الانتخابات تنافس ام صراع ام تقاتل‎‎
    الأربعاء 13 أكتوبر / تشرين الأول 2021 - 17:32
    د. سمير ناجي الجنابي
    وسط إجراءات أمنية مشددة وبحماية سلاح الطيران، ومع توقف حركة النقل الجوي وإغلاق كافة المطارات المدنية والمنافذ الحدودية، انطلق الاقتراع العام يوم الأحد لاختيار تشكيلة البرلمان العراقي الجديد.

    ودخل العراق السبت في فترة الصمت الانتخابي قبل يوم من بدء الاقتراع، وبعد انتهاء مرحلة التصويت الخاص، الجمعة الماضي، إذ صوت المواطنون النازحون من ديارهم والمساجون ومنتسبو الأجهزة الأمنية في جميع أنحاء العراق في مرحلة التصويت الخاص.

    وتم حرمان ميليشيات الحشد الشعبي من التصويت الخاص بسبب عدم إرسال هيئة الحشد بياناتهم الشخصية إلى مفوضية الانتخابات رغم تصريح المفوضية بأنها «وجهت أربعة كتب رسمية» لهيئة الحشد لتزويدها بالبيانات، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، مما أثار الحديث مجدداً حول ظاهرة «الفضائيين» التي تعني وجود مقاتلين مفترضين في هيئة الحشد الشعبي يتم صرف رواتب لهم وهم غير موجودين على أرض الواقع، ويبلغ عدد هؤلاء الفضائيين 90 ألفًا بحسب رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، الذي قال إن عدد منتسبي الحشد لا يتعدى 60 ألفاً لكن قياداتهم «تستلم رواتب 150 ألف مقاتل».

    خريطة الانتخابات

    وصل العدد الإجمالي للمترشحين ما يزيد على 3200، تنافسوا في 83 دائرة انتخابية على شغل 329 مقعداً، هي عدد مقاعد مجلس النواب، وترشح معظم هؤلاء على قوائم أحزاب وتكتلات سياسية بينما رشح 789 شخصاً منهم كمستقلين، وتنافست 951 سيدة على ربع مقاعد البرلمان تقريباً المخصصة للمرأة بواقع 83 مقعداً، كما خصصت تسعة مقاعد لأقليات المسيحيين والصابئة والإيزيديين والكرد الفيليين والشبك.

    وتنافست الأذرع السياسية للميليشيات المسلحة في هذا الاستحقاق النيابي في ظل اتهامات شعبية بأن الانتخابات ما هي إلا تدوير لذات الوجوه القديمة التي أفرزتها مرحلة الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني، وإعادة إنتاج نفس تشكيلة البرلمان الحالي الذي يمثل مصالح الطبقة السياسية التي تمثل الدولة العميقة وسلطة الميليشيات.

    ومن أبرز الكيانات التي شاركت تحالف «العقد الوطني» بقيادة فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، وتقدمت بـ80 مرشحاً، وشارك «ائتلاف دولة القانون» بقيادة نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق بـ72 مرشحاً، وكذلك تحالف «قوى الدولة الوطنية» بقيادة عمار الحكيم، الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الأعلى (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية سابقاً)، وضم عدة جهات أبرزها ائتلاف «النصر والإصلاح» برئاسة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، بمجموع 78 مرشحاً.

    وشارك 73 من أعضاء ائتلاف «الفتح والبناء» تحت قيادة هادي العامري، الأمين العام لميليشيا بدر، يتبعه عدد من الميليشيات المقربة من إيران أبرزها حركة «الصادقون» برئاسة قيس الخزعلي قائد ميليشيا «عصائب أهل الحق» و«كتائب سيد الشهداء»، كما خاض 182 مرشحاً المنافسة على قائمة «قادمون للتغيير» وهي كتلة تضم رجال أعمال من الطائفة الشيعية.

    ويمتلك التيار الصدري، بقيادة المرجع الشيعي مقتدى الصدر، قواعد شعبية صلبة خصوصاً في المحافظات الجنوبية، وقد حصل على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت في عام 2018، ويمتلك الكتلة الأكبر في البرلمان المنحل بواقع 54 نائباً.

    وخاضت الكتلة الصدرية الانتخابات بـ95 مرشحاً لكنها تضع نصب أعينها على منصب رئيس الوزراء ويخطط الصدر للتحالف مع كتل أخرى حال نجاحه لتجميع موافقة 166 نائب اللازمة لاختيار من يشغل منصب رئاسة الحكومة.

    وبالنسبة للسُنة، اشتد التنافس بشكل كبير بين تحالف «تقدم» الوطني بزعامة محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب، الذي دفع بـ105 مرشحين، في مواجهة كتلة «عزم العراق» التي يتبعها 123 مرشحًا تحت قيادة رجل الأعمال خميس الخنجر العيساوي، الخاضع لعقوبات أمريكية على خلفية علاقته بإيران، كما تنافس 146 مرشحاً على 46 مقعداً مخصصة لإقليم كردستان توزعوا بشكل رئيسي على كتلتي الحزبين الديمقراطي والوطني الكرديين.

    مقاطعة كبيرة

    وبينما يحق لأكثر من 24 مليون مواطن المشاركة في هذا الاقتراع شهدت المراكز الانتخابية ضعفاً شديداً في الإقبال، ورغم الاستعانة بأجهزة إلكترونية لأول مرة شهدت عملية التصويت أعطال تقنية واسعة.

    وكان مقرراً أن تجرى الانتخابات العام المقبل إلا أن احتجاجات ما سُمي بثورة تشرين عام 2019 أدت لإقالة حكومة عادل عبد المهدي، وبعد فترة من الاحتجاجات والتعثر السياسي تولى رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، رئاسة الحكومة ووعد بتقديم موعد الانتخابات للإتيان بحكومة جديدة، لكن نشطاء الحراك قرر معظمهم مقاطعة الانتخابات.

    ومع أن هذا الحراك الشعبي أفرز كيانات سياسية جديدة وتم تسجيل نحو 40 حزباً لدى المفوضية العليا للانتخابات إلا أن معظمها قرر المقاطعة.

    كما اختارت عدد من الأحزاب المقاطعة مثل الحزب الشيوعي الذي أعلن في يوليو/تموز الماضي انسحابه من المشاركة، وتبعه إياد علاوي، رئيس تحالف «المنبر العراقي» ورئيس الوزراء العراقي الأسبق، وصالح المطلك رئيس جبهة «الحوار الوطني» ونائب رئيس الوزراء الأسبق، ومع ذلك لا تزال أسماء مرشحي تلك الأحزاب مدرجة في أوراق الاقتراع لأنهم قرروا المقاطعة متأخراً.

    وفي منتصف يوليو/ تموز أيضا أعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، المقاطعة في خطاب متلفز معتبراً أن ما يحدث ما هو إلا «مخطط لإذلال الشعب العراقي»، وتبرأ من كل من في السلطة قائلاً إن «الجميع إما قاصر أو مقصر أو يتبجح بالفساد والكل تحت طائلة الحساب»، وقال: «أسحب يدي من المشاركين في الحكومة الحالية والمقبلة».

    لكنه عاد ووضع يده معهم في الشهر التالي وتراجع عن قرار الانسحاب وشارك في الانتخابات محاولاً النأي بنفسه عن الأحزاب الموالية لطهران، ومصوراً نفسه على أنه يمثل التيار الشيعي الوطني، رغم الاتهامات التي تلاحق ميليشيات سرايا السلام التابعة له بقتل متظاهري ثورة تشرين الذين طالبوا بإنهاء النفوذ الإيراني في بلادهم.

    وقد استجاب معظم المواطنين لدعوات المقاطعة بسبب اليأس من أي تغيير يأتي من تلك الانتخابات وانسحاب كثير من السياسيين خوفاً من ملاحقة الميليشيات، إذ كان لافتاً ترشح كثيرين تحت لافتات دعائية تشير لانتمائهم إلى الميليشيات بعد كان السياسيون يتبرأون في السابق من أي علاقة تربطهم بـ«فرق الموت».

    كما شارك في الانتخابات عدد من قادة الميليشيات المفترض أنهم ملاحقون أمنيًا مثل يوسف سناوي الموسوي زعيم ميليشيا «ثأر الله»، المرشح في محافظة البصرة رغم أنه متهم رسمياً بقتل أعداد من المواطنين وأيضاً عمليات اختطاف وتهريب.

    وكذلك حسين مؤنس الشهير بأبي علي العسكري، الناطق السابق باسم كتائب «حزب الله العراقي»، وهو صادر ضده أمر اعتقال ومع ذلك ترشح في الدائرة الرابعة بالعاصمة بغداد، كما يقود تحالفًا انتخابياً تحت مسمى «حركة حقوق» وله 32 مرشحاً يتبعون كتائب حزب الله إحدى فصائل الحشد الشعبي الأكثر تشدداً وقرباً للحرس الثوري الإيراني.

    الحشد الشعبي في العراق فصائل عسكرية تم تأسيسها في 13 حزيران/يونيو 2014 بناء على فتوى المرجع الشيعي السيد علي السيستاني لمواجهة تنظيم داعش، حيث أصبح هذا الحشد هو الغطاء القانوني لهذه الفصائل التي ازداد عددها مع مضي الوقت. وقد أصبح الحشد الشعبي نتيجة الانتصارات التي حققها ضد تنظيم داعش رقماً لا يستهان به في حاضر ومستقبل العراق. إذ تحول الحشد الشعبي إلى قوات نظامية ترعاها الحكومة العراقية وتدربها، وفي يونيو/حزيران 2015، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن  الحشد الشعبي جزء من منظومة أمنية عراقية، وأنه يتلقى تمويلها من الحكومة العراقية. وفي تموز/يوليو الماضي أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بإعادة هيكلة الحشد الشعبي وتحويله إلى تشكيل عسكري يضاهي جهاز مكافحة الإرهاب. ونظراً لهذه الأهمية العسكرية المضطردة التي اكتسبها الحشد الشعبي منذ تأسيسه وتثبيت وجوده في الواقع العراقي، أجرى مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية دراسة استقصائية للتعرف على الفصائل العسكرية التي يتكون منها الحشد الشعبي، وهي على النحو الآتي

    فصائل الحشد الشعبي

    ت             الاسم        القائد        ساحة العمل             المرجعية الدينية

    1              سرايا السلام/التيار الصدري   كاظم حسين العيساوي             العراق/قاطع سامراء-القيارة   العراق:محمد صداق الصدر، إيران:  آية الله خامئني.

    2              فيلق بدر-الجناح العسكري-منظمة بدر    هادي العامري         العراق- قاطع صلاح الدين،ديالى، سوريا               إيران: آية الله خامئني

    3              كتائب حزب الله العراقي          جعفر الغانمي           العراق-قاطع الأنبار، صلاح الدين/النخيب               إيران:آية الله خامئني

    4              عصائب أهل الحق   قيس الخزعلي         العراق-قاطع صلاح الدين/النخيب، سوريا              إيران:آية الله خامئني

    5              كتائب سيد الشهداء  هاشم بنيان الولائي:أبو ألاء”  العراق-قاطع حزام بغداد، صلاح الدين    إيران:آية الله خامئني

    6              حركة حزب الله النجباء           أكرم عباس الكعبي   العراق-قاطع حزام بغداد، سوريا             إيران:آية الله خامئني

    7              كتائب الإمام علي     شبل الزيدي             العراق-قاطع حزام بغداد، سوريا             إيران:آية الله خامئني

    8              كتائب جند الإمام      أحمد الأسدي "أبو جعفر الأسدي”          العراق-قاطع الأنبار وصلاح الدين.         إيران:آية الله خامئني

    9              سرايا الخراساني     علي الياسري          العراق-قاطع حزام ومركز بغداد              إيران:آية الله خامئني

    10           لواء أبو فضل العباس             أوس الخفاجي         العراق-حزام بغداد، سوريا      إيران:آية الله خامئني

    11           سرايا الجهاد- المجلس الأعلى الإسلامي حسن راضي الساري              العراق-الأنبار          العراق: آية الله السيستاني

    12           أنصار العقيدة –المجلس الأعلى الإسلامي               جلال الدين الصغير  العراق-الأنبار          العراق: آية الله السيستاني

    13           سرايا أنصار عاشوراء-المجلس الأعلى الإسلامي  كاظم الجابري”أبو أحمد الجابري”         العراق-النخيب         العراق: آية الله السيستاني

    14           كتائب التيار الرسالي              عدنان أرميض الشحماني        العراق وسوريا        إيران:آية الله خامئني

    15           فرقة العباس القتالية               ميثم الزيدي             العراق-النخيب         العراق: آية الله السيستاني

    16           كتائب الشهيد الأول-حزب الدعوة- تنظيم العراق هاشم الموسوي          واثق الفرطوسي      العراق-النخيبس      إيران:آية الله خامئني

    17           كتائب الشهيد الصدر الأول-حزب الدعوة- تنظيم العراق هاشم الموسوي               الفريق عبدالكريم الغزي          العراق-سامراء        إيران:آية الله خامئني

    18           كتائب النخبة والغيث الحيدري- حزب الدعوة –تنظيم الداخل عبدالكريم العنزي     مناف الحسيني         العراق-الأنبار          إيران:آية الله خامئني

    19           لواء علي الأكبر- منظمة العمل الإسلامي علي الحمداني          العراق-النخيب         إيران: آية الله صادق الشيرازي

    20           لواء الشباب الرسالي              ميثم العلاق               العراق-كربلاء          العراق: آية الله محمد علي اليعقوبي

    21           لواء أنصار المرجعية              حميد الياسري         العراق-سامراء        العراق: آية الله السيستاني

    22           لواء أسد الله الغالب سهيل الأعرجي        سوريا      إيران:آية الله خامئني

    23           جيش المختار          واثق البطاط             العراق-سوريا          إيران:آية الله خامئني

    24           فيلق الوعد الصادق عمار الحداد             العراق وسوريا        إيران:آية الله خامئني

    25           كتائب أنصار الحجة محمد الكناني           العراق-حزام بغداد    إيران:آية الله خامئني

    26           كتائب قمر بني هاشم               أبو طالب المياحي   العراق- الأنبار         العراق:آية الله كمال الحيدري

    27           حزب الله الثائرون   رحمان الجزائري    العراق- حزام بغداد  لبنان: حسن نصرالله، محمد الكوثراني

    28           كتيبة عماد مغنية-كتائب حزب الله العراقي              سعد الفتلاوي”أبو خالد”        العراق- الأنبار         لبنان: حسن نصر الله

    29           لواء قاصم الجبارين                محمد الموسوي       العراق-النخيب         إيران: آية الله خامئني

    30           لواء الإمام القائم      طالب العلياوي        العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    31           كتائب أئمة البقيع     جهاد التميمي           العراق      إيران: آية الله خامئني

    32           حركة أنصار الله الأوفياء         حيدر الغراوي          العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    33           لواء المنتظر            داغر الموسوي        العراق- حزام بغداد  العراق: آية الله السيستاني

    34           كتائب ثائر الله          وليد الحلي               العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    35           كاتب القصاص        عبدالله اللامي           العراق-سامراء        إيران: آية الله خامئني

    36           كتائب أشبال الصدر محمد حسين الصدر العراق-سامراء        إيران: كاظم الحائري

    37           كتائب ثائر الحسين  غسان الشاهبندر     العراق-النخيب         إيران: آية الله خامئني

    38           كتائب مالك الأشتر   جعفر عباس الموسوي            العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    39           كتائب الدماء الزكية مؤيد علي الحكيم     العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    40           لواء ذو الفقار         حسين التميمي         العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    41           حركة الأبدال            جعفر الموسوي       العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    42           كتائب مسلم بن عقيل               أحمد الفرطوسي      العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    43           لواء أنصار المهدي ناجي الحلفي           العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    44           لؤاء المؤمل             سعد سوار                العراق      إيران: آية الله خامئني

    45           كتائب العدالة            سمير الشيخ علي    العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    46           كتائب الفتح              كاظم السيد علي       العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    47           كتائب سرايا الزهراء               ممتاز الحيدري        العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    48           حركة العراق الإسلامي            جمال الوكيل            العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله صادق الشيرازي

    49           كتائب العتبة الحسينية              عبدالمهدي الكربلائي               العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    50           لواء زينب العقيلة    حسن الشكرجي       العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    51           لواء الطف               مصطفى الموسوي  العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    52           كتائب الامام الغالب  محمد اللامي            العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    53           كتائب الامام الحسين                حسن الربيعي          العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    54           كتائب القيام الحسيني              محمد الخفاجي         العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    55           كتائب درع الولاية   علاء مهلهل             العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    56           كتائب القارعة         أحمد الزاملي           العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    57           كتائب يد الله             أحمد الساعدي         العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    58           كتائب بقية الله          مصطفى العبيدي      العراق-حزام * بغداد                إيران: آية الله خامئني

    59           كتائب الشبيبة الاسلامية           مصطفوى الموسوي               العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    60           كتائب جمعية آل البيت             موسى الحسني        العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    61           سرايا الدفاع الشعبي               مزهر الخفاجي        العراق-حزام بغداد    إيران: آية الله خامئني

    62           كتائب الطفل الرضيع               وسام الحيدري         العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله كمال الحيدري

    63           سرايا المختار الثقفي              عبدالمهدي الكربلائي               العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    64           سرايا لواء السجاد  عبدالمهدي الكربلائي               العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    65           كتائب وعد الله         سامي المسعودي-نائب رئيس الوقف الشيعي         العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    66           كتائب الغوث الأعظم                فراس العلاق           العراق-حزام بغداد    العراق: آية الله السيستاني

    67           كتيبة بابليون           ريان الكلداني           العراق-حزام بغداد    حركة مسيحية

    ويتضح من هذا الجدول أن لكل فصيل من فصائل الحشد الشعبي هيكله التنظيمي الخاص وقائده،وساحة عمله،ومرجعيته الدينية. فأغلبيتها ساحة نشاطها العسكري العراق وبعضها ينشط عسكريا أيضاً في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد ، وأغلبيتها أيضاً مرجعها الديني آية الله علي خامئني. كما يوجد فيه فصيل مسيحي مما يمثل بأن الحشد الشعبي عابر للحالة الدينية في العراق، وأن مواجهة تنظيم داعش لا يقتصر على اتباع دين معين في العراق دون غيره.

    يدار الحشد الشعبي من قبل مجلس شورى أطلق عليه اسم”مجلس شورى المقاومة الإسلامية” ويتألف هذا المجلس من بعض قادة الفصائل المهمة المنضوية تحت اسم "الحشد الشعبي” ويكون برئاسة”أبو مهدي المهندس، وهادي العامري” وعضوية كل من:

    1-هاشم بنيان الولائي”أبو ألاء” أمين عام كتائب سيد الشهداء.

    2-قيس هادي الخزعلي أمين عام عصائب أهل الحق.

    3-أكرم عباس الكعبي أمين عام حركة حزب الله النجباء.

    4-أحمد الأسدي” أبو جعفر الأسدي” أمين عام حركة جند الإمام.

    5-حسن الساري قائد سرايا الجهاد المجلس الأعلى الإسلامي.

    6-حجي شبل الزيدي أمين عام كتائب الإمام علي.

    7-حسن مؤنس العبودي كتائب حزب الله العراقي.

    8-علي الياسري قائد سرايا الخراساني.

    9- عدنان أرميض الشحماني قائد سرايا التيار الرسالي.

    10-معين الكاظمي عضو مجلس شورى منظمة بدر.

    الهدف من تشكيل هذا المجلس اصدرار القرارات التي تخص الحشد الشعبي من حيث التدريب أو التسليح أي اعتبار المجلس المسؤول الأول عن كل ما يتعلق فيه دون الرجوع إلى رئيس الوزراء أو مسؤول الحشد فالح الفياض.

    ولهذا الحشد ناطقين رسميين بإسمه، فيما يلي أسماؤهم:

    1-يوسف الكلابي الناطق الأمني للحشد الشعبي.

    2-كريم دوحي النوري الناطق الرسمي للحشد الشعبي-مسؤول مكتب الاعلامي لمنظمة البدر.

    3-أحمد الأسدي” أبو جعفر الأسدي” الناطق الرسمي للحشد الشعبي- أمين حركة جند الامام.

    5-حسن إسماعيل الموسوي مسؤول العلاقات العامة للحشد الشعبي.

    ولأن معركة الحشد الشعبي ضد تنظيم داعش ليس معركة عسكرية فقط وإنما جانب كبير منها إعلامي أيضاً لذلك أصبحت كل القنوات الفضائية التابعة لكتل والأحزاب الشيعية المرتبطة بإيران تحت تصرف هيئة الإعلام الحربي للحشد الشعبي بغية بث جميع عملياته العسكرية في جميع القواطع وتكون جميع هذه القنوات الفضائية تحت إمرة باسم الساعدي مدير عام الدائرة الإعلامية لكتائب حزب الله العراقي.

    لم يمنع من وجود قيادة للحشد الشعبي أن تكون هناك تصريحات وتصرفات فردية من كل فصيل منضوي تحت راية الحشد الشعبي والهدف من ذلك هو لغرض اظهار قوة هذا الفصيل على الساحة العراقية هدفاً للمصالح الشخصية والفردية لهذا الفصيل حيث تشاهد في جميع أنحاء العاصمة العراقية بغداد صور لقتلى لكا فصيل مع صور قائدها.

    وعلى الرغم من أن الحشد الشعبي يتكون من سبعة وستون فصيلاً مسلحاً إلا أن 80% في المئة من جهده العسكري يقع على عاتق سرايا السلام، وفيلق بدر، وكتائب حزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق. وفي ما يأتي نبذة عن تلك الفصائل التي تشكل حجر الزاوية في الحشد الشعبي.

     سرايا السلام

    الاسم الجديد الذي اختاره جيش المهدي لنفسه، وهو الجناح المسلح للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر. تأسس جيش المهدي في تموز/يوليو عام 3003م، ويتكون من أفراد متطوعين وينقسم إلى وحدات عسكرية تبدأ من المجموعات الصغيرة داخل الفصيل المؤلف من خمسين مقاتلا، تليها السرية من ثلاثمئة مقاتل، وكل سبع سرايا تشكل فوجا. وقد بلغت تقديرات عدد عناصره نحو عشرة آلاف.خاض معارك ضد الأميركيين، منها معركتان في النجف والبصرة سرعان ما خسرهما ليتم الاتفاق مع الأميركيين على تسليم سلاحه للجنة عراقية أميركية مشتركة عام 2004. ووتعتبر إيران منزعجة من سرايا السلام٬ لأنها لا تسيطر عليها. لذلك يعمد قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إلى إحداث انشقاق في داخلها عن طريق إغراء المالي الكبير للمنضوين في سرايا السلام.

    فيلق بدر

    فصيل بدأت نشاطه كجناح مسلح للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الذي أسسه محمد باقر الحكيم في إيران عام 1982 وبإشراف طهران إبان الحرب مع العراق، وشاركت في الحرب إلى جانب القوات الإيرانية.كلف فيلق بدر (قبل أن يتغير وصفه إلى منظمة) بمتابعة التحقيقات مع أسرى الجيش العراقي مع إيران، ووجهت إليه اتهامات بالقتل والتعذيب في معسكرات الاعتقال .تشير تقديرات إلى أن عدد أفراده قبل احتلال العراق عام 2003 كان يتراوح ما بين 10 و15 ألفا، ثم ما لبث أن ارتفع العدد إلى مستويات تعد بعشرات الآلاف (بعض الإحصاءات تتحدث عن نحو مئة ألف).تحول لاحقا إلى "منظمة بدر” برئاسة وزير النقل السابق هادي العامري. يتهم الفصيل بدر بتصفية الكوادر والنخب العراقية من علماء وأطباء وعسكريين وبعثيين عراقيين انتقاما لسنوات الصراع مع إيران. وفي 2006 نسبت إليه جرائم ضد السنة قتلا واعتقالا وتهجيرا، وخاصة في محافظة ديالى. لدى منظمة بدر تاريخ من الصراع مع التيار الصدري وجيش المهدي ضمن الحرب على النفوذ في العراق، وهي من أكبر الداعمين لنظام بشار الأسد.

    كتائب حزب الله العراقي

     تعد واحدة من اهم وأخطر الفصائل الشيعية المدعومة من إيران، والتي يتولى "فيلق القدس” الايراني تمويلها وتدريبها، لا توجد لها قيادة معروفة إلا أن أنها هياكل تنظيمية ممثلة بالمجلس الشورى والمجلس السياسي، وينظر الى جمال جعفر إبراهيم، أو أبو مهدي المهندس بوصفه المسؤول عن تأسيس هذه المجموعة، وهو اقوى ممثل عسكري لإيران في العراق، كما تفيد المعلومات بان عماد مغنية أحد أبرز قادة "حزب الله” اللبناني، اسهم هو الاخر في تأسيس هذه المجموعة المسلحة.

    وتكشف الرعاية الايرانية للكتائب، التزامها بالولاء لحكم "الولي الفقيه” في إيران، وتعمل على توسعة حدود "الثورة الإسلامية”، فهي ترتبط مباشرة بالمرشد الايراني علي خامئني، وممثله العسكري في العراق قاسم سليماني قائد "فيلق القدس”، فضلا عن استخدامها ذات المفردات التي يتبناها النظام الايراني في رؤيته للغرب، فعلى سبيل المثال لا الحصر اعلنت الكتائب في بيانها الصادر في 8/4/2014” ان شعب العراق اليوم لديه قوة ذاتية يستطع بها الذود عن نفسه”، مذكرة بالقول، "مازالت تجربة مقاومة القوى الاستكبارية على الارض حاضرة بين يديه تمده بالقوة والثبات”. كما ترتبط بعلاقات مع حزب الله اللبناني، إذ يتدرب عناصرها في دورات بلبنان على زرع العبوات الناسفة، والتدرب على تنسيق الهجمات بالأسلحة الصغيرة والمتوسطة، وهجمات القناصة وقذائف الهاون، والهجمات الصاروخية.

    ولا تتبع "كتائب حزب الله” حزبا معينا من الأحزاب الشيعية، وبالتالي تصنف نفسها على إنها "مقاومة إسلامية” تستمد طبيعة عملها وآلياته من هذا النوع، على ان اولى العمليات العسكرية التي نفذتها هذه الميليشيا ضد القوات الامريكية في العراق كانت في 23تشرين الأول/أكتوبر 2003م وتحت اسم كتائب "ابي الفضل العباس”، لتندمج بعد ذلك بغيرها من المجموعات المسلحة التي تمولها إيران، مثل: "كتائب كربلاء”, "كتائب زيد بن علي”, "كتائب علي الاكبر” و”كتائب السجاد”، والتي كانت تعمل كل واحدة منها بصورة مستقلة عن الاخرى ودون ان تعلم شيئا عن الكتيبة الاخرى، حتى اعلن عن اندماجها وقتالها تحت اسم واحد هو "كتائب حزب الله "وذلك خلال بيان نشرته الكتائب في 21 آب/أغسطس عام 2007م.

    تمكنت الكتائب في عام 2010 من تطوير صواريخ الكاتيوشا وإنتاج صواريخ جديدة هي "ذو الفقار والكرار وحيدر”، والتي استخدمتها ضد القواعد الأمريكية، ففي 5 كانون الثاني/يناير 2011 ، إذ تختلف في تسليحها عن بقيه الفصائل الاخرى، كونها تقوم بتصنيع الأسلحة بنفسها، فضلًا عن ترسانة الأسلحة التي غنمتها من مخازن الجيش العراقي بعد احتلال القوات الأمريكية للبلاد عام 2003. ما يعني امتلاكها قدرات علمية ولوجستية وفنية تمكنها من تصنيع بعض الاسلحة بمختلف أنواعها.

    وتشمل الترسانة التي تملكها الكتائب اسلحة متنوعة منها: الكلاشنكوف ” AK-47″ والمسدسات والـ”M16″ والـ”PKC” وقذائف صاروخية RPG-7 وقناصات B29, HS-50 والهاون من 60 إلى 180 ملم وصواريخ الكاتيوشا و”سترالا” لمقاومة للطائرات والمدافع الأحادية والثنائية والرباعية، والراجمات الصغيرة المثبتة على الأرض والمتحركة على العجلات.

    ولمقاتلي الكتائب خبرة في استعمال العبوات الناسفة المتنوعة، والتي استخدمتها بكثافة ضد القوات الأمريكية، إضافة إلى أن مهندسي وفنيي الكتائب تمكنوا من تصنيع أسلحة جديدة مثل صواريخ الأشتر، التي تطوروها فيما بعد، كما صنعوا صواريخ ذو الفقار والكرار، وهي ذات قوة أكبر في التدمير والانفجار والسرعة، والتحكم بالدفع لمسافات قريبة كانت أم بعيدة.

    عصائب أهل الحق

    خرجت حركة عصائب أهل الحق أو ما يطلق عليها مؤيدوها "المقاومة الإسلامية في العراق” من رحم التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر، تأسست رسميا عام 2009م من لجنة مكونة من قيس الخزعلي وأكرم عباس الكعبي وسلام المالكي. وتتلقى عصائب أهل الحق التدريب والسلاح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

    أعلنت العصائب أنها نفذت ستة آلاف عملية استهدفت الجيش الأميركي والقوات العراقية من بينها عمليات خطف أجانب، لكن أبرز هجوم لهم كان في 20 كانون الأول/ يناير 2007 في محافظة كربلاء عندما اقتحموا مركز للشرطة العراقية بداخله وحدة أمن أمريكية مشتركة وقتلوا جندي أمريكي واختطفوا أربعة آخرين قاموا بقتلهم لاحقاً. بعد الهجوم، شن الجيش الأمريكي حملة على الجماعة وتم قتل العقل المدبر لهجوم كربلاء أزهر الدليمي في بغداد، واعتقال الكثير من قادة الجماعة بما في ذلك  قيس  الخزعلي. وقد ردت عصائب أهل الحق على هذا الاعتقال باختطاف خمسة بريطانيين من احد مباني وزارة المالية في وسط بغداد. وكان المخطوفون هم بيتر مور الخبير من شركة”بيرينغ بوينت”للإدارة العاملة لحساب الحكومة الاميركية، وأربعة حراس من شركة”غاردا وورلد”الأمنية الكندية كانوا برفقته. إذ توفي هؤلاء الحراس في أثناء خطفهم. وفي كانون الثاني/يناير أطلقت الحكومة العراقية سراح قيس الخزعلي مقابل افراج عصائب أهل الحق عن المختطف البريطاني "بيتر مور”.

    ويعتبر قيس الخزعلي الأمين العام لعصائب أهل الحق من أشد المعارضين لتقسيم العراق ومع وحدته. ولدى تنظيمه مال سياسي كبير فهي أي عصائب لديها ممثل واحد في مجلس النواب العراقي وهو حسن سالم، كما لدى عصائب أهل الحق  قناة فضائية ناطقة باسمهم وهي قناة العهد.

    وبعد قيام الثورة السورية في آذار/مارس عام 2011م، تخطت عصائب أهل الحق، جغرافية بلادها لترسل عناصرها للقتال في سوريا بحجة "الدفاع عن مقام السيدة زينب” وينضوي عناصرها تحت لواء "أبو الفضل العباس” المنتشر في ريف دمشق وتحديدا بالمناطق المحيطة بالمقام.

    وإلى جانب هذه الفصائل المسلحة هناك تنظيم عراقي لا يقل شأنا عنهم، وهو المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، تشكل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عام 1982 في إيران، وتحول بعد 2003 الى المجلس الأعلى الإسلامي العراقي. ويهدف هذا المجلس إلى أن يكون إطارا يضم كل الفصائل الشيعية العاملة في الحقل السياسي  وتزعمه آية الله محمد باقر الحكيم، والغالب في أعضاء المجلس الأعلى أنهم عراقيون فروا إلى إيران خلال حرب الخليج الأولى. تمثل شخصية محمد باقر الحكيم دورا محوريا في تحديد مواقف المجلس ونشاطه السياسي ومن ضمن مكونات المجلس الأعلى الإسلامي جناح عسكري يعرف باسم  فيلق بدر -الذي انشق فيما بعد عن المجلس-. وبعد مقتل السيد محمد باقر الحكيم انتقلت رئاسة المجلس إلى اخيه السيد عبد العزيز الحكيم وبعد وفاة الأخير عام 2009 انتخب ابنه السيد عمار الحكيم رئيسا  لكن تبقى الشورى المركزية تمثل الهيئة القيادية ومركز القرار. فسيد عمار الحكيم هو حفيد المرجع الديني آية الله العظمى محسن الحكيم المرجع الشيعي في العراق وامتوفى عام 1970. وتعتبر قيادات المجلس الأعلى الاسلامي العراقي معروفة من قبل المجتمع العراقي، ويتميز هذا المجلس في السيطرة على أعضائه، إذ لم يتهموا بارتكاب أي أخطاء أوجرائم

    وإلى جانب هذه الدراسة الاستقصائية عن الحشد الشعبى في العراق أجرى مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية في مختلف المحافظات العراقية استطلاعاً للرأي تتعلق بانتخابات مجلس المحافظات وانتخابات مجلس النواب اللتين ستجريان في عامي 2017م، و2018م على التوالي، وتبين من هذا الاستطلاع ستحتدم منافسة شديدة بين سرايا السلام وفيلق بدر وكتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق على مقاعد هذين المجلسين إذ من المتوقع أن تحصل تلك الفصائل على نصف المقاعد البرلمانية ومجالس المحافظات.

    والسؤال الذي يطرح في هذا السياق ما هو مستقبل الحشد الشعبي في العراق ما بعد داعش؟ وهل سيندمج في مؤسسات الدولة أم سيستحدث له جهاز خاص به؟ ان استمرار الحشد الشعبي في عراق ما بعد داعش قد يزيد من أزمات العراق الداخلية والخارجية، فعلى المستوى الداخلي يمكن الحديث هنا أن استمراره سيزيد من أعباء العراق المالية لاسيما وأن الدولة العراقية منذ سنوات وهي تعاني من أزمة مالية خانقة جراء تراجع أسعار النفط عالميا الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على قطاعها الحكومي إذ أصبحت الحكومة العراقية عاجزة عن دفع الرواتب لنصف موظفيها، و مما لاشك فيه سيتضاعف هذا العجز الحكومة مع إضافة أكثر من 100 ألف عنصر من الحشد الشعبي في مؤسسات العراق. فالأمر هنا لا ينحصر فقط على رواتب تلك العناصر وإنما ما تحتاجه أيضاً من مستلزمات عسكرية ومخصصات مالية لقنواتهم الإعلامية أيضاً. وقد يصاحب هذه الأزمة المالية أزمة أمنية في العراق، فالفصائل التي يتكون منها الحشد الشعبي وإن تم دمجها في مؤسسات الدولة العراقية إلا إنها من الناحية الفعلية ستستمر تتلقى أوامرها من قيادتها التنظيمية وليست الحكومية فكل يعلم أن تلك الفصائل وخاصة "سرايا السلام، وكتائب حزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق، وفيلق بدر” يسيطرون على مناطق معينة في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات العراقية ذات المكون الشيعي، وهذه الفصائل تملك من العتاد والسلاح مما يجعل سيطرتها يبدو تقسيماً فعلياً للمناطق التي يسيطرون عليها وكأننا أمام حالة "ملوك الطوائف التي سادت في دولة الأندلس إذ أدت النزاعات والحروب بينهم إلى سقوط دولة الأندلس وهذا الأمر قد يتكرر في العراق ما بعد داعش وعالم ما بعد الحداثة إذ يصبح زعماء الفصائل في العراق أمراء طوائف بينهم خلافات ونزاعات قد تذهب بالعراق إلى حافة الهاوية، والذي يدلل على صحة هذه الفرضية إذ الفصائل المسلحة  سبق  وإن خاضت صراعات مسلحة فيما بينها في جنوبي العراق.

      أما على المستوى الخارجي أن استمرار الحشد الشعبي في عراق ما بعد داعش وما له من ثقل سياسي وعسكري وأمني وإعلامي واقتصادي وارتباط أهم فصائله كما هو معروف بالنظام الايراني وتحكم هذا النظام في العراق منذ عام 2006م وإلى يومنا هذا، قد يجعل من الحشد الشعبي جيشاً رديفاً للنظام الإيراني في العراق ويكون أداة لهذا النظام للتدخل في الشؤون العربية لزعزعة استقراره، فليس من المستغرب أن يتم ارسال بعض فصائل الحشد الشعبي بعد قضاء على داعش في العراق إلى سوريا لدعم بشار الأسد، وقد ترسله أيضاً إلى بعض دول الخليج العربي، وهنا تكون الكارثة قد حلت على العراق أولاً والعرب ثانيا فالنظام الايراني بهذه الحالة يضرب العرب بالعرب وهو المستفيد من هذا الضرب. وهذا ما لا نرجوه.

    لا أحد ينكر الدور الايجابي للحشد الشعبي في مقارعة تنظيم داعش الإرهابي ومساهمته الجدية مع القوات العراقية والتحالف الدولي في "تحرير” العراق منه، وهذا الدور الكل يحترمه ويرفع القبعة له، بما فيه مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، لكن بمجرد طي صفحة داعش الارهابي في العراق يفترض أيضاً طي صفحة الحشد الشعبي وهذا يتطلب من المرجعية الدينية بمجرد تحرير العراق من تنظيم داعش الارهابي أن تصدر فتوى دينية توقف "الجهاد الكفائي” كي لا يتذرع الحشد الشعبي بأنه مستمر بناءً على الفتوى التي سبق وأصدرها آية الله السيد علي السيستاني، فوقف الفتوى يعني رفع القدسية عن فصائل الحشد الشعبي وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية السابقة على ظهور تنظيم داعش في العراق، للحفاظ على عراق موحد.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media