بمجرد ورود الفكرة على خاطرهِ!
    من جهة أخرى ,بما أنّ كلّ شيء يمكن أن يكون سلاح ذو حدّين (نافع وضار) ,لذا فإنّ الذكاء الإصطناعي بالطبع يمكن أن يستخدمه الأشرار لخدمة أغراضهم الخاصة ,لكن ذلك لن يمنع عجلة الحياة من الدوران!
    نماذج الذكاء الإصطناعي تُعّد اليوم من اُسس الثورة الصناعيّة الرابعة و تُستخدم في مجالات عديدة ,من بينها :
    تشخيص أورام الدماغ بدّقة خلال دقائقَ معدودة!
    تطوير كبير في الترجمة الآليّة (عن طريق تشفير التسلسلات الكهربائية المتصلة بنشاط أعصاب الدماغ كلّ واحدة بطول جملة كاملة)!
    إستعادة أعمال فنية أو مُمثلين راحلين على الشاشة!
    توّقع الزلازل والهزّات الأرضية وحجمها!
    وعندما يدور الحديث عن الإستخدامات المُستقبليّة للذكاء الإصطناعي فالأفكار تشمل جميع الأعمال والمهام الإدارية ,كذلك مجالات الرعاية الصحيّة ,حتى في العمليّات الجراحيّة!
    ومن يدري ربّما فايروس كورونا (العميل) الذي فرضَ نفسه على كوكبنا الجميل هذه الأيام سيصبح آخر الذكريات الأليمة بتوّفر الذكاء الإصطناعي على نطاق واسع في المستقبل!
    العِلم والتفكير والعمل بطريقة علميّة هو الطريق الأنفع للبشرية!
    ***
    الرابط : مقال أنتوني كاثبرتسون!
    https://www.independentarabia.com/node/107971/علوم/الذكاء-الاصطناعي/ذكاء-صناعي-يحول-أفكار-دماغك-نصوصا-مكتوبة



    رعد الحافـظ
    3  أبريل 2020
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media