من هو الربان ومن مسؤول الدفة في سفينة العراق‎‎
    الأربعاء 13 أكتوبر / تشرين الأول 2021 - 16:55
    د. كرار حيدر الموسوي
    كل تلك التغييرات السطحية لم تؤثر على حياة الناس بل تداخلت الطبقات و تغيرت احوال اسر و مجموعات بشكل عشوائي نتيجة استاثارهم بالجكم و السلطة او جانب منها. لم يعد هنالك تمييز بين الطبقات الاجتماعية علميا، بحيث الفقر استشرى بين من لم يكن يتوقع ان يصل لتلك الدرجة و استثرى الاخرين و انتقل الى موقع و مستوى معيشة لم يحلم بها يوما .

    تعمق الافكار و التوجهات الروحية لمصالح حياتية و التزم الناس بالعقائد الضيقة الافق و التوجهات الخيالية او من ماوراء الطبيعة، بعيدا عن التعمق و التوسع في الغور او العمل و الجهد لتجسيد مفهوم الناسانية قبل اي شيء اخر، كما هو المفروض في هذا العصر، فتغيرت مع هذا الواقع اخلاقيات و سلوكيات المجتمع و الفرد و لم يعد الثوابت المفيدة لحياة الناس موجودة الان . كل تلك التخبطات ادت الى التراجع الى نقطة الصفر و المربع الاول مما يتطلب بذل جهود هائلة لبدء عملية التغيير الطبيعي المطلوب في حياة العراقيين .

    ما يسمى السفير الأمريكي في العراق، ليس سفيرا بل هو المندوب السامي البريطاني الذي يعتبر الوجه الآخر لبول لبريمر ويحكم العراق الآن بعلم وبأوامر الولايات الأمريكية المتحدة,و يعتبر خطرا على العراق كونه لديه مخططات لتدمير العراق بالتفجيرات وتقسيمه من خلال الضغط على بعض الشخصيات السياسية,السفير الأمريكي يُبلغ السياسيين المتواطئين ضد الحكومة العراقية بعدم إدخال الحشد العشبي لتحرير الأنبار حتى يتم استكمال الخطة لتفتيت العراق وتقسيمه واستمرار مسلسل القتل والانفجارات.

    صرح الدكتور محسن عبد الحميد رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي العراقي فقد قال: أنه دُعي إلى مؤتمر في أمريكا هو وعدنان الباجه جي وعبد العزيز الحكيم (رئيس المجس الأعلى الإسلامي العراقي) سنة 2004 وبعد انتهاء المؤتمر طلب منهم لقاء برتوكولي مع الرئيس الأمريكي (بوش الابن) فقال د. محسن إنني لم أفضل هذا اللقاء وذهب عدنان الباجه جي وعبد العزيز الحكيم، وبعد اللقاء وعند السلام على بوش قال عبد العزيز الحكيم له إنني أريد اللقاء معك على انفراد لدقائق محدودة، فجفل بوش وأصابه الذهول من هذا التصرف الغريب، وتدخلت على الفور (كونداليزارايس) مستشارة الأمن القومي وصاحبة سياسة الفوضى الخلاقة، وأقنعت الرئيس على تلبية طلبه، فلما اختلى الرئيس بوش به مع (كونداليزارايس) ووزير خارجيته (كولن باول) قال له عبد العزيز الحكيم: سيدي بوش سلمونا العراق لنحكمه وسنكون خدّامكم الأمناء على مصالحكم وسننفذ كل ما تريدونه في المنطقة، وبعد انتهاء المقابلة نقل الوزير (كولن باول) ما قاله الحكيم إلى عدنان الباجه جي وهو يتعجب من سخف وتفاهة هذا الطرح، ثم نقل هذا الكلام الباجه جي إلى الدكتور محسن عبد الحميد.نعم احتلال العراق تم بمساعدة وموافقة وتفاهم أمريكي إيراني وتلاقت المصالح التي تجمعهم لتمزيق العالم العربي والإسلامي السني، فالحرب الدائرة الآن في سوريا وما يجري في لبنان واليمن والمشاغبات في البحرين لإيران اليد الطولى لإشعال هذه الحروب الطائفية والمذهبية ولم نسمع من أمريكا أو الغرب أن أي مليشية شيعية مثل حزب الله الذي تدخل في حرب سوريا أو المليشيات العراقية أو الحوثيون على أنهم منظمات إرهابية لأن وجودهم يحقق لدول الغرب وأمريكيا كثيراً من غاياتهم، فقد سمعت أن السفارة الأمريكية في البحرين هي المرجعية للشيعة هناك.

    لم تمض ايام حتى تفاجي الجمهور العراقي والعربي بصورة كبيرة لمجموعة من المعممين من طلبة الدراسات العلمية في مرجعية السيستاني وسعيد الحكيم وهي تلتف حول الجنرال بول بريمر وبأبتسامات عريضة – مازالت بعض المواقع اللكترونية تعرضها في مواقعها سخرية من هذه المرجعية وطلبتها – بعد حوار شفاف وديمقراطي عن الأسلام والديمقراطية وحقوق الشعب العراقي في ظلّ الأحتلال ؟ّ!

    بول بريمر طرح مشروعا واحدا على كلّ الأحزاب وكلّ المرجعيات وكلّ الكيانات السياسية التي أنضمت للعمل في ظل أحتلال دولته – من شيعية أو سنية أو كردية أو غيرها من الطوائف الأخرى – تنفيذ كل ما ينفذ المصالح الأمريكية في العراق حتى لو سبح العراق ببحر من الدماء ؟!

    ما يحتاجه العراق اليوم.. حاكم عادل.. لا طائفي.. قوي صارم للحق وضد الباطل.. يحب العراق ويحب أهله.. لا يناور في مبادئ العدل والمساواة.. قادر على المناورة من أجل حقوق وطنه.. يضع مصلحة أهل العراق ووحدتهم فوق كل اعتبار, و عليه لابد من عملية جراحية قيصرية كبيرة من كافة جوانب حياة المجتمع و السلطة كي توضع الحال على سكتها الصحيحة المرادة و الطبيعية و الخاصة بخصائص و مميزات الشعب العراقي المميز

    علاوي وما أدراك باياد علاوي , رجل يتزحلق على كلّ الجبال وكل التلال , يسير في السفوح ويسير في الأدغال , هو كلّ شيء سني شيعي ان اردته , كردي من الطراز الأول , تركماني وعربي ومسيحي وصابئي , علاوي عجينة جاهزة لتصنع منها ماتريد , لكن حسب مصلحته ونفوذه وطموحه الى مايريد . ليس عند علاوي مقدس , فهو يبيع علي بعمر ويشتري يزيد بالحسين … مايدعى بكردستان عنده العراق ان تطلبت مصلحته , العراق جزء من ايران اذا فرض عليه الأمر , بغداد فارسية وكردية … الجنوب تابع للسعودية أو لأيران … الشمال العراقي كردستان أو هو جزء من اناضول تركيا …علاوي مشروع للبيع والقتل والتهجير والأعدام الوطني, أما أياد علاوي فيلزمه جهد سياسي وتنظيمي كبير لكي يستطيع معاودة الوقوف على رجليه مجدداً والدخول في شوط المنافسة.. لعبة التسقيط السياسي عبر وسائل الاعلام لا تقدم مكاسب لوجستية جدّية.. عليه القيام بمراجعة جذرية لبنية مشروعه التنظيمية داخل حركة الوفاق وفي اطار الكتلة السياسية الجديدة التي قد ينوي التحرك وفقها، وتقديم برنامج متجدد فيه قدرة على استشراف الواقع والمستقبل وتنفيذ آليات عملية للتعبير عن آمال الجماهير.. علاوي بحاجة الى اجراء مراجعة ثورية شبيهة بالانتفاضة لامكانيات قيادات حركته وقائمته من حيث مستوى القدرة في العمل السياسي العراقي والولاء الحقيقي لمنظومته، وازاحة النفعيين،ومن ثبت فشلهم السياسي، فالجمهور العراقي محبط ولن يعيد تجديد الولاء لأشخاص ابتعدوا عن الناس، خصوصاً ان قانون انتخابات المحافظات الجديد سيجعل الناخب يعطي صوته مباشرة لمن يريد وليس للقائمة.وعليه الانطلاق بوثبة حقيقية تتجاوز حالة الترهل الحالية وبناء تحالفات سياسية جدية حول مركزية مشروع وطني عراقي، والتوجه نحو الجمهور مباشرة ببرنامج جريئ يستخدم الأدوات السياسية القادرة على التواصل مع الناس عبر وسائل اعلامية جريئة وصادقة.. والفرص دائماً متاحة أمام السياسيين.. من المؤكد ان هناك من هو يائس من هذه الفكرة ومحبط، ويعتقد ان سيناريو اللعبة الأكثر رجحاناً هو تجمع كتلوي سني يكون بعيداً عن المالكي أمام الاعلام في المرحلة الأولى ثم ينضم اليه لاحقاً.. خصوصاً وان هذا السيناريو له من يدعمه ويتناغم مع دعوة المالكي لفكرة الأغلبية السياسية . وهل سيلد الواقع السياسي العراقي تكتلات سياسية جديدة أو متجددة قادرة على المنافسة؟ أم ان الانقسام الطائفي والعرقي قد حصل وأعاد العراق الى ما قبل الدولة الوطنية الحديثة.

    كلّ القوى والأحزاب السياسية العراقية الى مرجعياتها الدينية الأيرانية في العراق, وافقت على بنود وقرارات بول جيري بريمر من الدستور الى آخر تشريع أقره لهم لسرقة الدولة العراقية , والعاملون في المنطقة الخضراء يدركون قيمة كلامي هذا جيدا .

    الحزب الأسلامي – الاخوان المسلمون – يمثلهم الهاشمي ورئيس البرلمان العراقي , جنسياتهم بريطانية وهم لايعتقدون بالعراق ولا بأهله, عملهم هو كما أقره السفير بول بريمر سرقة مايمكن سرقته من ميزانية الدولة العراقية .

    حزب المجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم , حزب ايراني معروف , حتى انّ عبد العزيز الحكيم وفي دورته الشهرية صادف زيارته فرنسا , وعند سوآله عن الحرب العراقية الايرانية قال الحكيم : يجب على العراق دفع 100 مليار دولار كتعويضات لايران , الحكيم عبد العزيز كان يمثل رئاسة العراق آنذاك ؟

    نوري المالكي أنشق على رئيس حزب الدعوة الكبير ابراهيم الأشيقر , والأشيقر هذا اصوله مثل اصول السفير حسن دنائي فر ومستشار نوري المالكي علي الاديب.

    كابينة نوري المالكي مجمعها من اصول فارسية , خاصة وزير النفط حسين الشهرستاني الى مستشاره على الأديب ومجموعة اخرى ستظهر للعلن بعد ظهور العصى الامريكية .

    أحمد جلبي نزع عروبته ودخل الى فارس عن طريق أمّه الفارسية , حتى انّه أنقلب على اسياده الامريكان وعلى بناته واولاده الذين يعيشون في الغرب الأمريكي والبريطاني …. ابنة جلبي تمارا وضعت كتابا اخيرا تحاول فيه ترقيع تأريخ هذه العائلة الفاسدة والمجرمة في العهد الملكي الى عهد الأحتلال

    الشعارات الطاغية هي للحكومة بجميع أجهزتها السياسية والعسكرية والاعلامية. مجلس النواب ضعيف لكونه ظلال الحاكمين ومن هم معارضون من دون معارضة لكونهم مشاركون في الحكومة وليس السلطة.. لا يُعرف لماذا يرتضون هذه المعادلة؟ الجميع منتفعون من السلطة، والشعب في واد آخر.

    من يحكم البلاد؟ هل هو نوري المالكي.. وهل هو حقيقة مشروع دكتاتور جديد ؟ وهل حقيقة انه رجل ايران؟ أم رجل العراق الموالي لايران؟ أم انه حاكم من نوع آخر في ظل النظام الديمقراطي الجديد الذي صنع دعائمه بريمر؟

    ثم لماذا تأخر المالكي لحد اللحظة عن تقديم نفسه للعراقيين كصاحب مشروع وطني عراقي؟ هل لكونه يعلم بأن من رفع هذا الشعار والبرنامج خصمه أياد علاوي، ولا يريد تقليده؟ أم يعتقد بأنه يمثل المشروع الوطني؟

    لماذا تبقى كل هذه الأسئلة مجرد شعارات نظرية وتحليلات عامة لا تخضع للفحص والنقاش أمام الرأي العام؟ .

    من يحكم العراق الآن ؟تحكمه الأحزاب الكردية , وبأجندة صهيونية .

    من يحكم العراق الآن ؟تحكمه المرجعية الفارسية من النجف الاشرف وبأجندة أمريكية وايرانية .

    من يحكم العراق الآن ؟يحكمه المرتزقة والجواسيس والقتلة والعملاء من الاحزاب العراقية والأعجمية التي وظفتها حكومة بول جيري بريمر منذ أكثر من نصف عقد والى الآن .

    من يحكم العراق الآن ؟يحكمه الامريكان بجيش رسمي قدره 50 الف عسكري أمريكي وجيش آخر من المرتزقة يقدر ب 100 الف مرتزق في مدن العراق .

    من يحكم العراق الآن ؟تحكمه مجموعة ارهابيين وقتلة ومجرمون من دولة فارس بأسم هذا الحزب المقدس وذاك الحزب الشيطاني الذي يدخل للشعب باسم محمد وعمر والمهدي وآخر خزبعلات الدجالين من رجال الدين .

    من يحكم العراق الآن ؟تحكمه الأحزاب الصفوية والأحزاب الصهيونية الى الأحزاب القومية العربية التي لبست كلّ الالوان وكلّ الاشكال للسماح لها في دخول المشروع الأمريكي لديمقراطية البلد الأمي والمتخلف والرجعي الذي قضى قرونا من عمره في الامية والجهل والتخلف الحضاري والأممي .. البلد الذي يدعى باسم العراق ؟!

    هكذا هو العراق , وهذا هو حال العراق , هذا البلد الذي وضع رسم الحرف , والف باء اللغات , البلد الذي تفوه بالحرف وصوته , البلد الذي رسم اللغة الصورية , وتقدم بها الى اللغة المحكية , هذه اللغة التي سبقت كلّ الأمم والشعوب .

    في ظلّ مأساة العراق وأحتلاله من قبل الأمريكان ومليشيا فارس , صرح نائب ومستشار مكتب أحمدي نجاد بخصوص الأسلام والعرب قائلا

    لايسمح للدولة الفارسية العظيمة أن يحكمها مجموعة من البدو الرعاة بأسم رسولهم محمد ورسالته , انّ الأمة الفارسية أعظم من هذا وأعظم من هؤلاء العرب الحفاة ؟!

    كنا نعتقد انّ مؤسس حزب الدعوة الأسلامي في العراق هو السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس الله سره – الأخبار والمعلومات التي وصلتنا منذ سنين تؤكد أن السيد الشهيد ليس له علاقة بتأسيس حزب الدعوة , كلّ مافي الأمر انّ مؤسسي حزب الدعوة من اصول فارسية طلبوا من الشهيد تقليده شرعا , وهو بعد وقت قصير رفض التعامل معهم حسب فتوى مشهورة له .

    في العراق لا توجد حكومة ودولة بالمعنى والطريقة والصيغة المعروفة عالميا كما هو الحال في دول العالم , مفهوم الدولة المتعارف عليه وبكل بساطة تتكون من مجموعة من الافراد يخضعون جميعا لبرنامج نظام سياسي معين ومتفق ليدير الدولة وشؤون الشعب بمختلف الانشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يعمل الجميع لها ويطورها نحو الافضل لتخدم المواطن بالدرجة الاولى .

    كيف نعترف ويعترف العالم بوجود حكومة ودولة وقادتها اغلبهم من الفاسدين والسراق واصحاب سوابق , لاوجود لدولة وحكومة تقودها عصابات وميليشيات مسلحة ارهابية , كيف يقال ان في العراق دولة وحكومة ومن يقودها يفتخر بانه طائفي ومذهبي وملنزم بثوابت افكاره العنصرية الدينية , من ياتي ويقول ان في العراق حكومة ودولة , ونقول له كيف ذلك والعراق مقسم طائفيا وقوميا ومذهبيا والملايين هاجروا وهجروا وقتلوا وفوق هذا ان الذي يدير شؤون الدولة والحكومة ومن فيها من الهراطقة هي ايران والسعودية وقطر وتركيا ! , ولا يمكن ان نعترف ونقول بان في العراق دولة وحكومة ونظام والعراق ثلث اراضيه محتلة من قبل الارهابيين داعش والقسم الاخر محتل من قبل عصابات وميليشيات مسلحة مركز قيادتها موجود في غرف فيلق القدس ومصيرهم واوراقهم السرية بيد المشرف والقائد العام قاسم سليماني , واخيرا كيف يقال بوجود دولة وحكومة والعراق اصبح من الدول الفاسدة , وخزينة العراق فارغة بعد ان سرقت والمبلغ يقدر اكثر من 800 مليار دولار , وهناك قتل وفقر وبطالة وانعدام في الخدمات والخ .

    نحن لسنا ضد اي رجل دين ومرجعياتهم بمختلف الاديان والطوائف والمذاهب , لكن اذا اريد تخريب وتدمير والقضاء على مستقبل الدولة والحكومة والنظام وتفتيت مكونات الشعب عليك ان تقحم الدين واصحاب مزادات الدين في شؤون الدولة والحكومة وسوف ترى ما يحدث , افلا ينظرون ما حل في اوربا قبل عدة قرون عندما سيطرت الكنيسة ورجال الدين على مقدرات الدول والحكومات ! , انظروا الى السعودية والسودان وافغانستان وايران وكل دولة طبقت الشريعة واعطت لرجال الدين ركنا في عملية ادارة الدولة والحكومة وتسيير شؤون الشعب .

    اذن من حطم ودمر وخرب العراق ودولته وحكومته وقسم الشعب العراقي دينيا وطائفيا وعنصريا وقبليا وعشائريا هم رجال الدين فقط الذين مزجوا بين وظيفتين الدين والمدنية , لا يمكن لرجل الدين ان يتعامل في السياسة لانه سوف يفقد مصداقيته كرجل دين , من يقول ويدعي ان الاسلام دين ودولة هذا مفهوم خاطئ ولا يمكن ان يطبق في هذا العصر , طبق في عصور لم تكن الحياة والمعرفة وهذا التطور التقني موجود في تلك الفترة , نحن نؤمن والعالم بعلمانية الدول مع فصل الدين اي الدين لله والوطن للجميع , مرة اخرى نحن لا ندعوا الى التخلي عن الدين والتدين والصوم والصلاة , نحن نؤمن ايضا بان لنا اله ونقدر عقيدتنا , اذن من الواجب ان تكون لكل دولة قوانين ودساتير وسلطات تحكم شعوبها وليس بالتعاليم والقوانين والشريعة من اي دين كان لانها لا تتماشى وهذا العصر لتعارضها مع حقوق البشر ومنظمات المجتمع المدني , كيف يتم قطع راس انسان او يده في هذه الايام ? , هذا لا يمكن ان يحصل ومرفوض مهما كان وراء هذه التوجهات التي هي انتقاص من كرامة وقدسية الانسان ومخلوق الله على صورته .

    تاريخ العراق الحديث لم يكن يعرف او عرف بوجود عصابة يطلق عليها ميليشيا ولديها سلاح ولا يعرف مصدر هذا السلاح ومن يمول هذه العصابة ومن يدعمها ويقف معها , المافيا لها عدة معاني وهناك تفسير يقول بان العرب عندما غزوا بعض الدول مثل صقلية واسبانيا وحتى دولة الخلافة العثمانية عندما غزت اراضي يونانية وايطالية , كانوا يحمون بعض الجماعات والتجار مقابل اموال تدفع لهم , هناك مصطلح من العامية العربية للمافيا وهو مهياص , القذافي لم يكن مخطأ عندما قال ان اسم المافيا هو عربي اي معفي

    على كل حال الذي نريد ان نقوله ونساله , من يحكم الان ويسيطر ويحافظ على هيكل الحكومة والدولة الفاشلة والاشخاص الذين الان في قمة ادارة الدولة والنظام في العراق ! , هم جماعات ارهابية مسلحة خارجة عن القانون بحسب العرف العالمي لمفهوم الدولة وهم / في مقدمة هؤلاء تنظيم الدولة الاسلامية – داعش وما تحتها من القاعدة وفلول النظام السابق من البعثيين والضباط والجيش العراقي والنقشبندية , فيلق بدر , جيش المهدي وسرايا السلام , عصائب اهل الحق , لواء ابو الفضل العباسي , كتائب حزب الله وسرايا الدفاع الشعبي , الحشد الشعبي , مجلس شورى المجاهدين , القوميون السنة , انصار الاسلام .

    اربع دول رئيسية تمول وتجهز وتساعد وتدرب وتدعم هذه العصابات والميليشيات الارهابية المسلحة , هي / ايران , السعودية , قطر , تركيا , المهزلة الكبرى في العراق ان الميليشيات الشيعية وقادتها ترحب باي تدخل ايراني علني وسري ولا تسمح بتدخلات الدول الاخرى , الميليشيات السنية وقادتها ايضا هم تحت امرة الدول التي ذكرناها وهي لا تسمح بالتدخل الايراني , السيد العبادي رئيس الوزراء فوجئ وصعق عندما تمت دعوته من قبل جنرالات وكولونات وقادة حروب لحضور اجتماع مناقشة الوضع العراقي المتازم بوجود الجنرال وقائد فيلق القدس والحاكم المنتدب العسكري في هذا الاجتماع وهو قاسم سليماني ! , يقال ان خلافا عميقا حدث بين العبادي وسليماني والاخير ترك المكان , ويقال ايضا ان سليماني منذ ايام في احد بيوت الضيافة في النجف للمقابلة ولم يستجاب طلبه الى الان , الكلمة الاخيرة نقول لو كان النظام الايراني يعامل العراق كدولة وحكومة لما ارسل موظف عسكري الى العراق ليهدد من يقف بوجه الخطط الايرانية وعملاء ايران , لكان قد ارسل مثلا وزير الخارجية للتوسط والمساعدة , الم يبقى ظريفي في فنادق اوربا ايام وليالي ليحل مشكلة النووي ! , ام ان النووي افضل من العراق وشعب العراق في نظر سادة ولاية الفقيه والملالي من عملاء آخر زمان !

    الانسان في جميع الدول سواء كان اوربيا او اسيويا او امريكيا او افريقيا اذا فضل ورشح انتمائه الديني او الطائفي او المذهبي او العرقي او القومي او القبلي او العشائري على وطنه هذا دليل واضح ومؤكد على ان هذا الانسان بلا كرامة ولا اخلاق وتنطبق عليه جميع الصفات السيئة وهي العمالة والخيانة وليس لديه مانع من ان يبيع وطنه وشعبه الى تلك الجهة التي يعتقد بها ويفضلها على وطنه , الاسباني او الانكليزي او الفرنسي او الايطالي الذي عاش ويعيش في اميركا او استراليا او كندا على سبيل المثال واستلم منصبا قياديا في الدولة والحكومة عليه اذن ان يسمح بتدخلات المرجعيات الدينية والحكومة للبلد الذي ينتمي اليها . في العراق ما يحصل هو عكس المثال الذي ذكرناه الان وهذا شيئ غريب ومستهجن , الشيعة في العراق هم عرب , والسنة في العراق هم ايضا عرب , ايران الشيعة فارسية , تركيا السنية عثمانيين اي اتراك , اذن كيف يسمح الشيعي او السني العراقي ونقصد هنا من لديه القدرة للخيانة والعمالة بتدخلات هذه الدول في مصير العراق والعراقيين , هل يعتقد بان هذه الدول تريد خيرا للعراق وان كانوا مسلمين ? , وهل يسمح لباقي مكونات الشعب العراقي من غير السنة والشيعة بهذا الدور ? , نعتقد بانه سوف يوصفون بالجواسيس والعملاء وبابشع الكلمات اللااخلاقية , مثال / ما ذنب المسيحي مثلا من ان يقتل وتفجر كنائسه في بلاد المسلمين عندما يقوم شخص من اوربا وقد يكون هذا الشخص ملحدا او غير مؤمن بدين المسيحيين برسم صورة كاريكاتيرية ينتقد فيها الاسلام ! , انت تقوم بهذا العمل الاجرامي بمجرد رسم لا قيمة له , فكيف ننظر اليك وانت تاتي بالاجنبي كقاسم سليماني تضعه سيدك وتاخذ الامر والشورى من نظام خامنئي.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media