التصريحات الإيرانية عن السعودية .. بين الرجاء واليأس
    الأثنين 25 يناير / كانون الثاني 2021 - 11:37
    [[article_title_text]]
    (RT) - عقب خروج ترامب من الببيت الأبيض، توالت التصريحات الإيرانية حول سبل "إصلاح" العلاقات مع السعودية، فما دلالات مثل هذا التوجه؟

    يبدو أن الدبلوماسية الإيرانية انتعشت آمالها اقليميا، بانتهاء مشوار دونالد ترامب الرئاسي، وقد يكمن السر فيما أشار إليه المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإيرانية، سعید خطیب زاده، في تصريح لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية، حيث رصد ما وصفه بـ"إصلاح" السعودية لبعض سياساتها من جانب تعاملها مع بعض دول الخليج، في إشارة إلى تطبيع العلاقات مؤخرا مع قطر.

    وفي هذا الاتجاه لفت زاده إلى أن بلاده في حال تيقنت من جدية "هذا الإصلاح السياسي"، ومال السعوديون إلى حل المشاكل عن طريق التعاون الإقيليمي، فإن بلاده ستكون أول دولة مرحبة.

    والنقطة الهامة في هذه التصريحات تتمثل في إعراب المتحدث الإيراني عن استعداد بلاده لمناقشة "بعض مخاوف السعوديين"، إلا أنه سرعان ما استدرك بالقول إن هذه المخاوف "تکون أحیانا وهمیة".

    وجدد زاده في أحدث تصريحاته رغبة بلاده في إصلاح العلاقات مع السعودية، مشيرا إلى أن طهران ستفتح ذراعيها أمام الرياض "في حال غيرت سلوكها في المنطقة".

    اللافت أن زاده بالتوازي مع هذه النبرة المهادنة، أشار إلى عدم إمكانية الحديث "عن استعداد السعودية للتغيير، بينما لا تزال تشن الحرب على اليمن وتدعم إدراج الحوثيين على اللائحة الأمريكية للإرهاب".

    أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فقد عدّد مؤخرا  الجهود التي بذلها لإصلاح ذات البين مع الرياض، وأعلن أن إصلاح العلاقات مع السعودية كان من أولى القضايا التي بحثها بعد توليه منصبه مع اللواء قاسم سليماني، الذي قتل  مطلع العام الماضي في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.

    وذكر جواد ظريف أنه أبلغ السعوديين في عام 2013 عن رغبته في زيارة الرياض، إلا أنهم لم يرحبوا بذلك، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يشعر بالأسف لأنه لم يصر على زيارة السعودية في ذلك العام.

    وقال عن المناسبة ذاتها أيضا: "أبلغت وزير الخارجية السعودي الأسبق، سعود الفيصل، عام 2013 باستعداد طهران للحوار مع السعودية، بمشاركة قاسم سليماني، حول العراق وسوريا والبحرين ولبنان واليمن، لكنه رد علينا بأنه لا علاقة لكم بالعالم العربي".

    ورمى رئيس الدبلوماسية الإيرانية الكرة في الملعب السعودي، وحمل الرياض المسؤولية عن رفض محاولات تسوية العلاقات وكلك إيقاف الحرب باليمن في بداياتها.

    ودعا جواد ظريف في هذا السياق دول الخليج إلى القبول بمبادرة قطر للحوار مع بلاده والعودة إلى المنطقة "وحينها ستكون طهران مستعدة للتفاوض".

    وفيما شدد على أن بلاده لا تشن حروبا بالوكالة في المنطقة، وأن ما لديها في المنطقة هم أصدقاء لا وكلاء، خاطب دول الخليج قائلا "إن إسرائيل قادمة لزعزعة أمنكم وتجعل من أرضكم حدودا لحربها.. نقول لدول الخليج أن ترامب وصفكم بالبقرة الحلوب، وستكون إسرائيل أسوأ لكم من ترامب".

    كل ذلك يشير إلى أن الظروف لم تنضج بعد، ولم يحل موسم ذوبان الجليد بين طهران والرياض، أو على الأقل هذا ما توحي به تصريحات المسؤولين الإيرانيين الداعية للتصالح مع دول الجوار، مع الإصرار على المحافظة على الوضع القائم كما هو، وبشرط أن يتغير الطرف المقابل.

    المصدر: RT
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media