لماذا «تجمع دولة المواطنة»؟ 7/15
    السبت 30 مايو / أيار 2020 - 05:16
    ضياء الشكرجي
    محلل سياسي وكاتب في الشؤون الإسلامية
    الثوابت الفكرية السياسية للتجمع

    يعتمد التجمع الثوابت الآتية:

    مبدأ المواطنة:
    ذلك بالابتعاد ابتعادا كليا وحقيقا في العمل والموقف والخطاب السياسي، عن الهويات الفرعية، لاسيما الطائفية، بل والدينية، وحتى القومية، بحيث لا يفكر عضو التجمع في خطابه السياسي وعمله الحزبي على سبيل المثال عبر انتمائه إلى هذه أو تلك الطائفة، بل يعتمد مبدأ المواطنة حصرا، ويجعل انتماءاته الدينية والمذهبية والفلسفية وكذلك انتماءه القومي خارج أدائه السياسي وعمله الحزبي. مع محاولة تجسيد مبدأ المواطنة هذا داخل التجمع، ومن ذلك بالسعي الجاد والحثيث على استيعابه استيعابا حقيقيا، وليس تزويقيا، للتنوع العراقي، دينيا وقوميا ومذهبيا.

    الديمقراطية:
    باعتمادها بشكل تام داخل التجمع، بحيث تتخذ كل القرارات بآليات ديمقراطية، مع اعتماد آلية العمل الجماعي المُمَأسَس الديمقراطي، وكذلك اعتماد مبدأ التنافس المتكافئ، والتصويت السري في حالات، إذا طالبت أكثرية أعضاء المؤتمر العام بذلك، مع مزاولة التنافس بروح ديمقراطية بعيدا عن الذاتية والتمسك بالموقع، وكذلك الالتزام عند الاختلاف داخل التجمع بالموضوعية والسلوك الأخلاقي والحضاري والعقلاني، ووضع الضوابط التي تضمن التداول في رئاسة التجمع.

    العلمانية:
    يعتمد التجمع العلمانية، بمعنى الفصل التام بين الدين والدولة، وبين الدين والسياسة، وعدم إقحام المرجعيات الدينية وعموم رجال الدين في عمل وقرارات ومواقف التجمع. ويعتمد التجمع معارضة أحزاب الإسلام السياسي بكل أشكاله ومستوياته، مع تجنب الدخول في صراعات معها، بل من خلال نقدها، ورفض الدخول معها في تحالفات سياسية أو ائتلاف حكومي. ويجري تجسيد العلمانية داخل التجمع بعدم تبني القناعات الشخصية في قضية الدين والإيمان إيجابا أو سلبا. ففهم التجمع للعلمانية بأنها ليست الفصل بين الدين والسياسة وحسب، بل الفصل بين كل موقف من القضايا الميتافيزيقية إيجابا أو سلبا، أي إيمانا أو عدم إيمان، التزاما دينيا أو عدم التزام من جهة، وبين كل من السياسة وشؤون الدولة، بل وعموم الشأن العام من جهة أخرى، مع اعتماد حرية الدين والعقيدة، دينية كانت أو غير دينية كشأن شخصي، لا يقحم أي من ذلك في عملنا في التجمع وأدائنا السياسي خارج التجمع. ويعمل التجمع على تصحيح الفهم المشوه الذي أشيع بأن العلمانية كفر وإلحاد، أو هي معاداة للدين، أو دعوة إلى إقصائه من حياة الناس المؤمنين به.

    إيمان التجمع بالدولة الاتحادية:
    يعتمد التجمع في أدائه وخطابه ومواقفه السياسية إقرار وتفعيل النظام الاتحادي (الفيدرالي) للعراق، كما نص على ذلك الدستور، ويرفض دعوات العودة إلى النظام المركزي، لكن يدعو إلى التطبيق الصحيح للفيدرالية، وتوفير الشروط الضرورية لتفعيلها. كما يعمل التجمع على التثقيف على المعنى الصحيح والتطبيق السليم للدولة الاتحادية، بالتمييز بين الموقف الناقد المبرر تجاه أداء بعض الأحزاب المتنفذة في التجربة الفيدرالية الوحيدة في العراق حتى الآن، كما هو موقفه الناقد لأداء الأحزاب تجاه الشيعية والسنية، وبين الموقف العنصري المرفوض والمدان من البعض تجاه المواطنين الكرد من شعبنا، ومن القضية الكردية، وكذلك تصحيح المفهوم السائد في أوساط كثيرة، بأن تشكيل الأقاليم يهدد بتقسيم العراق، مع التثقيف على نبذ النزعة الطائفية والنزعة العنصرية، من أي وتجاه أي صدرت، ويحذر من اتخاذهما أساسا في تشكيل الأقاليم.

     ضياء الشكرجي
    dia.al-shakarchi@gmx.info
    www.asmaa.com

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media