اجهزتنا الأمنية والاستخبارية متعبة... وتغييرها قد يسعد قياداتها...!!
    الجمعة 22 يناير / كانون الثاني 2021 - 03:36
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    لقد اعتدنا على ظاهرة جديرة بدراسة جدية واعادة النظر في نتائجها ، انه كلما طرأ أي خرق في الاجهزة الامنية والاستخبارية، يسارع السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فورا الى تغيير قياداتها ، وهو أمر باعتقادنا المتواضع، سوف يسعد تلك القيادات نفسها وربما فيه ما يتمنونه. فتحمل المسؤوليات في عراقنا اصبح أحد الاعباء الثقيلة جدا على كاهل المسؤولين الامنيين بشكل خاص ، حتى اننا ونحن نراقب ما يجري، نتمنى ان تلك القيادات العسكرية الامنية ، لا "تفتعل" مواقف الضعف والخروقات التي تحصل من اجل ان يتم تغييرهم ، وان كانت تلك القيادات تتسم بالشجاعة والتضحيات ، ولكن الانسان ، أي انسان ، له قدرات وطاقات محدودة وخصوصا تحت ظروف هذا الاستنفار لاجهزتنا الامنية المباركة من اجل حماية عراقنا ، فنحن لا نبالي بطرح كل ما نعتقده لما للظروف من أحكام. 

    أن الاسراع في تغيير القيادات الامنية بعد كل خرق ، له نتائج سلبية كبيرة على الاوضاع الامنية ، بسبب ، ان القادة الجدد سوف يبدأون من الصفر في وضع خططهم الجديدة ، في حين أن عزل القادة الذين اكتسبوا الخبرات وامتلكوا تجربة اكبر في الممارسات ضد الارهاب وطرقه وتوقيتاته ، يتم استبدالهم وخططهم والخبرات التي اكتسبوها ، وهو امر لا يتسم بمنطق حاذق!! 

    كما ونعتقد أيضا، أن الاجراءات التي يتبناها الاستاذ الكاظمي في تغيير تلك القيادات سوف لا تجدي نفعا ، الا اذا صاحبها تشكيل مجالس تحقيقية وعقوبات لتلك القيادات ان برهنت على أي اهمال ما، فالتغيير كما ذكرنا قد يمون من بين اماني تلك القيادات . والتفاصيل التي تم نشرها عن هذه المحاولات الارهابية في هذا اليوم الخميس ، 21 كانون الثاني ، 2021، كانت تؤكد على ان الارهابي او الارهابيين كانوا قد فجروا انفسهم بين حشود شعبنا فتسبب ذلك باستشهد الكثيرين من ابناء شعبنا وهو امر ارهابي مباغت، فلماذا يتم استبدال القيادات الامنية؟  

    فمن بين الامور الهامة والبديهة ، ووفقا لنظرية العالم النفسي "ثورن دايك" في نظريته "التجربة والخطأ" ، ان خبرات الانسان ، أي انسان ، تزداد من خلال ممارساته تجاربه. فليس عملا ناجحا ان نرى أن اؤلئك القادة الذين امتلكوا خبرات وتصورات عملية عن الاوضاع الحياتية العراقية، يمكن ان تتم ازاحتهم فورا هكذا بسبب خرق في الظروف الامنية واستخدام الارهابيون "لعنة الله عليهم جميعا"، عنصر المباغتة لعراقيين امنين من خلال تفجير انفسهم. فما هو الداعي لتغيير قيادات أمنية اكتسبت خبرات كبيرة بينما كنا نقرأ في الامس كلمات المديح والثناء لجهودهم المشرفة؟

    ولكن، وكما هو واضح ، ان السيد رئيس الوزراء الكاظمي مضطر لعمل "أي شيئ" امام تلك الخروقات ، فليس بوسعه سوى أن يسارع الى تبديل تلك القيادات لتحاشى اعداءه من منتقديه من الفاشلين في بحثهم عن "بطولات" وهمبة من اعضاء البرلمان ممن كانوا ولا يزالون اسبابا فيما يعيشه عراقنا من كوارث الفساد والاستهتار والخيانات لدول الجوار!!  

    فوفقا - لبغداد (ناس) - أمر القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، الخميس، بإجراء تغييرات في مفاصل الأجهزة الأمنية . ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر حكومي قوله، تابعه "ناس"، (21 كانون الثاني 2021)، إن "القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي أمر بإجراء تغييرات في مفاصل الاجهزة الأمنية والاستخبارية المسؤولة بعد التفجيرين الإرهابيين الذين اسفرا عن استشهاد 32 مدنياً وجرح 110 آخرين".
      
    وأشار إلى، أن "اهمية إجراء التغييرات بعيدا عن الضغوط والتأثيرات في العمل الأمني ورفض اي تدخل بالمطلق."
       
     وعقد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، في وقت سابق اليوم، اجتماعاً طارئاً لقادة الأجهزة الأمنية لمعرفة أسباب الخرق الأمني الذي شهدته العاصمة بغداد صباح اليوم. .  

    وذكر بيان مقتضب لمكتب القائد العام تلقى "ناس" نسخة منه، (21 كانون الثاني 2021) إن "رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي يترأس اجتماعًا طارئًا لقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية بمقر قيادة عمليات 
    بغداد) ...انتهى...

    مرة اخرى ، نعتقد لو ان تلك القيادات الامنية ان تستمر بتحمل مسؤولياتها بعد اكتسابها خبرات كبيرة في بسط الامن والذود عن شعبنا ، ففي تغيرها خسارة كبيرة لخبرات اكتسبتها في مقارعة الارهاب والارهابيين. وان كان في ذلك وسيلة للسيد الكاظمي في اسكات من يتحينون الفرص ضده. 

    "فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين".

    حماك الله يا عراقنا السامق ...
    January/ 21/2021   

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media