العراق وسلطنة عمان:علاقات قديمة وتناغم المصالح حديثا
    الأربعاء 27 مايو / أيار 2020 - 10:52
    أ. د. جاسم يونس الحريري
    خبير دولي معتمد في الشؤون الخليجية
    تعتبر العلاقات العراقية-العمانية بعد الاحتلال هي متواضعة في ميزان المقارنة مع باقي علاقات العراق مع دول مجلس التعاون الخليجي وفق النقاط التالية:- 
    1.جذور العلاقات العراقية-العمانية:-
    ---------------------------------- 
    أ-تؤكد النصوص المسمارية ، العراقية على أهمية مجان(عمان) في تصدير النحاس الى العراق ، أذ كانت الملاحة العمانية القديمة تتميز عن غيرها من مراكز  الخليج بعظمة سفنها ، وربما أيضا لاهمية تجارتها من النحاس الذي كان يجد أسواقا ، رائجة له في مدن بلاد وادي الرافدين ، فالنصوص المسمارية تقرن عمان بسفن ، معينة تدعوها ((سفينة مجان)).
    ب-بموجب البيانات النصوصية المتوفرة منذ مطلع الالف الثالث (ق.م)، وكذلك الدلالات ، الاثرية ، للمستوطنات ، البشرية في مناطق ، واسعة من سواحل ، وجزر الخليج ، فأن النحاس الذي عرفه العراقيون منذ مطلع الالف الرابع(ق.م)وصلهم من مناجم النحاس في عمان، وعن طريق الرحلات البحرية في الخليج.
    ج-وفق المصادر التأريخية ، الرصينة ، أنه أصبحت ، المواشي ، ومنها الخيول ، والجمال ، والطيور ، والذهب من بين مواد التجارة القديمة والتي سعى الاشوريون وغيرهم للحصول عليها ، فضلا عن ذلك تتحدث بعض النصوص ، المسمارية عن أستيراد مواد زراعية من مجان(عمان) منها البصل ، أضافة الى القصب، والاخشاب التي تعد من المنتجات الزراعية التي أشتهرت بها  التجارة العمانية الخارجية مع  العراق.
    موقف سلطنة عمان من العراق بعد الاحتلال الامريكي:-
    --------------------------------------------------- 
    أنتهجت سلطنة عمان في علاقاتها مع الدول الاخرى ومنها مع العراق على عدة أسس وكما يأتي:-
    1.المحافظة على الاستقلال، والسيادة ، وصون كيان الدولة.
    2.توثيق عرى التعاون ، وتأكيد ، أواصر الصداقة مع جميع الدول ، والشعوب، على أساس من الاحترام ، المتبادل، والمصلحة ، المشتركة.

    3.عدم التدخل في الشؤون ، الداخلية للدول ، ومراعاة المواثيق ، والمعاهدات ، الدولية ، والاقليمية ، وقواعد ، القانون ، الدولي، المعترف بها بصورة عامة ، وبما يؤدي الى أشاعة ، السلام ، والامن بين الدول ، والشعوب.
    4.خلال أجتماع مجلس الوزراء العماني في 14ديسمبر2004 أعرب المغفور له السلطان قابوس بن سعيد عن أمله في أن يجد ، الشعب ، العراقي سبيله نحو الاستقرار ، وأمله أن تجد الحكومة العراقية آنذاك سبيلا نحو ، تحقيق الاستقرار للشعب العراقي.
    4.خلال زيارة نوري المالكي الى السلطنة في أبريل2007 أعرب السلطان قابوس((أن تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب التعاون بين دولنا من أجل مكافحة الارهاب))، وأن بلاده((تدعم العراق في كافة المجالات لينعم شعبه بالامان ، والاستقرار)).
    مستقبل العلاقات العراقية-العمانية:-
    --------------------------------- 
    1.سيناريو تقدم العلاقات العراقية-العمانية:-
    ----------------------------------------- 
    يبدو هذا السيناريو أكثر ، تشجيعا في الوقت الحاضر ، لاسيما أن هناك ، مجالات ، عديدة يمكن أن تنشط بين العراق ، وسلطنة عمان ، سياسيا، وأقتصاديا، وحتى ثقافيا ، ألا أن الموقف العماني تجاه العراق لازال لايرتقي الى مستوى عالي من التنسيق المشترك ، لان الموقف السياسي العماني لازال في مراتبه الاولية ، لان أي تقدم في مواقف عمان تجاه العراق سيعطي دفعات قوية لاتجاهات اخرى للنمو والاضطراد وهو ماسيغلف العلاقات بين الطرفين ثوبا جديدا يميل الى تعميق أواصر العلاقات بينهما، ولاسيما أن العراق يحتاج الى خبرات السلطنة والمجال مفتوح للاستثمارات من خلال الشركات العمانية واسعا داخل العراق، أذا كانت هناك رغبة عمانية في هذا المجال.
    2.سيناريو تباعد العلاقات العراقية-العمانية:-
    -----------------------------------------
    قد يكون هذا السيناريو قائما في المستقبل المنظور ، اذا لاتتوفر لدى الجانب العماني الاستعداد لتطوير العلاقات مع العراق بعد الاحتلال، لاسيما أن الجانب العراقي أبدى في عدة مناسبات رغبته في تطوير العلاقات مع السلطنة ، فأن هذا الحال سيجعل العلاقات العراقية العمانية باردة ، ولايمكن تصعيدها الى مستوى التعاون المشترك أذا ظل الجانب العماني يلتزم التحفظ في علاقته مع العراق ، ولايريد أن يفتح مجالات جديدة للتعاون،  لان العلاقات الدولية بين دولتين لايمكنها أن تكسب علامات النجاح ، والتقدم ، أذا فقدت البوصلة أرادة أحد الطرفين ، وظل طرف واحد يبدي رغبته بالتعاون ، لان العلاقة الناجحة يجب أن تتوفر لها حالة الاستعداد ، المشترك ، المترجم على أرض الواقع ، لتطوير العلاقات بين دولتين.

    أ.د.جاسم يونس الحريري
    الخبير الدولي المعتمد في الشؤون الخليجية
    jasimunis@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media