التابعون خائبون!!
    السبت 6 نوفمبر / تشرين الثاني 2021 - 07:28
    د. صادق السامرائي
    القرن الحادي والعشرون وما سبقه من عقد أو عقدين , بصَّرتنا بحقائق كانت مجهولة , وتفاعلات غير منظورة بسبب سرعة التواصل بين أرجاء المعمورة , وبتطور وسائل الإتصال والتوثيق والتصوير , وغيرها من أدوات إحضار الخبر فورا في كل مكان.
    وقد لعبت شبكات الإنترنيت دورها الكبير في تقديم الصورة كاملة , مما يمكننا أن نقرأ التأريخ بأحداثه  بإقتربات غير مسبوقة.
    فما جرى في عدة بلدان في المنطقة العربية , والدول الأخرى يعلمنا دروسا ويوضح لنا حالات , بأدلة وبراهين سلوكية لا تقبل الشك والتأويل والتصور.
    إذ تبين بوضوح صارخ أن التابعين للطامعين بأوطانهم هم الخائبون المندحرون المنبوذون , المركونون في سلال مهملات التأريخ بإذلال وإهانة مريرة.
    من يتبع يخنع , ومن يخنع يهون , ومن يهون يتمكن منه الذل ويُلقى في حفر السجون.
    أحزاب وفئات  توهمت أن القوى المحتلة لبلادها تريد لها الخير وتعمل لصالحها , وتأمين سلامتها , وتناست أن كل فوة  مصلحتها في المقدمة ,  وعندما يتم إستعمالها وتنتهي صلاحياتها , تصبح بلا قيمة فتنال سوء المصير.
    وما يجري في بعض المجتمعات ,  يقدم برهانا واضحا ودليلا قاطعا على ما تؤول إليه أمور , وأحوال الذين لا يمتلكون رؤية وطنية , وغيرة على أوطانهم , ويتوهمون بأن السلطة هي الهدف , والكرسي مجدهم وبه يتحققون ويتخلدون , قيتجاهلون القيم  والمعايير التي مضت عليها الشعوب منذ ما قبل التأريخ.
    فالحياة فيها ثوابت ومعايير سلوكية واضحة , عندما يتخطاها البشر يتدحرج في وديان النكد والخسران والإذلال.
    وكم من أنظمة حكم مأجورة أصابها الهوان بعد أن نفذت أوامر الطامعين بالبلدان.
    فتناست أوطانها وتوهمت سلطانها فكانت مآلاتها قاسية!!

    د-صادق السامرائي 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media