ألتصالح مع "الارهابيين" ...على طريقة الكاظمي!!
    الجمعة 3 يوليو / تموز 2020 - 00:10
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    (بغداد أليوم) بغداد -  أدلى احمد ملا طلال، المتحدث الرسمي باسم رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم الثلاثاء، 30- 6-2020 ، بتصريحات جديدة بخصوص "عملية الدورة". 

    وقال طلال في مؤتمر صحفي حضرته (بغداد اليوم)، "في الأسبوع الماضي وردت معلومات استخبارية عن محاولة لاستهداف مناطق حساسة وممثليات دولية في بغداد"

    "واضاف ان "جهاز مكافحة الإرهاب تعامل بشكل سريع مع تلك المحاولة"، مشيرا الى ان "أمر القبض صدر بحق شخص واحد، فيما تم القبض على 13 شخصاً كانوا متواجدين مع المطلوبين ."

    وتابع انه "ليس لرئيس الوزراء أي تدخل بالأوامر القضائية الصادرة"، مشيرا الى ان "مسؤولية الحكومة فرض هيبة الدولة"."
     

    ولكن ، وبعد يوم واحد فقط ، طلعت علينا (السومرية نيوز)- بخبر "تازة" وتحت عنوان "الكاظمي يجتمع مع الحشد ومكافحة الارهاب وينهي الخلاف القائم"
    ذكرت فيه : 
    (أفاد مصدر مطلع، الأربعاء، 1- تموز 2020 ، بأن القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، اجتمع مع قيادات الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب . وقال المصدر لـ السومرية نيوز، إن "الكاظمي اجتمع، اليوم، مع الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب لإنهاء الخلاف القائم"".

    وأضاف أن "الكاظمي أكد على اهمية هذين الجهازين في دحر الارهاب والتي لها الفضل بتحرير العراق من تنظيم داعش"، مبيناً أن "الكاظمي شدد على عدم تفريقه بين هذه الاجهزة من جيش وشرطة وحشد ومكافحة الارهاب"...انتهى"

    الملاحظ في هذا الموضوع الحساس جدا، انه لم تصدر حوله توضيحات اضافية أو دقيقة كما كان متوقعا للتعامل معه "كمشكلة مهمة جدا" وتكررت عددا من المرات وتتعلق بتهديد مباشر "لاستهداف مناطق حساسة وممثليات دولية في بغداد" وكذلك لأمن الدولة والناس الابرياء وبطرق الارهاب المعروف والتي كانت على وشك الوقوع لولا أن "تم القبض" على الجناة قبل ان يتم اطلاق الصواريخ على تلك المناطق الحساسة  والرسمية!! 
    كما وان الاكثر اثارة وغرابة ان الخبر الذي تم نشره  قد تم "غلقه" بطريقة "سحرية" تركتنا ان نلجأ للاضطرار الى "تصورات" من ان ما حدث فأنه قد ثم التعامل معه بنوع من "تبريرات" استخدمها السيد الكاظمي مع شعبنا وكأنه "سوبرمان" ، حيث انهى تلك "العملية الارهابية " والتي كانت على وشك التنفيذ بالقاء القبض على هؤلاء الثلاثة عشر من الميليشيات ("بالجرم المشهود")!! وبوجود قواعد لاطلاق الصواريخ على اهداف عراقية لغرض تحد الحكومة والنظام القائم في جلبهم والتهيئة لاطلاق صواريخهم ؟") !!.
     لقد كان المفترض من السيد رئيس الوزراء او من  السيد احمد ملا طلال، المتحدث الرسمي باسم رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ، ان يشرح لنا ماحدث بالضبط  والطريقة التي تعامل مع هؤلاء الارهابيين لكي يطمأن شعبنا وبشكل عملي على مجريات الاحداث وبواقعية وليست بتبريرات مبتورة من شأنها ان تعيدنا الى تبريرات "عادل عبد المهدي" عندما كان يعطي الاوامر للقوات الامنية بقتل المتظاهرين الابطال ثم نكرانه اصداره لاوامره!! 
    فما الذي دار من امور في تعامل الكاظمي مع هؤلاء الارهابيين ، وكيف اطمأن لهم في عدم تكرارهم للارهاب؟ وهل وثق الكاظمي هكذا وببساطة لوعودهم في المستقبل بعدم تهديد عراقنا وشعبنا هكذا كما حدث؟ أوهل يا ترى قد تم اسداء "النصح" لهؤلاء الارهابيين مع سبق اصرارهم في التهيئة لارتكاب جرائم ضد الابرياء وادخال العراق في معمعات جديدة؟ هل قام "بتهديدهم"؟؟ وهل وثق بالتزاماتهم القادمة بما يقتضيه الامن العراقي وظوابط النظام الجديد لحكومته؟ وما هو العهد الذي قطعه هؤلاء على انفسهم من أنهم سوف لن يكرروا ما حدث من ارهاب؟؟؟
     وبما اننا ندرك جيدا مزاج شعبنا الذي لم يعد راضيا بسبب عدم تقته بأي حكومة تصبح مصدر لتساؤلات جديدة!! فأننا نرى ان ليس من صالح الاستاذ الكاظمي ان يبدأ بتغيير الصورة الجميلة الواثقة والواعدة التي بدأها توا كنوع من ثقة بالنفس وتفاني من اجل شعبنا ، لا أن نجده يلوذ بالصمت ازاء احداث مهمة كما حدث من احتمالية وقوع هذا العمل الارهابي لولا ان تداركته رحمة رب العالمين.  ومع ذلك، بقي ذلك العمل الارهابي "مبتورا" امام تصورات شعبنا لعدم اتمام الكاظمي مهمته المهمة من خلال تعريفنا بما فعله بالضبط وما حصل مع هؤلاء الارهابيين لكي ينتهوا هكذا "بالبراءة" وعدم التورط بالجرم المشهود ما عدا شخصا واحدا منهم!!! 
    الصراحة جديرة بمنح شعبنا اطمئنانا وثقة بالكاظمي وحكومته وخصوصا ان السيد رئيس الوزراء الان لا يزال تحت "التجربة" وتحت ظروف شديدة الحساسية بدا فيها الكاظمي وكأنه يستحق الثناء . ولكن ما حدث مع هؤلاء الثلاثة عشر ارهابيا ، وقد تم ادانة "واحدا" منهم فقط ، وبدون تفاصيل مفنعة،  من شأنها أن تكون مصدرا "لاهتزاز" هذه الثقة وبطريقة لم توفر الاطمئنان الكافي في التعامل مع ثلاثة عشر "ارهابيا" يبدوا انهم قد تم القاء القبض عليهم ووفق الجرم المشهود ، ولكن ، واخيرا ، تم توجيه التهمة بكاملها لواحد منهم ، واما الباقون فقد تم تبرأت ساحتهم .    
    فيا ترى ، ما الذي فعله الكاظمي بالضبط  مع هؤلاء الارهابيين؟  ام أن الكاظمي فقط اكتفى باعتذارهم له؟؟؟
    أن غدا لناضره قريب...
    حماك الله يا عراقنا السامق...

    July/2/2020 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media