خطورة رفع راية الشذوذ الجنسي على أرض العراق (الجزء الأول)
    الأربعاء 27 مايو / أيار 2020 - 20:48
    خضير العواد
    رفع راية الشذوذ الجنسي لم تكن صدفة أو سذاجة او عمل عفوي أو حركة غير مدروسة ، بل هي حركة تريد أن تجعل العراق جزء من المنظمة العالمية التي تعتني بنشر هذه الظاهرة المدمرة للأسرة ومن ثم المجتمعات ، ويراد من هذه الخطوة جس نبض الشارع العراقي والمنطقة في طرح عملية الدعم للشذوذ الجنسي بشكل متتابع وبتنسيق كبير وغطاء أممي محكم ، فعملية إدخال عادات جديدة الى المجتمعات تحتاج منهجية نفسية مدروسة لتغير مَلِكة رفض المجتمع للشاذ جنسياً و قبوله تدريجيا من خلال خطوات متعددة تبدأ من التشكيك في حقيقة الرفض الموجود لدى المجتمع اتجاه العادة السيئة حتى تصل الى قبولها بشكل كامل بل معاقبة من ينتقدها حتى بالكلام الى أن تصبح عادة معتاد عليها المجتمع وجزء من عاداته وتقاليده وهذا يرافقه دعم مادي وإعلامي وثقافي وفي بعض الأحيان حتى ديني من خلال تحريف معاني بعض النصوص الدينية لكي تدعم فكرتهم ، ولكي تصبح الفكرة واضحة نطرح هذه التجربة التي قام بها بعض العلماء في كيفية تغير العادات لدى المجتمعات ( لقد وضع هؤلاء العلماء خمسة قرود في قفص حديدي كبير متكون من طابقين وقاموا بوضع كمية من الموز في الطابق الثاني وعندما شاهدت القرود الموز قفز أحدها مسرعا الى الطابق الثاني لأخذ الموز ولكن عندما وصل الى الموز سكبوا على باقي القرود ماء حار وتكررت الحالة عدة مرات فلاحظ القرود عندما يصعد قرد الى الطابق الثاني لأخذ الموز يسكب عليهم الماء الحار ، وللتخلص من عملية سكب الماء الحار قامت القرود بضرب اي قرد يريد الصعود الى الطابق الثاني لأخذ الموز وعندما اقتنع القرود بأن عملية الصعود للطابق الثاني لأخذ الموز يأتي بنتائج سلبية وهي سكب الماء الحار رفض الجميع الصعود الى الطابق الثاني وبعد هذه الخطوة قام العلماء بأخذ أحد هذه القرود المقتنعة بعدم الصعود بأخر جديد ، وعندما دخل هذا القرد وشاهد الموز مباشرة أراد الصعود الى الأعلى لأخذ الموز أتته الصفعات من الجميع ولم يعلم لماذا فقط باقي القرود يعلمون بسبب سكب الماء الحار ولكن الجديد لا يعلم السبب لهذا الضرب وحاول مرة ثانية فأتته الصفعات فأقتنع ان الصعود يجلب الصفعات بدون معرفة العلة او السبب لهذه الصفعات ، وبعدها قام العلماء بأخذ قرد أخر من القدماء الذين يعرفون علة الضرب بقرد جديد فعندما دخل شاهد الموز مباشرة أراد الصعود لأخذ الموز فأتته الصفعات من الجميع وحتى صاحبه الذي دخل قبله قام بصفعه مع عدم معرفة العلة وعندما حاول عدة مرات لاحظ المحاولة تجلب له الصفع عندها توقف عن تكرار المحاولة ، وبعدها أخذ العلماء قرد ثالث وأبدلوه بقرد جديد وتكررت الحالة وأراد القرد الصعود لأخذ الموز فأتته الصفعات من الجميع وفي مقدمتهم القردان اللذان سبقاه ولم يعرفا سبب الضرب وهكذا غير العلماء جميع القرود التي تعرف علة الضرب بقرود جديدة ، وأخذت هذه القرود تضرب اي قرد يريد الصعود لأخذ الموز وأصبح الأمر معتادين عليه بضرب اي قرد يحاول الصعود لأخذ الموز وهكذا اصبحت ضرب اي قرد يريد الصعود لأخذ الموز عادة معتادين عليها القرود مع عدم معرفتهم بعلة الضرب) بهذه التجربة أثبت العلماء كيف يمكن إدخال عادات جديدة في المجتمعات وحتى وان كانت هذه المجتمعات ترفض هذه العادات كالشذوذ الجنسي وغيرها .

    الشذوذ الجنسي أداة من الأدوات التي تستعملها الحكومة العالمية الواحدة لكي تسيطر على العالم بعد أن تضرب جميع المعتقدات الدينية والروابط الاجتماعية والعادات والتقاليد والأعراف السائدة التي ترفض أو تعارض مشروعها الطاغوت ، فعملية الدفاع عن حقوق الشواذ جنسياً بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بشكل علني ورسمي يطرق المحافل الدولية :

    وقد بدأت قضية الشذوذ الجنسي تظهر مع بداية القرن العشرين مرافقة لقضية حقوق المرأة وطرحت القضية من خلال التعاطف الإنساني مع هذه المشكلة النفسية اوالجينية ؟؟؟ التي لا يمكن كبح ظهورها وأخذت تطرق أبواب الصحافة والإعلام بين فترة وأخرى وتكوين التجمعات الداعمة لهذه الفئات حتى وصلت ذروتها عندما تضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام  1948 في ثناياه حق التوجه الجنسي أي الحياة المثلية وفي مؤتمر روما لإنشاء المحكمة الجنائية الدولية والذي عقد عام 1998 ميلادي حاول المؤتمرون إصدار توصيات ملزمة على المستوى الدولي بتجريم القوانين التي تعاقب على الشذوذ الجنسي فأصدروا : أن كل تفرقة أو عقاب على أساس الجندر (الجنس) تشكل جريمة ضد الإنسانية .

    وبعد دعم الأمم المتحدة للشذوذ الجنسي تسارعت الحكومات الغربية في تقنين الشذوذ الجنسي وفرض الاحترام لفاعليه وإدراج اي إنكار له أو تنديد به تحت بند جرائم الكراهية والتمييز وهذا التغير في المواقف الحكومية لأمر شاذ أو استثنائي وجعله طبيعاً وحقاً مشروعاً ومعاقبة منكريه ، وبدأت المنظمات الداعمة للشذوذ بطرح مصطلحات جديدة أكثر تقبلاً لها من قبل المجتمع (كالمثلية) مع رفض أو معاقبة من يطرح المصطلحات القديمة ( كالشذوذ الجنسي) ، مع تعديل جميع القضايا التي تتقاطع مع قضية الشذوذ الجنسي أو المثلية كمفهوم الزواج والأمومة والأسرة والحمل والرضاعة والإنجاب وغيرها من القضايا ، وقامت هذه المنظمات فرض حقوق الشواذ جنسيا بالقوة على الأغلبية التي تعارض هذه المفاهيم الشاذة التي يرفضها المجتمع وأصبحت الأنظمة الغربية ذات ازدواج معايير واضح فهي تطرح النظام الديمقراطي الذي يتبنى خيار الأغلبية وحتى الاستفتاءات التي جرت في البلدان الغربية حول تقنين الشواذ جنسياً كانت ترافقها حملات إعلامية كبيرة جداً تصور من يرفض هذا التقنين على أنهم متخلفون وعنصريون ورجعيون ويحملون الكراهية والتمييز ضد الشواذ جنسياً مع أعطاء أجمل الصور لمن يؤيد هذا الأمر الشاذ من تقدم فكري وتقبل الأخر واحترام الحريات والإنسان العصري المثالي المنفتح الذي يحب الحياة ، فأصبح قرار الأقلية يسيطر على الأغلبية نتيجة الظروف التي ترافق كل استفتاء يجرى في بلد غربي من أجل فوز الشواذ جنسياً بالاستفتاء .

    وقد رافق الدعم الحكومي لتقنين الشواذ جنسياً الدعم الثقافي والإعلامي والديني الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات الشواذ جنسياً والشخصيات النافذة في هذه المجالات الحيوية كالممثلين المشهورين والإعلاميين ورجال الدين الذين يؤيدون هذا الشذوذ ، وهذا الدعم كان ملازماً طولياً لحركة الشذوذ من بداية قرن العشرين الى يومنا هذا ، والأفلام العالمية في هذا المجال مشهورة ويمكن معرفتها بكل سهولة ولكن في هذا المقال نطرح الأفلام العربية التي دعمت هذا الشذوذ ففي سنة 1973 قدم المخرج صلاح ابو سيف فلم (حمام الملاطيلي) بطولة يوسف شعبان ليكون هذا الفلم من الأفلام الأولية التي دعمت الشذوذ الجنسي في السينما العربية وطرح الشذوذ على أنه مرض نفسي ، وفي سنة 1977 قدم المخرج سمير سيف فلم (قطة على نار) بطولة الممثل نور الشريف وطرح المخرج في هذا الفلم على فكرة التعاطف والتسامح مع الشاذي جنسياً ، وفي عام 1979 قدم المخرج يوسف شاهين فلم ( إسكندرية ليه) وفي هذا الفلم قدم المخرج الشذوذ عن طريق بطولة وشجاعة المقاوم للاحتلال فكان بطل الفلم يختطف جنود المحتل ليغتصبهم ويقتلهم وفي الأخير وقع في حب جندي بريطاني كان يزور قبره بعد أن قتله ودفنه ، وفي عام 1985 ليقدم المخرج يوسف شاهين فلم ( وداعاً بونابرت) الذي قدم قائد الحملة الفرنسية كفاليري وهو يحب شباب مصريين ،وفي عام 1993 قدم المخرج يسري نصر الله فلم ( مرسيدس) والذي فيه قدم الشاذ جنسياً وهو بطل يفدي روحه من أجل الشاب الذي يحبه .

    هذه مجموعة من الأفلام العربية التي طرحت الشذوذ الجنسي من زوايا دعائية تارة المرض النفسي الذي لا يمكن التخلص منه وتارة عاطفية لكسب تعاطف الناس وتارة بطولية شجاعة تدخل في صميم المقاومة والجهاد وغيرها من الأفكار الممنهجة التي طرحت الشذوذ بشكل سلس وهادئ لفكر وعقلية المواطن العربي الذي تسيطر عليه السينما المصرية في تلك الفترة ، وأما الأغاني فكان لها دور أخر لجذب الشباب والشابات عن طريق الموسيقى والطرب فكانت أغنية ( ما بتغيرني ) وأغنية (القصة هي هي) وهناك اغاني كثيرة قدمت الشذوذ الجنسي على انه حب عاطفي غامر يجب ان يحترم ؟؟

    وأما في المجال الثقافي وبعد تقنين الشذوذ الجنسي رسمياً في الدول الغربية وأمريكا وكندا واستراليا ، بدأت حملات ثقافية كبيرة في زرع تقبل الشذوذ الجنسي في عقلية الأطفال وفي سن مبكر ، ففي بداية الأمر بدأت حملات جمعيات الشواذ جنسياً التي تدافع عن حقوق الشواذ في طرح المحاضرات في المدارس وعرض فكرة الشذوذ بصورة علمية وعاطفية في أسماع الأطفال الذي لا يملكون أي مقدمات علمية بسبب صغر أعمارهم لرفض أو قبول الفكرة علمياً ، وقد غيرت المفاهيم وطرحت للأطفال على ان الذكورة والإناث لا ترتبط بالأعضاء اي من ناحية فسيولوجية بل طرحوها من ناحية شعورية هل أنت تشعر بأنك ذكر أم أنثى حتى وأن كنت تحمل أعضاء تختلف أهم شيء الشعور وهو الذي يحدد نوع الجنس وليس الأعضاء ، ويرافق هذا الطرح أفلام إيضاحية بأعلى المستويات ، وفي السنوات الأخيرة فقد أدخلوا درس الثقافة الجنسية ويبدأ من الابتدائية لتدريس الأطفال وتثقيفهم وتعليمهم على احترام حقوق الشواذ جنسياً وممكن لكل إنسان أن يختار الجنس الذي يريده ،فكانت قصة الثعلب جون الذي يعيش مع والدتين سحاقيتين التي تدرس في روضة الأطفال أو قصة (عندي ابوان يتحابان) لطفل يعيش مع ابوين شاذين أو قصة (أبي يلبس التنورة )  وقصة ( فيلومين يحبني ) وهي قصة طالبتين شاذتين في المدرسة الابتدائية وقصة الأميرة التي لا تحب الأمراء وغيرها من القصص ، أي تغذية الأطفال بما تريد الأقلية من أفكار وبذلك ستصبح هذه الأقلية في غضون سنين قليلة ذات نسب عالية في المجتمع الغربي ، وقد رافق و سبق هذه الخطوة ألاف المقالات التي كتبت وهي تدعم الشذوذ والكثير من الكتب والقصص التي تروج لهذا العمل الشاذ بالإضافة للأفلام وأفلام الكارتون ، وحتى اصبح الشذوذ أمر عادي في المجتمع الغربي يطرح بكل حرية واحترام وأصبح الرافض له بل يقول هذا شذوذ جنسي يجب أن يعاقب تحت عنوان الكراهية والتمييز العنصري كما عُقبت القرود التي يصعد أحدها لأخذ الموز ؟؟؟؟ .

     وأما الدعم الديني فقد ظهر ذلك جلياً من خلال البابا السباق للفاتيكان بندكت السادس عشر الذي كشف عن تعرضه للضغوطات من خلال لوبي المثلين في الفاتيكان خلال ولايته البابوية ، وعندما ارسل رسالة الى الكرادلة والأساقفة أعضاء الكوريّا الرومانيا وقال فيها ان الكنيسة يجب أن تقوم بحماية الإنسان من تدمير نفسه من خلال الممارسات الجنسية الشاذة وقد هاجمته جمعيات الشواذ جنسياً مثل جمعية آر سي كي وجمعية إل إس في دي واعتبرت رسالته عنصرية وتمييزية بحقهم ، وتعتبر هذه الضغوط أحدى الأسباب التي أدت باستقالة البابا بندكت السادس عشر ، ويحاول اصحاب فكرة الدولة العالمية الواحدة الداعم الأول والمروج لهذه الأفكار والممارسات الشاذة أن يسيطر على العالم نظاماً عقيداً عالميا واحدا ومصدر تعاليم هذه النظام الأمم المتحدة ، حيث يقول روبرت مولر الذي عمل لمدة 38 عاما في الأمم المتحدة وكان مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة ولقب بالفيلسوف ورسول الأمل (بدأت أعتقد جازماً أن مستقبل سلامنا وعدالتنا وتجانسنا في هذا الكوكب لن يكون رهناً بحكومة عالمية بل بوحي كوني وحكومة كونية بمعنى أننا نحتاج الى تطبيق قوانين طبيعية تطورية استلهامية كونية إن معظم هذه القوانين موجودة في الديانات الكبيرة والنبؤات العظيمة وسيعاد اكتشافها رويداً رويدا عبر المنظمات العالمية : ويقول : لن تستطيع قوة بشرية ان تقضي على الأمم المتحدة لأنها ليست مجرد مباني وأفكار ، ليست مخلوقا من صنع البشر إن الأمم المتحدة هي نور الهداية القادم من العالي المطلق ...إن العالي المطلق سيقرع أجراس انتصاره في الأرض عبر القلب المحب المعوان الأمم المتحدة ) ، وفي برلمان الأديان العالمية الذي عقد في شيكاغو الأمريكية في عام 1993 قدم هانز كنج ورقة بعنوان ( نحو عقيدة عالمية : إعلان مبادئ) وتحولت هذه الورقة الى كتاب بعنوان ( المسؤوليات الكونية : البحث عن عقيدة عالمية) وقد ذكر كنج في هذا الكتاب أن التحول نحو هذه العقيدة لن يكون اختياريا (( يقول : دعونا نقولها بصراحة : لا بقاء لأي عقيدة رجعية كبتية سواء كانت المسيحية او الإسلام أو اليهودية أو نحوها – في المستقبل إذا كان المقصود من العقائد هو ازدهار الجميع يجب أن لا تقسم إن رجل ما بعد الحداثة وامرأة ما بعد الحداثة يحتاجان الى قيم وأهداف و قدوات وتصورات مشتركة والسؤال مثار الخلاف هو ألا نفرض هذه الأشياء عقيدة جديدة إن ما نحتاجه نحن هو نظام عقدي عالمي)) .

    فمن خلال هذا النظام العقدي العالمي يجب أن تنتشر ألأفكار والمعتقدات على أرض المعمورة بشكل متساوي ولا يمكن لأي إنسان رفضها او معارضتها أو الوقوف ضدها لأنه سوف يعاقب بالقوانين التي تصدرها الأمم المتحدة للعالم الممثلة لهذا النظام في هذا الكون.

    خضير العواد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media