سنرجع يوماً الى حيّنا
    الثلاثاء 28 يوليو / تموز 2020 - 06:16
    د. ميسون البياتي
    توفي يوم أمس الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد رحمه الله , وهو أشهر من تغنى بأشعاره بالعوده الى فلسطين . ولد في يوم غير محدد من عام 1927 في حارة الزيتون وتوفي أمس  27/07 /2020 في كندا 

    يمتاز شعره بروح التمرد والثوره , وهو من شعراء الخمسينات أصدر 20 ديوان شعر أما عمله فقد كان مندوب فلسطين المناوب في جامعة الدول العربيه 

    [[article_title_text]]
    الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد
    أنهى الشاعر دراسته في غزا , الثانويه كانت عام 1947 بعدها دخل دار المعلمين العاليه وتخرج منها عام 1954 . عندما أسس جمال عبد الناصر منظمة التحرير الفلسطينيه وجعلها ( الممثل الشرعي والوحيد ) للكفاح الفلسطيني مصادراً بذلك كفاح ونضال جميع الفصائل التي لا تنضوي تحت قيادته لخدمة أهداف مصر في صراعها مع اسرائيل بحجة تحرير فلسطين , عمل هارون هاشم رشيد مسؤولاً عن إعلام المنظمه في الأعوام ما بين 1965 – 1967  وبعد نكسة حزيران تم نقله من قطاع غزه الى القاهره حيث تم تعيينه رئيساً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينيه في القاهره , وتم تنسيبه 30 عاماً كمندوب لفلسطين في اللجنه الدائمه ( 1 _ للإعلام العربي 2_ للشؤون الماليه والإداريه ) في جامعة الدول العربيه , ورغم ذلك واصل كتابته في الصحافه والتأليف الشعري 

    نقرأ قصائده التي يعبّر فيها عن مأساة الفلسطينيين الذين اقتلعوا من أرضهم وبيوتهم ، كما يصف عذابهم ومشاعر الفقدان والاغتراب العميقة التي عايشوها عبر السنين . أُطلقت عليه تسميات مختلفة مستوحاة من عذابات شعبه فهو : شاعر النكبة ، شاعر العودة ، شاعر الثورة وهي تسمية أطلقها عليه خليل الوزير عام 1967 كما أطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب شاعر القرار194 وهو قرار الأمم المتحده الصادر بتاريخ 11/12/1948 الذي نص على إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام في فلسطين في المستقبل   

    بحكم وجود الشاعر في مصر وعلاقته مع إذاعة صوت العرب ومنظمة التحرير الفلسطينيه اختيرت ما تقارب من  90 قصيدة من قصائده لتصبح مغناة من قبل بعض المطربين من بينهم  فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح ، وغيرهم.
    كما كتب 4 مسرحيات شعرية تم تمثيلها في القاهره أو تحولت الى مسلسلات اذاعيه 


    أشهر قصائد الشاعر هارون هاشم رشيد غنتها له فيروز هي قصيدة سنرجع يوماً الى حينا , القصيده والأغنيه كلتاهما جميلتان , لكن كاتبة السطور لها تحفظ شديد على سماع فيروز وإليكم السبب 

     بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الامريكي المباشر 2003  أجرت فيروز لقاءاً صحفياً مطولاً منشوراً في عدد من الصحف قامت به زميلتنا اللبنانيه هاديه حيدر التي كانت تعمل في العراق في مجلة فنون , قالت فيه فيروز حين سألت عن العراق بأنها أثناء زيارتها الى العراق عام 1976 رفضت الغناء على المسرح طالما أن صورتين لأحمد حسن البكر وصدام حسين ( قياس 1,5 × 3 متر ) منصوبتان على أرض خشبة المسرح بمواجهة الجمهور محمولتان على مسندين , ولم تغنِ إلا حين تم رفع الصورتين 

    في العام 1976 كاتبة السطور كانت تعمل مذيعه في تلفزيون العراق وكانت موجوده في حفلة فيروز تلك وهي شاهد حي على الواقعه . عام 1976 لم تكن توجد مسارح أو فنادق كبرى في العراق , كان أكبر مسرح لدينا هو مسرح قاعة الخلد وهو مسرح مدرسي بقياس مسارح اليوم , أُقيمت حفلة فيروز في قاعة الخلد , وكانت فيروز بصحبة فرقتها الراقصه التي تحتاج حيزاً مكانياً كبيراً للحركة والرقص .. عندها قررت إدارة المسرح رفع الصورتين من فوق خشبة المسرح ووضعهما على أرضية القاعه بمواجهة الجمهور لفسح المجال امام الفرقة الراقصه المصاحبه لفيروز كي تؤدي استعراضاتها , وليس من أجل موافقة فيروز على الغناء بسبب إمتناعها عنه لوجود الصورتين 

    ومع هذه الشهاده تسجل كاتبة السطور تأكيدها أنها لا تدافع عن الرئيسين البكر أو صدام عليهما من الله ما يستحقان , لكنها ترغب الرد على كل من يتزلف كذباً لمن جاء من أقصى الأرض لكي يحتل العراق 

    د. ميسون البياتي     
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media