نظرة في الأصولية
    الأثنين 6 يوليو / تموز 2020 - 16:26
    راغب الركابي
    تُصنف  الأصولية   بصيغتها   العامة   بأنها  ذلك  الشيء الذي   يقوم  به   أو   عليه   ،   و التركيبة   المعجمية  للكلمة   تخلو  من  تعريف  محدد  و معلوم    ،  لكن  ما  ذهب إليه  الشريف  الجرجاني  في التعريفات  يقترب من المعنى  الذي  ذهبنا إليه  و تصورناه   ،  فهي عنده  مكونة  من     -  الأصل الذي  يبتنى عليه غيره  -    ،   ولا يبتعد  المعنى  الدلالي  للكلمة   في الكتاب المجيد   عما ذهبنا إليه  ،    قال تعالى   : [ كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ]  -  إبراهيم  24    ،  وقال تعالى   : [ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها..]  -   الحشر: 5   .
    ومع  تطور اللسان  العربي  في استخدام  الكلمة   بانَ  التميز   في  طبيعتها   المادية   بين كونها  مفهوماً  عاماً   و  كونها مفهوماً دينياً      ،  والتميز هنا  نسبي   في طبيعتها  ،   وثمة  مقاربة  تبدو واضحة    بلحاظ  المتكلم   ،   وقيل  إنما  الأصولية   :  -  هي قواعد  مرجعية  يستفاد  منها في  إستنباط  أو إستنتاج  الأفكار  -   ،  وهذا القول  وجد في الترجمة اليونانية   لسفر حزقيال  11  : -   ( .. وكانت أصولها تحته ، فصارت كرمة   ،  وأنبتت فروعا    )   -  ،  وفي  إنجيل لوقا  حيث قال    : -  (  ..  وهؤلاء ليس لهم أصل ..  )  -  ،  ومنحنى  إشتقاق  كلمة  أصولي  يؤدي إلى  ما هو    :
    1  -  مطلق  أو عام   فيما تقوم  عليه الأبحاث والدراسات  والأفكار  2 -  وخاص   فيما  يقوم  عليه  الديني   من الفقهي   و الكلامي     .
     
    والجذر  الفلسفي   للكلمة   يرتبط  بقيمة المعلومة  التي  يُراد   إيصالها  ،  وكذلك   الأسس التي  تنتجها   من خلال  الإيحاء  المعلوماتي  الذي  يرسخ  مفهوم القناعة  والثقة  ،  والذي  يستمد  عنصر قوته  من  أسسها الموضوعية التي قامت عليها   ،  وبحسب تعريف أوكسفورد   يمكن  وصف ما تقوم به الأصولية  ( هو  الدفاع  ضد  كل فكر ما  يشكك أو يتبنى طروحات  مخالفة لأسسها  )   ،  والدفاع  هو  واحدا   من الأشياء التي لفتت  الإنتباه إليها   ،   كموقفها   المناقض  للداروينية   التي  أعتمدت    على  الطبيعة  وما تُقدمه  من حقايق   بايولوجية      ،  ولهذا  وصفها  المقرر روبير  بالقول   :   -   بأنها  تلك  الفكرة   التي أدت  دورا مزدوجاً  في  نسف   فكرة  الخلق  والخطيئة  -    التي  أعتمدها   سفر التكوين  في قصته المشهورة  عن الخلق والخطيئة  (  القصة الساذجة )    ،   في الفكر الديني  العتيق  لا تقدم  الأصولية  المسح  الإيبستيمولوجي   المطلوب  لمسألة الخلق  ،  وفي المقابل  تبنى  العلم   حذف  وتعطيل   الفكرة  القائلة     بوجود    ( حواء  )  كمشارك   في  أصل   الخلق   الأول   ،   ومعززاً  مفهوم   -  آدم  -  بإعتباره  أسما   للجنس لا أسماً  للنوع   ،   بمعنى  أدق  يكون  آدم  المخلوق المشارك الجامع  والذي   يحمل  الصفات  الثنائية  للتركيب   السالبة  والموجبة  المنفصلة    أي القطبين  المنفصلين   الذكر والأنثى  .

    وفي هذه  الحالة لا يبدو الإدعاء الإعلامي  المماطل   الذي تبثه  مدارس  الظل  ،    والتي تدعي  فيه  بان  سمات الأصولية  تبلورت  في بداية القرن العشرين  ،  إدعاءا  ذي بال طالما  يراد منه  وضع الأسم  والصفة في غير موضعهما  وفي  الجهة المناوئة  لمنطق  التطور ، فالعودة إلى الأصول  لا يعني التمسك  الحرفي بالنصوص  كما تدعي   الموسوعة الكاثوليكية ، وإنما هي  تعبير عن  حماية  للنص  بحسب التفسير العلمي العقلاني  ،  فمثلاً  حين  تركز الأصولية  العلمية  على  مبدأ  التوحيد  وبان  الله  واحد  أحد  ،   فهي  تسلب  من أولئك القائلين  بتعدد  الآلهه   حجتهم  ودعواهم   ،   كما أنها  تؤكد على الإيمان   و بان   البشر مهما سمو  في الذات  أو في  المعنى  لن يقربوا  أبداً  من  حد الألوهية   ،  وفي السياق التفصيلي  ذاته  يلزم   نفي  فكرة  الرجعة  أو  عودة   بعض المؤمنين إلى الدنيا  بعد الموت     ، فكلا التصورين  باطلين  حين يوضعان في الميزان  في قياس  السبب والعلة  المُرادة  من  الرجوع والعودة    ،  كما إن الثقة الزائدة  بعودة المسيح  ورجعة الإمام  علي  إلى دار الدنيا   ليُحاكم أعدائه  وقاتليه  مصدر  هذه  المعلومة  الوهم  والتوهم  الذي تسرب  عن طريق  التلقين  والأخبار  الكاذبة  ،  ومحاكاة  المؤسسات  ذات الإتجاهات  الخاصة  و التي  تظل تدفع بالحجج والبراهين حول  ذلك  المعنى  مع علمهم  إنها  مجرد تخيلات وهرطقة ..
    ويعزز  هذه  الرؤية  الميثيولوجية    للمعنى  ما تبناه   مؤتمر نياجرا   سنة 1895  م  ،   الذي أعتبر  الإصولية   وماتقوله   وتتبناه  شيئاً  مقدسا  معصوما  ،   وعممت  تلك  الرؤية  على كل موضوعات   الكتاب المقدس   ،  من قضية  الخلق وولادة المسيح  وعودته إلى دار الدنيا  إلى مجمل قضايا الشريعة  ،  هذا  ولم تظهر  اللغة العربية  تعميماً  محدداً   ومعروفاً   للمصطلح   ،  إنما تبنته  رواية  ونقلاً  عن البيئة التي  أُنتج  فيها    ،  وهذا  تأكيد  بإن  المسلمين  لم يتداولوا  هذا المصطلح   لا  في الصدر الأول  ولا  في المراحل  اللاحقة توالياً   ،  كما لم يكن هذا  المصطلح  من المحددات  البيانية  للتعريف بهويتهم  أو خطابهم العام     ،  وحين شاع  تداول هذا المصطلح  وإستخدم    جاء  منسوخاً  ولذا تحمل تبعات  ذلك النسخ  الذي جاء مشوهاً  ممسوخاً   ،   وبالتأمل  لم نجد  هناك  ثمة  إجحافا  مقصوداً  حين  الزج  بهذا المصطلح  بالعنوان السلبي  في الدائرة الإسلامية ،    لأن  المسلمين  بالفعل  والقول  مارسوا  هذه  السلوكيات  ولذلك  وضعوا  في دائرة الإتهام ، يأتي هذا بعد صعود وتنامي  حركة المنتظمات الإسلامية السياسية   ،  ولكن لا يجب تعميم  الإنكار السلبي  عن متعلقات  الفعل من قبل حركات الإسلام السياسي .
      فكان لها ذلك  الدور المعتم  حول  مفهوم  الإسلام  والمسلمين  ،  ودعونا نستذكر معاً وسوياً  أفعال وممارسات وشعارات  وخطابات تحريضية وتعبئة وتحشيد  ،  كل تلكم الأعمال  تسهل عملية الزج بهم في هذه المتاهه التي عبرت عن نفسها في أكثر من موقف ،  وليس من الحكمة التوقف عند التسمية فالأصل هو  ما ينطوي عليه عملها إذ لا مشاحة في الأسماء والمصطلحات  ،   فلقد  أثبت  المشرع الإسلامي  هذه الميوعة في سلوكه ،  حين سمح لخياله الذهاب بعيداً  من خلال  تقديس النصوص  والشخصيات ،  هذا التقديس الذي أنعكس  على  سلم الأولويات  فلم يعتن بقرءاة النصوص قراءة علمية  وأخذ عن الغير الكثير من مناهج البحث  ،  وتلقى الكثير من المفاهيم والممارسات التي حيّدت دوره ليكون صداً  لغيره  ،  وقد مارس المشرع الإسلامي نفس ذلك  الأسلوب   في  إضفاء الأهمية  على النصوص البشرية وقائليها ،  محنطين العقل ودوره في التنقيب والبحث والتجزئه  ،  ولم ينفع الدفاع الذي يبديه بعض الكتاب عن السماحة والوسطية والنظر للغير بروح إيجابية ،  هذه  التطبيقات إعلامية محظة  ليس لها رصيدا  معرفيا  دقيقا   ،  بل ان الشواهد والشواخص تحدثنا عن صفة ترسيخ المقدس وجعل النصوص والفقهاء والسلاطين فوق الحقيقة وأهم منها .
      ويجادل البعض في صحة الإختلاف ويذهبون بذلك مذاهب شتى ، لكن الحقيقة تقول إن الإختلاف ولد إنتكاسات وتراجع لا مثيل له بل وتقاتل وسفك دماء  ، ولازلنا نعيش نكبته في كل عصر وحين ، وضغوطات الإختلاف دائما الحديث عنها بصيغة الحاضر والماضي والإستحضارات التي يظن كل فريق انه صاحب السطوة والحق ، حتى تقوقع القوم حول مقولات  مفترات  منها مقولة -  الفرقة  الناجية -  تلك الصنيعة التي توظف بحسب الواقع ومن بيده القدرة ضد المخالفين  .
    وفي ذلك يسود المقدس النوعي والمقدس النصي الذي صنعوه في المخيال معممين سطوته وجبروته على العقل ومدركاته  ،  في الكتاب المجيد  حين يتحدث عن اصل الخلق  ، يبسط  المعنى كثيراً  حول مادة الصنع وطريقته حتى ويكأنك تعيش الفكرة ، تحت مظلة المسألة الطينية  ويغضب الكتاب عن الرادين لها من وجهة   نظر  التمايز  أو الطبيعة ،  هذا على مستوى العموم  وحين يخصص البعض ببعض الميزات يربطها بالجانب الروحي والتذليل من عقبات الغير في مواجهة اصل الإيمان  والعبادة ،  فجملة -  فضلتكم على العالمين  -  إشارة لهذا المعنى  ليس من حيث نوع المادة ولا خصوصيتها  ،  ولكن بالعلاقة مع الله والامتثال لعبادته دون غيره ، وهذا على غير ما جاء في سفر اشعيا  أو الحكاية التلمودية  عن نوعية الأجناس  البشرية ،  لكن هذه السفسطة وجدت اذان صاغيه لدى فرق اسلامية بعينها  فتحدثت عن هذا التنوع مكتسبة لهم صفة نوارانية  مقدسة معصومة وهكذا ، طبعا لم ينشأ هذا ويتولد  في الفكر العربي البسيط ولكنه نشأ بفعل التلاقي مع الأخرين والأخذ عنهم فكرة  تقديس النص ، والأخذ بحرفيته ،  وكذلك تقديس أقوال  رجال الدين   ،  والذي يهمنا   في  الأصولية   هنا  ليس كونها  مصطلحاً  وحسب   ،  بل  مفهومها  السائد  المتداول في وعينا العام ، ذلك المفهوم الذي أرتبط  بفعل  -  أصل  و أصيل    -  ومنه  تأصيل و أصالة   ،  وهكذا  فهو   اصولي  :  والذي  هو  صفة وصف  من دون تحديد لموقف فكري محد  ومعين  ،   لكنه  مع الأيام  غدى ذلك المعنى المُراد  لدى  دارسي  أصول الفقه  وأصول  الدين  ،  وهذه  صفة  محمودة  غير مذمومة  ،   وهي تنتمي  لهذا  الجذر  الذي يُقسم  في وعينا  التصور والمفهوم  إلى  :
    أصولية  عقلية   :  وهي  تلك  التي  تقيم متبنياتها  وبراهينها  على العقل   ،  وهذا  النوع  غالب  في أدب الكتابة والإعلام  الإسلامي  لدى طوائف المسلمين   من السنة والشيعة  .
    أصولية سلفية  :  وهي تلك التي تقوم وتعتمد  على الأخبار ومخلفات السلف  من مرويات وأجتهادات وأفكار.
    و النوع  الأول  أصحابه  يدعون  إنهم   يؤمنون  بالإجتهاد  وبالفكر   وبالعلم   كطريق لفهم النصوص  والأشياء   ،  وهذه الدعوى  فيها الكثير من الوهم والتحايل على الحقيقة  ،  ذلك  أن من أشراط الإجتهاد   الموضوعية   هو   السماح للعقل  أن يعمل بحرية  ومن غير مثبطات  سواء أكانت تراثية أو تاريخية  ،  أو  من مقولات وأراء  مخالفة للواقع    ،  كذلك  ومن لوازم الإجتهاد  إفساح المجال  للحوار العقلي  في النقض والإبرام من غير  حدود أو سقوف  مسبقة  و  مفترضة ،   وكذا  من لوازم الإجتهاد  القبول بالرأي الأخر  مهما أختلف أو تباعد  ،  وفي هذا  لا فرق  واضح  بينه وبين النوع الثاني   ،   أعني  لا  فرق  بين  الأصولية العقلية  و الأصولية  السلفية   التي  هي  في الأصل   تعطيل  للعقل وحدود  مداركه    ،  وهي تعلن  مكابرة  ودون  حياء   سد أبواب التعقل  وما ينتج عنه  وما يؤول إليه  ،    وهي  تدعوا  للإيمان القسري الجبري الإكراهي  ،   أعني إن السلفية  تسد أبواب المعرفة المنطقية والفلسفية القائمة على الدليل والبرهان    ،   لأنها  تظن في ذلك أنها تحترم  النصوص  وتقدسها  وتحميها    ،   موهمة  أتباعها  أنها أنما تريد  ان يكون  اللاحق  موافقاً  ومرتبطاً  بالأصل دون تشوية أو تعرية  ولهذا تتمسك  بمفهوم  السمع والطاعة السلبيين    .
    إن تقسيم الأصولية إلى  عقلية و سلفية  هو  تقسيم أفتراضي  أو قل منهجي من أجل الفهم والإدراك التبسيط   ،  وإلاَّ  فتاريخ  الأصولية  بشقيها  نشأ وترعرع  في ظل أدب الكلام والإيديولوجيا  ،  وكانت الشرارة  المعلومة بالنسبة لنا هي تلك الصرخة التي أطلقها واصل بن عطاء  وتبعه جمهور ممن ضاقوا ذرعاً  بالسمع والطاعة لدى مدرسة البصري  ،   هذا ما  يوحي  به  العصر العباسي الثاني ومناصرته  للفقيه أحمد بن حنبل ،  وذلك رداً على ما ذهبت إليه المعتزلة  ،  والمعتزلة  :  هي فرقة كلامية ظهرت في بداية القرن الثاني أواخر العصر الأموي  ، وقد أزدهرت في البصرة ولعبت دوراً  رئيسياً في العصر العباسي على المستوى السياسي  والديني  ، فأعتمد أصحابها على العقل ورفضوا  الأخبار  بالعقل والتي لم يرد  فيها شرع مقبول  - الموسوعة الدولية  - 
    هي أذن  فرقة أصولية إعتقادية عند المسلمين كانت تعتمد العقل كدليل وحجة وبرهان  ،  لكن الحنبلية كافحت هذا التوجه وحاربته وأنتصرت في بعض الجولات ، مع صعود خلفاء آمنوا بذلك  ،  وقد تبنى الفكر الحنبلي فقهاء مسلمين منهم ابن تيمة الجزري والذي تنسب اليه الجهادية المعاصرة وكذلك تلميذه ابن القيم الجوزي ، وهؤلاء جميعاً أشاعرة من جهة المذهب الكلامي والإيديولوجي  ،  وأما الحركات المعاصرة من القرن العشرين وإلى يومنا هذا فقد تبنت أفكار أبن تيميه  وتلامذته  كمحمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب ، والأخوان المسلمين بمصر  ،  وهؤلاء كان أثرهم في نشر الأفكار المتطرفة الراديكالية عبر كتابات سيد قطب وحسن البنا والهضيبي وغيرهم ،  التي تدعوا لمحاربة العلمانية والجهاد ضد الحكومات الوطنية  .
    وكانت لكتابات أبو أعلى المودودي  أثرا في تنامي الفكر المتطرف ،  كما  لعب الرئيس السادات دورا غير مباشر في صناعة الإرهاب والتطرف ،  من خلال السماح لكثير منهم بالنشاط والحركة  حين فتح لهم الأبواب في عملية غبية معروفة في حينها    ،  ولأن  السلفية الجهادية لا تؤتمن  على حال  فقد كان  منهم  أن قتلوه يوم 6 أكتوبر 1981   رداً  للجميل الذي  فعله  ،  ثم أزداد نشاطهم  ونفوذهم   مع نجاح ثورة آية الله الخميني في إيران الذي حفزهم من باب التقابل  ، فنشأت حركات متنوعة و كثيرة ، ثم جاء الإحتلال السوفيتي لأفغانستان ليدعم ويطور هذه الحركات على نحو واسع مع تشجيع من الدول العربية الخليجية  وبالتعاون مع المخابرات الامريكية  في حينه  ،  وعلى أثر ذلك ومن خلاله تكونت منظمة القاعدة من شباب  عرب ومن  غيرهم  ،  وكانت للقاعدة ممارسات ارهابية شديدة في كينيا نيروبي وفي السودان  وفي السعودية ،  حتى جاءت لحظة التدمير الكبير يوم 11 سبتمبر 2001  بتدمير برجي التجارة في نيويورك وضرب وزارة الدفاع البنتاغون  ،  وعلى أثر ذلك شنت أمريكا بعهد جورج دبليو بوش  الأبن  حربا في أفغانستان دمرت دولة طالبان ومنظمة القاعدة تلك الحرب التي لم تنته بعد ،  ومن ثم الخطيئة الكبرى حين دخلت قوات أمريكا العراق بحجة البحث عن أسلحة دمار شامل ومساعدة الإرهابيين من قبل صدام حسين ،  منذ ذلك  الحين تنامى دور الأصولية والإرهاب حدا منقطع النظير ، وقد شجع على ذلك التناقض الشيعي السني في الإسلام ،  ومع تبلور فكرة إقامة الحكومة الإسلامية تبنى فرع من الأصولية العراقية مبدأ إقامة الخلافة الإسلامية وهكذا نشأة  - داعش -  كمنظمة وكخلافة أمتدت على أراض واسعة من العراق وسوريا ، وتحكمت بمصادر الطاقة ،  وقد شجعتها بعض الحكومات الخليجية وتركيا لأغراض محلية وأهداف متناقضة ،  طبعاً لا يفوتنا التذكير بالخطأ الإستراتيجي الذي قام به أوباما حين شجع على ما سمي بالربيع العربي ، الذي ساهم عن عمد أو بدونه بنشر حالة الإرهاب وتوسيع دائرته في كل المنطقة العربية من افريقيا الى اسيا  صعودا الى اوربا وامريكا .
     
    راغب الركابي    
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media